;
فاروق قاسم المفلحي
فاروق قاسم المفلحي

مونديال الخليج والانطباع الأول 1682

2010-11-25 02:59:56

هناك مثل باللغة الانجليزية يقول أنك لن تستطيع أن تمحي من ذاكرتك الانطباع الأول . والحقيقة أن اليمن لديه فرصة كبيرة بل رائعة أن يصنع ويرسخ في ذاكرة ضيوفنا الخليجيين انطباعا رائعا ربما يؤهلنا لكي نكسب الكثير ، وأن نجد أنفسنا بعد سنوات نغرد مع سرب مجلس التعاون الذي نحن الآن نغرد خارجه، رغم أننا في الحقيقة ضمن سربه الأصيل بل نحمل بصمته الوراثية ، حيث نتقارب أواصر القربى التي تشدنا إلى بعضنا وتجمعنا ثقافة وعادات وسحنات ، تكاد تكون متطابقة جداً ، مهما اختلفنا أو فتنوا بيننا إلا أننا كما قال الشاعر .

  إذا اختصمت يوما وسالت دماها – تذكرت القربى ففاضت دموعها

هذه الفرصة لا يجب أن تفلت من بين أيدينا وعلينا أن نكرسها لصنع مونديالا رائعاً ليس في قدرتنا التنظيمية فحسب وهي مهمة ولكن أهم منها قدراتنا العاطفية وكرم الضيافة وذلك لنصنع الانطباع الأول ، في كسب ودهم في لقاء نادر استطاعت اليمن أن تضفر به وكان لها أن الضيف لا يهمه نوع المآدب وترفه بقد ما يهمه أن يرى البشر والترحاب والود والهش والبش منطبعاً على وجوه ضيوفه أبناء اليمن الطيبين ، ورسولنا الكريم أوصانا أن نهش ونبش في وجوه إخوتنا .

لازلت اذكر أنني كنت في رحلة إلى باكستان ونزلت في مدينه كراتشي الشديدة الزحام والضجيج وهذا انطباع لن يتغير إلى اليوم، ودخلت مطعما وطلبت طعاما فإذا هو توابل وحوارق تكاد تخنقني .. طلبت من صاحب المطعم أن يغير لي الطبق فقام بإعداد طبعا آخر وسعدت كثيرا لأنه خصني بخدمة دون تذمر ، وعندما هممت بالخروج ومددت يدي إلى المحفظة إذا بشخص سعودي يشير لي بأن الحساب قد دفع عني لوجبتين الأولى التي اعتدها لحوارقها والثانية التي أعدت خصيصا لي . عندما رجوته أن أسدد رد أنت اليوم ضيفي سألته هل تعرفني قال انا غريب وأنت غريب وردد بيتاً من الشعر لازلت اذكره لأمراء القيس يقول فيه :

أيا جارتا إن غريبان هاهنا – وكل غريب للغريب نسيب

ولقد صنع الانطباع الأول الذي يصعب تغييره ، ربما قد لا نطول دول الخليج في التنظيم وفي السكن الفندقي الفاخر الوثير المترف وطراز السيارات ( الصرخة) ومآدبهم وملاعبهم وشاشاتهم الفضية الفارهة، ولكننا فعلا قادرون على صنع الفرق ويتمثل في إبراز أعظم ما ندخره وما نملكه وهو الود والكرم وسعة الصدر والدماثة في الأخلاق .

ولذا علينا أن نستفيد من هذا الكنز الذي نغفل عن أهميته لنبرزه في غمرة هذا الحدث الرائع ونقدمه إلى ضيوفنا ليعبر بصدق عن معدننا الأصيل وسجايانا السمحة وأن حشدنا كل مشاعر الود في شوارعنا وفنادقنا وسيارات الأجرة ومطاعمنا وحدائقنا ومجالسنا لأهم من حشود الهاتفين والمشجعين .

الحديث الشريف يقول : ( من كان يؤمن بالله وباليوم الآخر فليكرم ضيفه ) والكرم ليس بما نغدقه على الضيف من مآدب ومشارب وهدايا بل ما نحمله به من ود إخلاص وإيثار وحسن المعشر على المستوى الرسمي وعلى المستوى الشعبي وهذا ما يجب أن نوليه كل عنايتنا .

إن عادت أبناء الخليج من هذا المونديال أو العرس الكروي أي عودتهم بانطباع طيب ورائع وذلك لدماثة أخلاق شعبنا ووده لهم وسخائه رغم ضيق حاله ، سوف يرسخ ويوطد علاقة ستنعكس ايجابيا على أمور كثيرة ومن أهمها السياحة وتكريس فكرة جذبنا إلى السرب الذي نغرد خارجه .

فمهما اختلف الإخوة فلا يوجد ما يبرر إقلاق الضيف الكريم الذي حل علينا في موسم أو فرصة ربما لن تكرر إلا بعد ردح من الزمن ، وينبغي إخفاء أي شحناء بين الإخوة عن عيون الضيوف الكرام ، وفي وقت نحن بحاجة ماسة إلى رسم وتكريس الانطباع الأول عن يمننا الذي يهمه أن يظهر أمام إخوننا وجيرننا بشكل رائع روعة هذا اللقاء ( الفرصة ) .. والكرام يخفون معاناتهم عند نزول حبيب أو قريب ضيفا عليهم ، ولا يبرزون إلا مشاعر الود والتعاطف فيما بينهم وهي من أخلاق المسلم وأخلاق الكرام والشاعر يقول :

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبد الملك المقرمي

2024-05-05 23:08:01

معاداة للإنسانية !

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد