;
تغطية/إياد البحيري
تغطية/إياد البحيري

منارات يستعرض دور النساء اليمنيات في نشر الإسلام والعلوم والثقافة ..الحلقــــة الثالثة 3425

2008-09-11 03:18:26


في ثاني فعالية من فعاليات الرمضانية أبرز المركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل "منارات" اسهامات المرأة اليمنية في نشر الإسلام منذ قديم الزمان وذلك بمحاضرة الدكتور/ محمد علي العروسي أستاذ الآثار والعمارة الإسلامية بجامعة صنعاء تحت عنوان "اسهات النساء اليمنيات في نشر الإسلام والعلوم والثقافة".

وأبرز العروسي في محاضرته أشهر النساء اليمنيات اللآتي شاركن في نشر الإسلام في بداية العصر الإسلامي واليمنيات اللاتي كان لهن دوراً رائداً ومتميزاً في نشر العلوم والثقافة خلال تلك الفترة.

هنا نستعرض المحاضرة كاملة في حلقات نبدأها ب: إسهامات اليمنيات في نشر الإسلام :

ثانياً : دور اليمنيات في نشر العلوم المختلفة :

العلم في الإسلام من الأمور التي فرضها الله على المسلمين والمسلمات، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة"، لذلك أقبل المسلمون والمسلمات الأوائل على طلب العلم، فظهرت منذ بداية القرن الثاني الهجري/الثامن الميلادي منشآت تعليمية مستقلة عن المساجد، تخصصت تلك المنشآت في تدريس علوم القرآن الكريم والحديث الشريف والفقه وقواعد اللغة العربية وآدابها وغيرها من العلوم المختلفة، ثم ظهرت بعد ذلك مؤسسات تعليمية بمسميات مختلفة لعل أهمها بيت الحكمة التي أنشأها الخليفة العباسى المأمون (198 218ه/813 833م) في مدينة السلام بغداد سنة 215ه/830م، وتزامن مع ظهور هذه المراكز التعليمة ظهور عددا من المساجد التي تخصصت إلى جانب وظيفتها الدينية في تدريس العلوم الشرعية والفقهية، ولم يؤثر ظهور هذه المؤسسات التعليمية الجديدة على دور المسجد الذي أستمر في تأدية وظيفته كمنشأة تعليمية إلي جانب وظيفته الأساسية كمنشأة دينية هذه الرسالة الدينية والتعليمية التي انطلقت من المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة والمسجد الحرام بمكة المكرمة ظهرت في غالبية المساجد التي تم إنشائها بعد ذلك في مختلف مناطق العالم الإسلامي، وأصبحت بعض هذه المساجد من أشهر الجامعات الإسلامية نذكر منها على سبيل المثال الأزهر الشريف بالقاهرة وجامع الأشاعر في مدينة زبيد وغيرها، كما زاد الإقبال على طلب العلم من المسلمين والمسلمات في الكثير من المساجد الأخرى، خصوصاً المساجد التي تم إنشائها في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كالجامع الكبير بصنعاء وجامع الجَنَدْ بالقرب من مدينة تعز، وما تزال الأروقة وقاعات الصلاة في هذه المساجد عامرة حتى اليوم بحلقات الدرس ومجالس العلم التي بدأت قبل أربعة عشر قرناً من الزمان، تعلم ودرْسَ فيها مشاهير وكبار العلماء والفقهاء ففي جامع عمرو بن العاص بالفسطاط كان الإمام الشافعي يرأس حلقة علم كل صباح حتى تاريخ وفاته في سنة 205ه/820م.

لعبت المساجد منذ إنشائها دوراً هاماً في نشر التعليم وتوافدت أعداد كبيرة من الطلاب من مناطق مختلفة لطلب العلم في تلك ثم ظهرت المدرسة بعد ذلك كمنشأة معمارية وطراز معماري جديد في العمارة الإسلامية، فوفرت المدرسة لطلابها العلم ووفرت للغرباء منهم العلم والسكن.

كانت المرأة اليمنية حاضرة بقوة في كل هذه المنشآت التعليمية منذ بداية العصر الإسلامي، ففي غالبية مساجد النساء في العالم الإسلامي بصورة عامة وفي اليمن بوجه خاص، كانت النساء تعقد حلقات الدرس ومجالس العلم، وتعلمت الكثير منهن القراءة والكتابة وحفظن كتاب الله الكريم. وقامت الكثير منهن ببناء المساجد والمدارس والكتاتيب وأربطة العلم ودور الضيافة، وأنفقن بسخاء على العلماء والفقهاء والمشائخ وطلبة العلم ومؤسسات التعليم المختلفة، وعلى اقتناء الكتب ونسخها.

الأميرات اليمنيات ودورهن في نشر العلم :

لعبت الأميرات اليمنيات دورا هاما في الحياة السياسية والدينية والعلمية والثقافية في اليمن، وكان لها دورا بارزا في نشر العلم والثقافة ؛ والحقيقة أن مساهمة الأميرات اليمنيات منذ عصور مبكرة في بناء المساجد والمعلامات ومدارس العلوم الإسلامية والاهتمام بالعلماء والمدرسين وطلبة العلم والإنفاق عليهم يعد واحدا من أبرز مظاهر المشاركة الرائدة للأميرات اليمنيات بشكل خاص وللمرأة اليمنية بشكل عام في نشر العلم وتطوير الحياة العلمية والثقافية في اليمن. في عصر الدولة الرسولية ساهمت عدد كبير من الأميرات مساهمة هامة في إنشاء الكثير من المساجد ومدارس العلوم الإسلامية والأسبلة وأربطة العلم والخانقات في عدد من مناطق اليمن المختلفة وخاصة في بعض قرى ومدن تهامة في محافظة الحديدة وفي محافظات تعز وإب وعدن، وقد أوقفت هذه الأميرات على تلك المنشآت أوقافاً جليلة، كما أنفقت على العلماء والفقهاء والمدرسين والمعيدين وطلبة العلم بسخاء. ويكفي أن نشير هنا إلى أن المدارس التي أنشأتها الأميرات اليمنيات في عصر الدولة الرسولية في القرنين السابع والثمن الهجريين/الثالث عشر والرابع عشر الميلاديين تفوق من حيث العدد المدارس التي ابتناها ملوك وأمراء الدولة الرسولية، وقد بلغ عدد المدارس التي أنشأتها الأميرات الرسوليات أربعة وثلاثون مدرسة، فيما لم يتجاوز عدد المدارس التي أنشأها الملوك العشرين مدرسة أما المدارس التي أنشأها الأمراء فعددها لم يتجاوز الخمسة عشر مدرسة فقط.

في هذا البحث سنتناول بإيجاز أشهر أميرات اليمن في العصر الرسولي وأبرز إسهاماتهن ومشاركاتهن في نشر العلوم المختلفة في العديد من المناطق اليمنية، من خلال قيامها ببناء المساجد والمدارس والإنفاق على طلبة العلم والعلماء والمدرسين، والأوقاف الجليلة التي أوقفتها على هذه المنشآت الدينية والتعليمية. وسنذكر أهم المعلومات التي وردت في المصادر التاريخية عن هذه الأميرات وآثارها المعمارية والخيرية والمدارس والمساجد التي أنشأتها، وإعطاء أهم المعلومات عن شخصية وحياة كل أميرة من الأميرات اللاتي شيدنَ هذه المدارس، وأسماء تلك المنشآت ومواقع إنشائها، وتخصصات ووظائف وتاريخ كل منشأة، والدور العلمي الذي لعبته في العصور التاريخية المختلفة، وأسماء وتاريخ وسيرة أقدم وأشهر مدرسيها وطلابها، وذلك وفقاً للمعلومات التي نحصل عليها من مختلف المصادر والوثائق التاريخية والمراجع المتوفرة التي ذكرتها أو ورد فيها ذكر أولئك العلماء والفقهاء الذين درسوا فيها أو تخرجوا منها، سواءً المنشآت العامرة أو المندثرة التي اختفت مبانيها وصارت مواقعها غير معروفة في وقتنا الحاضر. وسنقدم وصفاً موجزاً للتخطيط المعماري العام للمدارس التي لا تزال عامرة حتى اليوم.

الأميرة لؤلؤة

الأميرة لؤلؤة هي زوجة الأمير علي بن رسول وأم الملك المنصور عمر بن علي بن رسول. أنشأت المدرسة العومانية في قرية عومان في مديرية جبلة بمحافظة إب، وتعد مدرسة عومان أقدم المدارس التي أنشأتها أميرة يمنية، ويرجع تاريخ بناء هذه المدرسة إلى النصف الأول من القرن السابع الهجري/الثالث عشر الميلادي ؛ وتعتبر الأميرة لْؤلؤة ببنائها مدرسة عومان أول أميرة يمنية تشيد مدرسة للعلوم الإسلامية في اليمن. بنيت هذه المدرسة بجوار قصر عومان الذي كان يقع في الجهة الشمالية الغربية من مدينة جبلة.

الأميرة حبيبة

هي الأميرة حبيبة بنت الأمير بدر الدين الحسن بن علي بن رسول : أنشأت هذه الأميرة مدرسة المعين في القرن السابع الهجري/الثالث عشر الميلادي، وتقع مدرسة المعين في عزلة الأسلاف الواقعة في الجهة الغربية من مدينة جبلة بمحافظة إب.

الأميرة زهراء

هي الأميرة زهراء ابنة بدر الدين الحسن بن علي بن رسول أخو الملك المنصور عمر مؤسس الدولة الرسولية. شيدت الأميرة زهراء مدرسة الجبالي في قرية الجبالي إحدى قرى مديرية جبلة بمحافظة إب، في القرن السابع الهجري/الثالث عشر الميلادي.

أم الملك المظفر

هي أم الملك المظفر يوسف بن عمر بن علي بن رسول ثاني ملوك الدولة الرسولية، ومن آثاره المعمارية مدرستين:

أنشأت المدرسة الأولى وعرفت باسم مدرسة أم السلطان في مدينة تعز والمدرسة الثانية وتعرف باسم المدرسة السيفية الكبرى ابتنتها في مدينة زبيد. يرجع تاريخ بناء هاتين المدرستين إلى القرن السابع الهجري/الثالث عشر الميلادي.

الدار الشمسي

الأميرة الدار الشمسي هي ابنة الملك المنصور عمر بن علي بن رسول أول ملوك الدولة الرسولية وشقيقة ابنه الملك المظفر يوسف، أنشأت هذه الأميرة مدرستين هما : المدرسة الشمسية في مدينة زبيد، وخصصتها لتعليم القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، والمدرسة الثانية كانت تعرف كذلك باسم المدرسة الشمسية، وقد أنشأتها بجوار جامع الملك المظفر يوسف بن عمر في مدينة تعز. وقد خصصت هذه المدرسة لتدريس المذهب الشافعي وتعليم القرآن الكريم. يرجع تاريخ بناء هاتين المدرستين إلى القرن السابع الهجري/الثالث عشر الميلادي. توفيت الأميرة الدار الشمسي في سنة 695ه/1287م.

الأميرة دار الأسد

الأميرة دار الأسد هي إحدى زوجات الملك المظفر يوسف

بن عمر بن علي بن رسول، وقد سميت بدار الأسد نسبة إلى والدها الأمير أسد الدين محمد بن الحسن بن علي بن رسول. أنشأت هذه الأميرة مدرسة دار الأسد في حي المغربة بمدينة تعز في النصف الثاني من القرن السابع الهجري/الثالث عشر الميلادي. عرفت هذه المدرسة باسم المدرسة الأسدية نسبة إلى مؤسستها توفيت، الأميرة دار الأسد سنة 704ه /1296م.

الأميرة مريم بنت العفيف

الأميرة مريم بنت الشيخ العفيف هي إحدى زوجات الملك المظفر يوسف بن عمر بن رسول ، أنشأت في القرن السابع الهجري/الثالث عشر الميلادي ثلاث مدارس هي : المدرسة العفيفية في مدينة زبيد ، وقد عرفت هذه المدرسة كذلك باسم السابقية ومدرسة مريم وتعرف حالياً بمسجد العافية، والمدرسة الثانية وكانت تعرف باسم المدرسة الجديدة، في مدينة تعز في الحي الذي كان يعرف باسم حافة الحميراء، أما المدرسة الثالثة فتعرف باسم مدرسة مريم أو مدرسة ذي عقيب وقد أنشأتها في قرية ذي عقيب إحدى قرى عزلة وراف في مديرية جبلة. توفيت الأميرة مريم في مدينة جبلة سنة 713ه/1305م، ودفنت في مدرستها في ذي عٌقيب.

الأميرة جهة دينار

الأميرة جهة دينار ابنة الأمير محمد بن علي بن رسول، إحدى زوجات الملك المظفر يوسف، وأم ابنه الملك المؤيد. أنشأت هذه الأميرة مدرسة مدية (بضم الميم )، وتقع المدرسة في قرية مِدية في عزلة وادي ضُبا بمديرية ذي السفال في محافظة إب أمام قصر هذه الأميرة الذي كان قائماً في قرية مدية. كما أنشأت على يمين مدخل هذه المدرسة معلامة (كُتاب)، لتعليم الأيتام القرآن الكريم والقراءة والكتابة. ويرجع تاريخ بناء هذه المدرسة إلى القرن السابع الهجري/الثالث عشر الميلادي ؛.

الأميرة دار الدملوة :

هي الأميرة جهة دار الدملوة نبيلة ابنة الملك المظفر يوسف بن عمر بن علي بن رسول، ومن آثارها المعمارية أنهاأنشأت الأميرة ثلاث مدارس : المدرسة الأشرفية في مدينة زبيد، وقد خصصتها لتدريس الفقه والقران الكريم، ومدرسة دار الدملوة في مدينة تعز، والمدرسة الأشرفية في مدينة ظفار الحبوظي (ظفار عمان حالياً). يرجع تاريخ بناء هذه المدارس الثلاث إلى نهاية القرن السابع الهجري/الثالث عشر الميلادي. توفيت الأميرة جهة دار الدملوة في سنة 718ه/1317م.

الأميرة ماء السماء

الأميرة جهة ماء السماء هي ابنة الملك المظفر يوسف بن عمر بن علي بن رسول ، أنشأت المدرسة الواثقية في مدينة زبيد. توفيت الأميرة جهة ماء السماء بزبيد سنة 724ه/1315 م ودفنت بمدينة التريبة بمديرية زبيد بمحافظة الحديدة.

تميزت مدارس الأميرات بتخطيطاتها المعمارية التي لا تختلف كثيرا عن المدارس الأخرى ولكنها تميزت عن تلك المدارس بجمال عمارتها وإثراء قاعات الصلاة وقاعات الدرس فيها بالعناصر الزخرفية الملونة الرائعة وخاصة سقوفها ومناطق المحاريب التي تتوسط جدار القبلة فيها ، و نستعرض في هذه الدراسة التاريخية المعمارية المدارس التي أنشأتها الأميرات في القرن السابع الهجري/الثالث عشر الميلادي والتي لا تزال قائمة وعامرة حتى وقتنا الحاضر. ومن أهم هذه المدارس العامرة ثلاث مدارس أنشأتها في مدينة جبلة

 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

محمد الجماعي

2024-05-06 23:20:44

"فسيلة" الزنداني؟

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد