;
محمد مرشد الإدريسي
محمد مرشد الإدريسي

أهمية الدعاء في حياتنا 1843

2008-09-11 03:08:53


إلى الحيارى، إلى المنكوبين، إلى من ضاقت عليهم الدنيا بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم، إلى من يشكون الفقر، إلى من يشكون الأوجاع والأمراض، إلى أصحاب البلايا والمحن، يا من لجأتم إلى الناس ونسيتم الخالق سبحانه الذي بيده مقاليد الأمور ونواصي الخلق بيده، أسوق إليكم العلاج الناجح والسلاح القوي الذي لا يرده شيء والذي لا تقف دونه واسطة ألا وهو "الدعاء"، الابتهال بين يدي الله، التضرع إليه بأن يصلح أمورك ويشفي مرضك ويغنيك من الفقر، قال تعالى: "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعٍ إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون"، والعجيب أن هذه الآية نزلت بعد آيات الصيام في سورة البقرة، بل أن الله سبحانه وتعالى أمر عباده بالدعاء ووصف تاركه بالمتكبر فقال سبحانه: "وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين"، فأمر بالدعاء ووعد بالإجابة، فالله سبحانه يغضب أن ترك الإنسان دعاءه وكما قال الشاعر:

الله يغضب إن تركت سؤاله

وبني آدم حين يسأل يغضب

فعلينا أن نبادر بدعاء الله سبحانه وتعالى عند المصايب والمشاكل والأزمات ولا نستعجل الإجابة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "يستجاب لأحدكم ما لم يستعجل، يقول: دعوت دعوت فلم أر يستجاب لي، فيستحسر فيدع الدعاء"، وأيضاً للدعاء شروط منها ما قد ذكرنا آنفاً من عدم الاستعجال في الإجابة وأيضاً أن يكون مطعمه ومشربه وملبسه حلال لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "الله أمر طيب لا يحب إلا طيب وأن الله أمر المؤمنين بما أمر المتقين فقال: "يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم"، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يده إلى السماء: يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فإنى يستجاب له"، ومن شروط الدعاء أيضاً الإقبال على الله بالطاعات والإخلاص عند الدعاء واسقبال القبلة وأن يدعوا وهو على وضوء ويا حبذا لو قدم صدقة بين يدي دعاءه، والثقة بأن الله لا يرده خائب فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله حري كريم يستحي أن يمد عبده يده إليه فيردهما صفراً خائبتين، أما أن يعطيه إحدى ثلاثة: أن يستجيب دعاءه الذي دعاءه، أو يصرف عنه من البلاء مثله، أو أن يدخرها له إلى يوم القيامة"، فيجب علينا أن نتسأهل في هذا الأمر ولا نبخس ثمنه وكما قال الشاعر:

اتهزأ بالدعاء وتزدريه

وما تعلم ما فعل الدعاء

سهام الليل لا تخطئء ولكن

لها أمداً وللأمد انقضاء

وعلينا أيضاً أن نكثر الدعاء في هذا الشهر الكريم بإصلاح حال المسلمين، ولا ننسى أن ندعوا لإخواننا في فلسطين وفي العراق وفي أفغانستان عل الله يجهل لهم فرج ومخرج من ما هم فيه، وأعلم أخي القارئ الكريم أن هناك أوقات تستجاب فيها الدعاء منها: الثلث الأخير من الليل الذي ينزل فيه ربنا إلى السماء الدنيا فيقول: "هل من داع فأستجيب له؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من سائل فأعطيه سؤاله؟" وأيضاً آخر ساعة من الجمعة، وساعة من الليل، وما بين أذان وإقامة، وبعد الصلوات المفروضة، ولا يكفي المقال لسرد الأحاديث الواردة في ذلك وخير الكلام ما قل ودل، وأيضاً هناك نصيحة أخيرة للأباء والأمهات بأن لا يدعوا على أبناءهم بالشر أو الهلاك إن رأوا منها أخطأ وليدعوا لهم بالصلاح والهداية كما حذرنا من ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لا تدعوا على أموالكم وأبناءكم علها تصادف ساعة إجابة فتسجاب" أو بهذا المعنى وأسأل الله أن يصلح حال المسلمين، وادعوا لرئيسنا بالصلاح والخير، وأن يلهمه الله البطانة الصالحة الذي تحثه على الخير وترغبه فيه، وتبعده عن الشر وإلى موضوع آخر بإذن الله تعالى.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبد الملك المقرمي

2024-05-05 23:08:01

معاداة للإنسانية !

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد