;
حسن الحاشدي
حسن الحاشدي

ماذا وراء مؤتمرات المانحين-أصدقاء اليمن!!؟ 1939

2010-10-06 11:54:15

إهتم الغرب بشكل غير مسبوق وملفت لأنظار المراقبين باليمن ، بعد محاولة النيجيري عمر فاروق تفجير طائرة )ديترويت ( برغم أن اليمن كان قبل ذلك يطرح أموراً كثيرة تتعلق بقضايا الإرهاب والأمن والتنمية ، ويصرخ في المحافل الإقليمية والدولية من ظاهرة القرصنة والعبث بأمن المنطقة ، سواء بنشاطات القرصنة أو الإرهاب أو خلق بؤر توتر مدعومة من دول إقليمية في المنطقة مثل: حرب صعدة .
لكن تحذيرات اليمن كانت لا تلقى الاهتمام الدولي.. الملفت لنظر المراقبين أن الاهتمام الغربي باليمن رافقه حملات إعلامية شرسة بدت معها الأمور قبيل مؤتمر لندن ، وكأنها منبع الإرهاب والقلاقل ، ثم جاء مؤتمر لندن وكأنه بمثابة طاولة لمحاسبة اليمن أو محاكمتها ، وهناك من تحدث بأن الغرب سيطلق تحذيراته الأخيرة ، وبعدها سيتم التدخل العسكري ، ولكن ما حدث كان عكس ذلك ، لقد جاء الغرب إلى لندن على عجل ، وخلال ساعات من النقاش مع الحكومة اليمنية خرج ممثلو الغرب من وزراء الخارجية بتصريحات داعمة لليمن ووحدته وأمنه واستقراره .
فماذا وراء مؤتمرات المانحين من لندن إلى الرياض وأبو ظبي ونيويورك وما سيتبع من مؤتمرات في برلين والرياض ولندن مرة أخرى؟ ولماذا تغيرت أجندة الغرب خلال مؤتمر لندن عما كان معلناً عنه قبل المؤتمر؟
مؤتمرات المانحين-أصدقاء اليمن!!؟- .. الإسم الناعم لمخالب الغرب :
الإسم الناعم "مؤتمرات المانحين" ثم "أصدقاء اليمن"!!؟ ، لكن ما تطرحه الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون في هذه المؤتمرات ، من لندن إلى الرياض وأبو ظبي ونيويورك ، عبارة عن مطالب من اليمن بمكافحة الإرهاب ، وحوّل الغرب وحوّلت الأولوية اليمنية إلى مكافحة الإرهاب والقاعدة ، ويعلن الغربيون أنهم سيقدمون مساعداتهم لليمن من أجل مكافحة الإرهاب ، ولا يعيرون القضايا الأخرى ، مثل : حرب صعدة ، والتدخل الإيراني واضطرابات الجنوب أيَّ اهتمام ، ويرون بالحرف الواحد أن حرب صعدة واضطرابات الجنوب شأن داخلي ، حتى أنهم رفضوا إدراج الحوثيين في قائمة الإرهاب.
وفسر المحللون الاقتصاديون بأن وراء الموقف الغربي في مؤتمري لندن والرياض حول اليمن أموراً غير معلنة ، وأهمها أن الغرب يريد أن يحافظ على مصالحه في المنطقة ، ويدللون على ذلك بسيطرة الجانب الأمني على أغلب نقاشات المؤتمرات ، إلى جانب الغموض الذي يلف المباحثات والنقاشات التي تجرى في هذه المؤتمرات .
ويعترف خبراء يمنيون أن جزءاً من المصالح الدولية التي تستهدف اليمن هي مصالح أمنية ، ويؤكدون أن المانحين ، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون غيّروا في أولوياتهم فيما يخص اليمن ، حيث تنازل الأمريكان عن الإصلاحات السياسية ، وركزوا على الجوانب الأمنية ، فيما التزم البريطانيون موقف دول الخليج والمحدد في فرض الدولة اليمنية لهيبتها دون أخذ أي اعتبار للقضايا الأخرى .
ولسان حال الغرب في مؤتمرات المانحين يقول إما أن تحمي مصالحنا الدولة اليمنية وإلا سنتدخل بأنفسنا . فهذا وزير الدولة البريطاني خلال زيارته لليمن ، عقب اجتماع لندن للمانحين يقول بوضوح : «اليمن لديه فرصة ذهبية إذا ما أحسن استغلالها وقام بما عليه من الالتزامات ، وإلا لا نستطيع معرفة ما سيقع» . وعلينا أن نتفحص عبارة الوزير البريطاني كثيراً ، ونقرأ ما أراد أن يقوله وهو واضح : إما أن تحمي مصالحنا يا دولة اليمن ، أو سنتدخل بأنفسنا.. أليس كذلك ؟
ودائماً نقرأ تصريحات ممثلي الغرب قبل وعقب انعقاد أي مؤتمر خاص باليمن )لندن- الرياض- أبو ظبي -نيويورك) فنجدها تضخم نشاط القاعدة في اليمن ، وتتحدث عن مخاطر ذلك على دول جوار اليمن ، وخاصة دول الخليج ، وتطالب دول الخليج بتقديم الدعم والعون لليمن ، وتتحدث عن خطورة وصول اليمن إلى الدولة الفاشلة على خطوط الملاحة الدولية وتصدير النفط الخليجي إلى العالم .
ويهدف الغربيون من وراء ذلك تكوين حضور إقليمي ودولي لليمن عبر مشكلاته وأزماته لخطوة أولى لأقلمة القضايا والأزمات اليمنية المحلية ، ومن ثم تدويلها حتى تصبح إحدى أدوات الصراعات الإقليمية والدولية ؛ خدمة لمصالحه في المنطقة .
مدير تحرير مجلة المنتدى

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

علي أحمد العِمراني

2024-05-08 00:25:19

"1-5" حقائق عن اليمن!

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد