كثيراً ما نسمع من عدد غير قليل من الزملاء الذين عادوا من الخارج بعد زيارات متعددة الأغراض والأهداف وهم يشكون ويبثون حزنهم جراء ما يواجهونه وما واجهونه من مشكلات وصعوبات وهم في طريق عودتهم إلى اليمن، ليس من جانب الدول وأفرادها التي يزورونها ولكن من جانب من يمثلون اليمن في تلك الدول سواء من جانب البعثات الدبلوماسية أو من جانب القنصليات أو الملحقيات الثقافية أو غيرها من المنظمات والهيئات الحكومية أو مكاتب ومحطات خطوط الطيران اليمني.
وسنبدأ الحكاية من آخر ما ذكرناه وهو بشأن مكاتب ومحطات الخطوط الجوية اليمنية المنتشرة في أوروبا وآسيا وأميركا وأفريقيا.
 أما المشكلة التي نحن بصددها فهي مشكلة مكتب ومحطة الطيران اليمني في مدينة فرانكفورت بألمانيا حيث حدث أن الأحوال الجوية بالمطار كانت سيئة بسبب انعدام الرؤية وبالتالي لم يسمح للطائرة اليمنية بالهبوط على مدرج المطار فعادت أدراجها إلى مطار آخر والركاب المسافرون على رحلة العودة ينتظرون في صالة المطار الأمر الذي أدى إلى تأخير الرحلة العائدة إلى صنعاء حتى اليوم التالي.
ووفقاً لرواية الشهود من المسافرين اليمنيين العائدين إلى اليمن ومجموعة من المسافرين الواصلين من أميركا وبعض المسافرين من الألمان إلى اليمن الذين كان عليهم العودة إلى الفندق المجاور للمطار حسب الأعراف المتعارف عليها دولياً وما كان من مدير المحطة الذي يمثل الخطوط الجوية اليمنية بمطار فرانكفورت إلا أن قام بإحضار باص واحد لحوالي مائة وخمسين راكباً ومسافراً فأكتظ بهم الباص ولم يستوعبهم جميعاً وبالتالي لم يقم مدير المحطة بتجهيز باص آخر حتى يخفف الزحام على الباص الأول فأصبح التذمر والسخط داخل الباص هو السائد بين جميع الركاب والهرج والمرج لدرجة أن أحد المسافرين الألمان بدأ "يبعبع" داخل الباص كبعبعة الخروف وقد فهم الجميع لماذا يبعبع هذا الرجل أنه نوع من الاحتجاج والتذمر والسخط على هذا التصرف الغير حضاري.
وحينما اقترب أحد المسافرين بصالة المطار من مدير محطة اليمنية ليناقشه حول هذه الفوضى وعدم تقديم الخدمات السريعة للمسافرين في مثل هذه الحالات الطارئة وسأله عن اسمه أولاً فرد عليهم مدير المحطة بعنترية وبكلام جاف وحاد وغير لائق وقال له لماذا تريد أن تعرف ما اسمي أكيد لك غرض سيء لكي تعرف من أين أنا، من اليمن حتى تحكم عليَّ من خلال منطقتي التي انتمي إلهيا ولكن لن أخفي اسمي عنك فأنا فلان الفلاني هل ارتحت أم لا؟ فقال له صديقي نحن لم نأت إلى هنا لكي نقيمك من خلال اسمك أو منطقتك فنحن يمن واحد وكلنا ننتمي إلى هذا الوطن بل نريد أن نقيمك من خلال أدائك وعملك وتفاعلك وتعاملك وتفانيك في تقديم الخدمات اللازمة للمسافرين وتمثيلك المشرف للطيران اليمني ولكن ما دمت تتعامل مع أبناء وطنك ومع الأجانب بهذا الأسلوب فأنت بتمثل باليمن وبالطيران اليمني ولا تمثلهما ولا تمثل إلى نفسك.. وفي هذه الحالة أنت تسيء إلى اليمن وإلى الأجانب الذين يزورون اليمن بين الحين والآخر..هذا ما سمعته بالضبط من أحد الأصدقاء المشهود له بالصدق والمسؤولية عما يقول.
ونحن بدورنا نضع هذه الحكاية بين يدي شركة الخطوط الجوية اليمنية لعلها تتابع وتحقق وتعاقب من يقصر في تقديم الخدمات للمسافرين ومن يمثل الخطوط الجوية اليمنية في الخارج ولا يمثلها.