في أكثر من مكان من مواقع الشرف والبطولة بعرض وطول وطننا اليمني الحبيب يتساقط بين الحين والآخر أشجع وأنقى وأفضل الرجالات الأبطال من منتسبي القوات المسلحة والأمن الأشاوس وهم يؤدون واجباتهم الأمنية المقدسة في الذود عن الوطن ووحدته وأمنه واستقراره ومقارعة العناصر الظلامية من عصابات التمرد والتخريب الإرهابية المجرمة، من عصابات الشر الحوثية في محافظات صعدة وحرف سفيان والجوف، إلى الجماعات الإرهابية لما يسمى "بتنظيم القاعدة" المسلحة والخارجين عن القانون في المحافظات الجنوبية والشرقية.. يتساقط منتسبو هذه المؤسستين الوطنيتين الكبيرتين بين شهيد وجريح بعد صناعتهم للمآثر المجيدة والملاحم الجسورة ضد هؤلاء المجرمين الذين يسعون إلى إدخال البلاد في مربعات الفتن والتمزق والخراب..
قدم الوطن المئات من الشهداء الذين رووا بدمائهم الزكية تربته الطاهرة وأكثر منهم الجرحى وهؤلاء بقدر ماهم محط الفخر والاعتزاز ويسكنون ضمائر ووجدان أبناء اليمن الشرفاء المخلصين بقدر ما يجب أن تتعامل الدولة والحكومة وعلى رأسها المسؤولون المختصون في وزارتي الدفاع والداخلية مع أسر وذوي الشهداء ومع الجرحى بكل اهتمام ورعاية شاملة وغير منقوصة كواجب أخلاقي وإنساني وديني.. نعم يجب أن يكون هناك استشعاراً بالمسؤولية في منح أسر الشهداء والجرحى من أبطال الأمن والجيش حقوقهم المستحقة وزيادة مع التكريم بالأوسمة التي تليق بتضحياتهم العظيمة تجاه وطنهم.
الحاصل أنني أطرق هذه القضية الهامة والحساسة التي لها بالغ الأسى النفسي عند أهل وذوي الشهداء وأيضاً جرى الواجب.. لكن للأسف إنني شعرت بالصدمة بعد معرفتي التقصير الفاضح من المسؤولين بوزارتي الداخلية والدفاع بقيمة ووفاء من كانوا قمة في الوفاء والشهادة.. تألمت حين أخبرني الأستاذ/ حسين البهام – مدير عام مكتب الشباب والرياضة والشقيق الأكبر للشهيد المقدم/ عبدالله البهام – مدير أمن مديرية مودية الذي استشهد فوق الواجب المقدس على يد عناصر القاعدة أخبرني العزيز حسين أنه إلى الآن لم يكلف وزير الداخلية اللواء / مطهر رشاد المصري نفسه حتى بالاتصال لتقديم واجب العزاء في استشهاد ضباط ومسؤول كبير من كوادر وزارته فضلاً عن تقديم الاستحقاقات كمراسيم الدفن بعد مرور نحو شهر من الزمان وهكذا الحال عند وزير الدفاع اللواء/ محمد ناصر أحمد - ابن المنطقة نفسها وأعتقد أن ظروف استشهاد البهام معروفة لدى العامة بتناول وسائل الإعلام المختلفة لها وهناك حالات مشابهة من الشهداء والجرحى الذين يتعرضون للإهمال والنسيان.. يدرك المسؤولون حجم آثار ذلك لدى زملاء الشهداء والجرحى.. فنحن نحذر من ذلك وأطالب الرئيس صالح شخصياً الذي لا علم له بهذه الأخطاء الفادحة أن يتدخل لإنصاف أغلى الرجال من الشهداء والجرحى ويوجه بسرعة التعويض وصرف الحقوق التكريم بعيداً عن المماطلة كحالة استثنائية لا تقبل المساومة، حتى يصير هؤلاء عنواناً لمزيد من التضحيات لأجل الوطن الغالي والله على ما نقول شهيد.