;

دعونا نحاسب أنفسنا 1438

2010-08-11 02:43:54

علي محمد
الحزمي


يحتاج الإنسان عادة إلى أوقات يخلو
بها مع نفسه ليحاول أن يحاسب نفسه ولو قليلا حول تقصيره أمام خالقه قبل أن يفكر
بالتقصير في أمور الدنيا ، فان صلح قلب المؤمن صلح جسده وفكره وعمله وعاد بالنفع
عليه وعلى مجتمعه وإن فسد قلبه كانت العواقب وخيمة والنتائج غير محمود عقباها ، في
رمضان تجد الكثير من الناس يتعامل بأخلاق المسلم الكامل والكمال لله سبحانه وتعالى
، ولكن
هنا نتحدث عن التعامل على هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم
والذي قال فيه رب العرش(وانك لعلى خلق عظيم ) صدق الله العظيم ، بينما البعض الآخر
يجد في الصوم فرصة للغضب وترك النفس على هواها ، فتجده متسرعا بتصرفاته ومستهجنا
بحديثه وفض الأخلاق ، ولا تدري وقتها هل الصوم تهذيب روحي قبل أن يكون تأديب جسدي
أم انه فرصة لإشباع رغبة الإنسان بالغضب ، هذا الغضب المتولد بشكل طبيعي كما يراه
خبراء الطب وعلم النفس بسبب نقص الغذاء الذي يمد الجسم بما يحتاجه ، وهنا كانت
الحكمة الإلهية في فرض الصوم ، وهو ليس مجرد الإمساك عن الأكل والشراب والجماع فحسب
، بل يمتد ليشمل كافة نواحي الذات الأخلاقية من خلال آداب التخاطب ودماثة الخلق
وحسن المعاملة بين الناس والسعي للخيرات وترك المعاصي والالتزام بالطاعات التي
أوجبها الله علينا ، ومعلوم للجميع بل ومن المشاهد اليومية التي نجدها في نهار
رمضان تدعو للغرابة بسبب تصرفات بعض الناس من خلال الشجار على أتفه الأسباب والتي
تجعل من الخلاف ليس مجرد تلاسن فحسب بل يمتد إلى الاشتباك بالأيادي وأحياناً إلى
أدوات قد تكون قاتلة ، لذا كان من الضروري على الإنسان أن يحسن النوايا نحو خالقه
ويدعوه الصلاح الروحي والنفسي قبل أن يبحث عن الالتزام الظاهر والذي يحاول أن
يتعامل به أمام الناس وكأنه يرائي ويتظاهر بما لا يملك.
حين يأتي رمضان كل عام
يتبادر إلى ذهني أشخاص اعتبرهم نماذج رائعة للشخصية الإسلامية فابتداء بأمي التي
علمتني ولا زالت تعلمني الكثير إلى يومنا هذا في كيفية التعامل مع اجواء الشهر
الكريم ، وهي تمضي أغلب أيام العام في الصوم والنوافل والتقرب إلى الله ، لا يكفيني
منها مجرد درس أو درسين لأحيا بهما سعيدا في حياتي فحسب بل أحاول أن أكون شبيها بها
في كيفية التحمل والصبر على مشاغل الحياة ومشاقها ،لهذا ادعو الله أن يحفظها وإن
يمد في عمرها ويحفظ كل أمهاتنا إنه سميع الدعاء.
نموذج آخر هو العم (أبو صابر)،
يأتي رمضان فتستغرب وأنت تستمع إليه وبالذات وقت الذروة عن الصائمين والغضب وهو
مابين العصر والمغرب فتجده يضحك ويتكلم ويحدث الناس بقصص وروايات تخلق البسمة وتجعل
الصائم ينسى عطشه وهو يستمع إليه ويبتسم ويضحك ويحادثه وكأنه أجمل من قابلتهم في
حياتي ، وقد حاولت أن أتعلم منه هذه العادة النادرة ، فهو يقول أن الصوم لا يجعل من
المؤمن إطلاقاً شخصا عصبي المزاج بل بالعكس وإلا فكيف والصوم جُنَّة
!! أيها العابدون الصائمون الخاضعون لأمر ربكم ولا لسواه ، كل يتوقف مع نفسه ولو
لثواني معدودة ، في النهار أو الليل يتذكر يحاول أن يفكر كيف يسيطر على نفسه وقت
الغضب ، ويرسم البسمة في محياه بدلا من الوجه العابس ، وليكن قدوته سيد البشرية
وخير الخلق أجمعين محمد بن عبدالله صلوا عليه وسلموا تسليما.
مرسى القلم : يا رب
عبدك جاك عاصي وحيران كل الجوارح يا إلهي مخاضيع نسألْك رحمه منْك يا عالي الشان
تعمر ليالي شهرنا والأسابيع a. mo. h@hotmail. com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد