;
تغطية/إياد البحيري
تغطية/إياد البحيري

ذكر بأحداث الحادي عشر من سبتمبر: الإرهاب والتطرف الديني واللعبة الطائفية في منارات .الحلقــــة الأولى 1445

2008-09-14 03:03:53


بعد ظهوره في الفترة الأخيرة بصورة قوية أصبح الإرهاب حديث العالم وخاصة بعد أحداث 11 سبتمبر حيث وجدت أميركا من هذا الحدث فرصة ساخنة للقضاء على ما كانت تتخوف منه، حيث كانت تتخوف من الإسلام وجاء مصطلح الإرهاب ليخلص أميركا من هذا الخوف فأعلنت الحرب على الإسلام بحجة الإرهاب.

ومن هذا المدخل ومع إعلان الدول العربية تعاونها لمشاركة أميركا في القضاء على الإرهاب وما حدث من لبس في ذلك حيث أصبح العالم ينظر إلى لحية المسلم بأنها عنوان الإرهاب وهذا ما لا يقبله عقل ولا منطق لكن المخيف أن هناك من المسلمين ومن العرب خاصة، من أصابته العلمانية وأصبح يتحدث بلغة أميركية ويتهم "المطاوعة" بالإرهاب.

مركز الدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل ومن فكره المستنير وقراءته لخطر القضية على الإسلام احتضن في خيمته الخميس الماضي ندوة فكرية تناولت "المشهد الوطني العربي الإسلامي بين إرهاب الدولة والتطرف الديني" واستضافت عدداً من الكوادر الذين أثروا الندوة بمحاضراتهم.

حيث قدم الأستاذ/ أحمد عبدالله الصوفي ورقة عمل تناولت اليمن في إستراتيجية تصدير التطرفي الديني والإرهاب "الأخطار والمعالجات"

وتناولت ورقة عمل أخر للأستاذ/ يحيى محمد الماوري أحداث 11 سبتمبر وأثرها على حقوق الإنسان أخرى، أما ورقة الدكتور/ محمد عبدالواحد الميتمي فقد تناولت سوق التطرف في اليمن "الأسباب الاقتصادية والاجتماعية المؤدية للتطرف بين الشباب" والورقة الرابعة كانت للدكتور/ حمود العودي حيث تناول في محاضرته المذاهب الإسلامية بين الأصل السياسي واللعبة الطائفية من وجهة نظر اجتماعية، وجميع الأوراق التي قدمت في الندوة نالت استحسان الحاضرين الذين عجت بهم الخيمة إلا أن بعض الملاحظات قد جاءت ممن كانوا في الخيمة حيث قالوا إن هناك اتهاماً "للمطاوعة" وهذا لا يخدم الإسلام.

هنا نتناول ورقة العمل التي قدمها الأستاذ/ أحمد عبدالله الصوفي وفي الأعداد القادمة سنتناول بقية أوراق العمل.




ورفع المسلمون اصواتهم بالتهليل والتكبير والصلاة

اليمن في إستراتيجية تصدير التطرف الديني والإرهاب

لا يمكن لدارس أن يتحاشى الاعتراف بأن القرن العشرين والقرن الواحد والعشرين هما من أهم وأعقد مراحل التاريخ الإنساني. حيث إتخذ الصراع الدولي على المصالح والنفوذ بين الأيدلوجيات المتعارضة قناعاً دينياً اتسم بالقسوة وولد انقساماً لا يمكن مقارنته بكل أشكال الانقسام الذي سيطر على العالم خلال الحقبة الموسومة بالحرب البادرة بين المعسكرين الاشتراكي والرأسمالي. . ومثل هذا الاستنتاج لاحظته الباحثة "كارين ارمسترونج " في كتابها" النزعات الأصولية في اليهودية والمسيحية والإسلام" حيث نراها تنفذ بعمق وبصيرة إلى استخلاص (إن إحدى أكثر التطورات إذهالاً في أواخر القرن العشرين هي ظهور قوى مسلحة تُعرف بالأصولية داخل كل تراث ديني رئيسي " ص19- إلاّ أن القرن الواحد والعشرين قد أضاف أبعاداً خطرة إلى طبيعة وبنية ونفوذ هذه الظاهرة التي باتت تشكل جزءاً من العقل الدولي الذي يرسم إستراتيجية المصالح في العالم المعاصر. فبصعود جورج دبليو بوش إلى سدة الرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية كممثل لتيار محافظ إتخذ التطرف الديني والنزعة الإرهابية إحدى الوسائل لفرض الهيمنة الأمريكية على العالم. وهو أمر شجع بروز وازدهار تيارات أصولية في الكيان الإسرائيلي كما دفع إلى السطح قوة تدميرية فعالة داخل منظومة العقيدة الإسلامية والعالم الإسلامي هو تنظيم القاعدة الذي يستند إلى ترسانة قيم ولا هوت عنف يجعل من نفسه المعبر عن حوافز القوة الأصولية الإسلامية متكاءً على تراث من الانتصارات التي تحققت في افغانستان وأدت إلى انهيار إمبراطورية سوفيتية كان العنف والتطرف الديني القوة التي أنهكتها وسرعت في سقوطها وهو ما جعل العقيدة الوهابية التي استخدمت لتدمير الخصم تنقلب إلى عدو للحليف الأمريكي الذي وضع الإسلام بكل مكوناته هدفاً رئيسياً في حربه التي انطلقت بذريعة أحداث 11 سبتمبر 2001م لتعترف الإدارة الأمريكية أن التطرف الإسلامي بات القوة الفعالة والقادرة على إستخدام موارد تكتيكية وإستراتيجية وتوظيف إمكانيات البيئة والنفسية العربية لتحشيدها خلف هذا التنظيم الذي بات جزءاً من عناصر الاستراتيجية العالمية للإدارة الأمريكية. فالتنظيم دأب على التواجد في مناطق الاحتياجات الاستراتيجية ليكون ذريعة لعنوان إسمه الإرهاب الذي تخوض به الولايات المتحدة حروبها ضد الدول والمجتمع والثقافة الإسلامية. ومن المظاهر البارزة لهذا القرن تشكل ظاهرة إضافية هي العنف الديني والتطرف الأثنى عشرى الذي تحول إلى عامل من عوامل تحريك السياسة الإقليمية والصراع العربي الإسرائيلي بنجاح تجربة حزب الله الذي إنتقل ليلعب دور الملهم والمعلم والمثال للسياسة الإيرانية في المنطقة. وهو ما يجعل ظاهرة التطرف الديني في العالم المعاصر يتخذ منحى الصراع بين الوهابية والأثنى عشرية بحيث تحول العراق ولبنان وفلسطين والصومال والسعودية ومصر والمغرب العربي واليمن ساحة واسعة لتفاعل ظاهرة الإرهاب والعنف الديني الذي تتقاطع أهدافه مع السياسة الدولية ويتحول إلى أداة غامضة ملتبسة الأهداف لكنها حقيقية لا يمكن القفز عليها أو تجاهلها لأنها موجودة في المسرح الدولي وفعالة في النطاق الوطني وبالأخص في الجمهورية اليمنية.

اليمن وإستراتيجية تصدير التطرف والإرهاب الديني:

يواجه اليمن اليوم تحديِ التصدي للإرهاب ليس باعتباره التزاماً بتحقيق سياسة تجفيف منابعه باعتباره حاجة دولية ، بل لأن خطر الإرهاب والتطرف الديني يشكلان تهديداً جدياً لاستقرار الدولة اليمنية والمجتمع اليمني، كما يشكلان بؤرة لتقسيم المجتمع بين المذاهب والمعتقدات التي تتقاسم أفراد المجتمع لتوزعهم في جبهات صدام تهدف إلى إلغاء هيبة الدولة ونفوذها وسيطرتها. كما أن هذا الخطر بات يستهدف الاستقرار والتنمية ويمثل هاجساً مؤرقاً لعملية النمو الاقتصادي. فالأحداث التي تجري في صعده والتفجيرات التي حدثت في مأرب وحضرموت جميعها تشير إلى أن اليمن قد دخل في دائرة الاستهداف الإستراتيجي بوسيلتي الإرهاب والضغط الأمريكي باسم الحرب على الإرهاب. والغريب في الأمر أن السياسة الأمريكية تتقاطع وخيارات القاعدة في المناطق والدول التي تحددها أمريكا لكننا نفاجأ بأن التطرف والإرهاب يتناغمان مع هذه الإستراتيجية والمدهش في الأمر الحضور الكثيف والأنشطة الغامضة، والتعبئة المدروسة، وثقافة الكراهية والتحفز للهجوم الذي نستقرء بعض تجلياته في هذا التوقيت وكأن الأصوليات التي تبدي تعارضات إعلامية فيما بينها، ونقصد الأصولية المسيحية والأصولية الإسلامية على إختلافهما ، إلا أنها تتكامل في خدمة بعضها. وليس أدل على ذلك من حفاظ الولايات المتحدة الأمريكية على المكونات الرئيسية للقاعدة. لأن القاعدة تخدم التطرف الاستراتيجي للمحافظين الجدد أكثر من خدمتها للمجتمعات الإسلامية والسؤال لماذا الآن؟ ولماذا اليمن؟ يبدو مشروعاً إذ لاحظنا أن أحداث 11 سبتمبر قد شكلت ضغطاً على التيار الوهابي وعلى حكومة المملكة العربية السعودية التي باتت في حرج أمام الإدارة الأمريكية، كونها الموطن الرئيسي للفكر الوهابي والبيئة التي تخلق فيها هذا الفكر والحاضنة لفورانه واندفاعاته، والداعمة لوجوده على خارطة المذاهب والتيارات التي لم تصل أي واحدة من المذاهب الإسلامية إلى ذات المرتبة والنفوذ الذي بلغته الوهابية بالثقافة والإدارة الدينية والسياسية كما بلغته المملكة. لكنها الآن وقد أصبحت هدفاً للولايات المتحدة الأمريكية فإن مقاومة تطرفها الدولي وخطرها الداخلي قضية مركزية أمام السلطات السعودية التي نشهد أنها أبدت جدية وجرأة في محاربتها. ولكن هذه الحرب التي لا أحد يعرف نهايتها لم تعد تمثل إغراء سياسياً ولا أحداً يضمن نتائجها على المدى القريب وبالتالي تبدل الموقف من التجفيف إلى التصدير، تصدير هذا العبء وهذا الخطر على السياسة السعودية وليس هناك أنسب من اليمن ليكون ملاذاً وهذا ما يفسر حركة الأفراد وحركة ألأموال وازدهار المشاريع التي تستنسخ من التجربة السعودية إلى اليمن بتعديلات طفيفة كهيئة حماية الفضيلة بدلاً من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي تأكل نفوذها في المملكة بعد 11 سبتمبر إلاّ أنها وجدت لمواردها البشرية والمالية ولإستراتيجيتها في الكمون إلى أن تمر عاصفة الحرب على الإرهاب لتجدد نفسها وتحتفظ بكامل طاقتها في أرضٍِ ودولة تتمتع بخصائص تجعل منها أفضل الخيارات الممكنة قياساً بدول الجوار الأخرى كعمان والأمارات وقطر والكويت وحتى العراق ذي الأغلبية الشيعية. وربما كانت إيران والتيار الأنثى عشري يفكر بنفس الغاية وهو يجهز ويعد طاقة الشباب المؤمن لبناء معقل حربي في صعدة ضمن إستراتيجية تطويق الجزيرة والخليج بحزام شيعي يجعل النفط رهينة بيدها ويؤمن خلفية كافية لتمكين القرار الإستراتيجي في المواجهة مع الإدارة الأمريكية عبر جعل اليمن ومنطقة صعدة الشرارة التي تشعل الحزام الشرقي لمنطقة الجزيرة والخليج. فكلاهما أي الوهابية والاثنى عشرية تتفقان في تقييم خيار اليمن كونه يتسم بالآتي:

1- كثافة بشرية ومجتمع غالبيته من الشباب والفتيان.

2- شح في الموارد الاقتصادية وتنامي الفقر والبطالة.

3- تفشي الأمية يجعل الحدود بين المذاهب وحتى المعرفة الدينية نقطة ضعف.

4- انفصال الريف عن المدينة يسبب تمركز القيم والخدمات في مدن محددة.

5- ضعف نفوذ الدولة وغياب برامج إستراتيجية في مجال التحصين من التطرف.

6- توفر بيئة تسمح بتعدد الأفكار وتسلل الإستراتيجيات الإقليمية والدولية.

7- إجمالاً تشكل اليمن بيئة مواتية لإستراتيجيتين : الإيرانية المتحفزة والوهابية الملاحقة لبناء قاعدة تستهدف السيطرة على الكتلة البشرية النوعية عبر تحويل الأقلية الزيدية إلى إثناء عشرية جعفرية والتنافس مع الوهابية في اجتذاب قطاعات من الشافعية إلى هذا المذهب أو ذاك. فاليمن أرض صراع بين مذهبين لكنهما في المطاف الأخير جزءاً من حسابات إستراتيجية معدة بدقة لدولتين تلقيان بمواردهما لتشكيل خارطة نفوذ ومناطق نزاع تحول بين الأهداف الدولية التي تسعى لجعل المملكة وإيران أرض صراع. إلا أن تحقيق هذه الغايات قد جعل من الإدارة الأمريكية والأيات الإيرانية والمؤسسة السعودية تلتقي مع القاعدة والجماعات الإرهابية عند ثلاثة مهمات لأبد من إنجازها للوصول إلى الأهداف النهائية وهي:.

1- تدمير إمكانيات وهيبة الدولة في عقل الرأي العام بحروب متفرقة وعمليات تدمر أسس الاقتصاد والثقة بالدولة وتنهك الجيش وتربك المؤسسة الأمنية.

2- تحقيق السيطرة في الواقع على قطاعات المجتمع عن طريق التنظيم وتشجيع الانخراط في منظومات مختلفة ترتبط بالمسجد وتمر بمراحل إعداد الخلايا والتشكيلات والتنظيمات القائمة على أسس دينية متطرفة وصولاً إلى احتكار تمثيل الدين في مواجهة الدين الرسمي. وهذا عن طريق استغلال مجمل الاحتياجات الاقتصادية أو التطلعات الفردية الدينية النبيلة في ضمير المجتمع.

3- الاستيلاء على المجتمع والسيطرة على إرادته بتعميم الجهل أو تحويل الجهل عقيدة للسيطرة بحيث يكون للمجتمع حروبه ومواجهاته داخل الأسرة لاختطاف مبدأ الولاية وحق المسئولية على المجتمع من الدولة وحصرها في يد هذه الجماعات عن طريق إنشاء مؤسسات وجمعيات وبناء منظومة إعلام يروج للورع العنيف والتقوى القاسية. أو استلهام بريق حزب الله كمادة قادرة على اجتذاب الرغبة العارمة في وجدان المجتمع الإسلامي المتشوق والمتحفز للخروج من حالة الضعف أمام العدو الإسرائيلي التي يرجعها كلا الطرفين إلى سبب وأحد هو الابتعاد عن الدين الحق.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

محمد الجماعي

2024-05-06 23:20:44

"فسيلة" الزنداني؟

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد