;
احمد عمرابي
احمد عمرابي

«شرعية» الاحتلال 1346

2008-10-21 22:25:13


تحت الاحتلال الأميركي لا تختلف مؤسسة السلطة العراقية عن مؤسسة السلطة الفلسطينية تحت الاحتلال الإسرائيلي. الوجود الاحتلالي الأميركي على الأرض العراقية يستمد «شرعيته» من تفويض دولي محدود المدى الزمني ينتهي سريانه مع نهاية ديسمبر المقبل. لكن إذا تمكنت الولايات المتحدة من إبرام اتفاقية أمنية (لا تزال موضع أخذ ورد) مع حكومة نوري المالكي وفقاً للشروط الأميركية أو بعضها، فإن السيطرة الاحتلالية الأميركية ستكون مرشحة للاستمرار إلى الأبد.

في ضوء مفاوضات مطولة وصعبة أعد الجانب الأميركي أخيراً مسودة معدلة لنصوص الاتفاقية المقترحة يجري حالياً تدارسها في أوساط حكومة المالكي لترفع بعد ذلك إلى البرلمان، ومن المفترض أن الإدارة الأميركية قد أخذت في الاعتبار ما أبدى الجانب العراقي من اعتراضات ومقترحات.

بصورة إجمالية، فإن بنود المسودة من شأنها أن تجعل من القوة الاحتلالية الأميركية مؤسسة سلطوية داخل العراق، مما سوف يؤدي إلى تكريس وشرعنة خضوع السلطة العراقية للإدارة الأميركية إلى أجل غير معلوم تماماً. أجل يحدد أحد بنود المسودة الأمد الزمني لبقاء القوات الأميركية بثلاث سنوات تبدأ في مطلع عام 2009 وتنتهي مع نهاية عام 2011. لكن البند ينص أيضاً على أن هذه المدة قابلة للتجديد المفتوح.

خلال العملية التفاوضية اقترح الجانب الأميركي أن تتمتع القوات الأميركية في العراق بحصانة في القوانين العراقية. وإزاء معارضة الجانب العراقي أعاد الأميركيون طرح موقفهم بصورة «معدلة» في المسودة الأخيرة بما يبدو أنها صيغة وسطية، ووفقاً لهذا التعديل تتمتع القوات الأميركية بحصانة محدودة. فهم في داخل معسكراتهم يخضعون للقانون الأميركي، بينما ينطبق عليهم القانون العراقي في حالة ارتكاب «جنايات جسيمة ومتعمدة» خارج منشآتهم وخارج الخدمة الرسمية. . كيف لا يخضع العسكريون الأميركيون للقانون العراقي إذا كانوا داخل معسكراتهم، بينما هذه المعسكرات ليست مقامة في الهواء وإنما هي قائمة على أرض عراقية. أما القول بأن يد القانون العراقي لا ينبغي أن تمتد إلى عسكري أميركي لارتكابه فعلاً إجرامياً خارج إطار الخدمة الرسمية فهو أعجب، إذ إن معنى ذلك مثلاً أن بوسع أي جندي أميركي أن يقتل مواطناً عراقياً في الشارع العام أو داخل منزله إذا كان الجندي الأميركي في هذه الحالة يرتدي الزي العسكري الرسمي الذي يجعله من الناحية الشكلية داخل إطار الخدمة.

على أن السؤال الأكبر هو: لماذا الإصرار في العراق على بقاء القوات الاحتلالية الأميركية أصلاً؟

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

محمد الجماعي

2024-05-06 23:20:44

"فسيلة" الزنداني؟

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد