عاش الوطن على أعصابه طوال الشهور الماضية بسبب المخاوف التي انتابت الناس بسبب الحالة الأمنية في بعض مديريات المحافظات الجنوبية والشرقية وراهن المراهنون على عدم قدرة اليمن على ضبط الحالة الأمنية وبالتالي عدم قدرتها على استضافة فعاليات خليجي عشرين وزاد من تضخيم المشكلة الحالة الإعلامية التي كانت تتناول هذا الموضوع على مدار الساعة.
 ولا يكاد يخلوا عدد من أعداد الصحف من خبر حول الحالة الأمنية وتناولت بعضها تسريبات حول تأجيل هذه الفعاليات بل وإلغائها تبعا للرياح القادمة من مختلف الأهواء وكان العاملون في مجال الأمن وعلى رأسهم الأخ اللواء مطهر رشاد المصري وزير الداخلية كانوا يعملون بصمت على أن تكون الأحوال الأمنية مثالية ومطمئنة لكي تقام الفعاليات في أجواء مثالية من الأمن والسكينة العامة وكان العاملون في الأمن وفي مقدمتهم الوزير يتلقون السهام الحاقدة برحابة صدر وكان لسان حالهم يقول من يضحك أخيرا يضحك كثيرا وهذا بالفعل ما حصل في النهاية .
لقد نجح خليجي عشرين بكل امتياز وهذا ما أكد عليه جميع الحاضرين لهذه الفعاليات سواء من الداخل والخارج وبذلك فإن ما تحقق من حالة أمنية مثالية يعتبر نجاحاً للوطن كل الوطن وهزيمة للمزايدين الذين كانوا يشككون في قدرة الأجهزة الأمنية ولم يقصروا في نشر الأكاذيب والشائعات التي كانت تتكسر على صخرة منتسبي المؤسسة الأمنية الذين سهروا الليالي ووصلوا عملهم ليل نهار في سبيل الوصول إلى ضبط الحالة الأمنية وهذا ما تحقق لهم بفضل الله ثم بفضل جهود جبارة تم بذلها على جميع الأصعدة.
إن ما حصل في خليجي عشرين من فشل في الأنشطة الأخرى ليدعونا إلى أن نطالب بمنح وزارة الداخلية كاس خليجي عشرين ومكافأة العاملين فيها وفي نفس الوقت محاسبة المقصرين في الوزارات الأخرى التي لم تكن على مستوى المسئولية والتي شابت أعمالها الكثير من أوجه القصور وتسببت في إحراج كل المواطنين اليمنيين وهذا واجب وطني علينا الأخذ به من خلال قاعدة مكافأة المحسن ومعاقبة المقصر وهذه القاعدة الذهبية هي التي قامت عليها الأمم المتقدمة فهناك أوجه قصور كبيرة رافقت هذه الفعاليات والنجاح المثالي كان للأجهزة الأمنية، فلماذا لا يكون هناك تقييم لمجمل الجهود التي تم بذلها ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب بناء على هذا التقييم.
إن من حقنا كمواطنين أن نتقدم بخالص الشكر والتقدير لأجهزتنا الأمنية وعلى رأس الجميع الأخ وزير الداخلية وزملائه في قيادة الوزارة بل ولكل منتسبي الوزارة على جهودهم وتفانيهم في خدمة الوطن بصمت وهدوء وبعيدا عن المزايدات التي شاهدناها من قبل بعض منتسبي الأجهزة الأخرى الذين كانوا يتكلمون أكثر مما عملوا وقد سمعنا الكثير من الجعجعة وقليل من الطحن.
حفظ الله وطننا ووفق العاملين فيه لكل خير.