محمد العامري
 يطرح الكثير سؤالاً مفاده ماذا كسب اليمن من خليجي "20" بعد خسارة المنتخب اليمني وخروجه مبكراً مــــــن البطولة ولم يحقق شيئاً في الملعب؟
ولهذا نقول: منذ أكثر من عام ووسائل الإعلام في المنطقة تتناول حدث خليجي "20".. وأن اليمن غــير قادر علـــى الاستضافة.. ليس من الجانب الرياضي فقط ولكن في الجانب الأمني و المنشآت سواء كانت ملاعب أو فنادق.. بمعنى أن اليمن غير مؤهل مـــن جميع النواحي الأمنية والفنية والتنظيمية.. وظلت وســائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة تتناول هذا الجانب "عدم قدرة اليمن على الاستضافة" طوال الفترة الماضية !!
ومن جانب آخر ظل اليمنيون يدافعون وينافحون و مصرون على إقامة البطولة في عدن وفي موعدها المحدد دون تردد أو تراجع، في حــين كان البعض يرى نقل البطولة إلى بلدٍ خليجي آخر أو تأجيلها، إلا أن اليمن أصر على حقه في إقامة البطولة في عدن وبالفعــل تحقــق ما كان يتـــمناه اليمنيون وبالتالي خـــرج اليمن بالانتصارات الــتالية :
اثبت اليمن كذب وافتراء الذين ظلوا طوال الفترة الماضـــــية يدندنون بعدم قدرة اليمن على الاستضافة مـــن الناحية الأمنية والتنظيمية وأظــهر اليمنيون جدارتهم واقتدارهم باستضافة أي حدث عالمي وليس فقــــــط خليجي وأن الأمن مستتب وأن كل شيء في اليمن تحت السيطرة وهذا ما عرى كل الادعاءات الباطلة التي قيلت عــن اليمن طوال الفترة الماضية وبالتالي أثبت الواقع أن كل ما قيل ويقال عن اليمن إنما هو مجرد زيف وافتراء، الهدف منــه تشويه سمعة اليمن بقصد أو بدونه.. وهنا انتصر اليمن على هؤلاء .
* : أثبت اليمن أنه قادر على استضافة- ليس بطولة خليجية متواضعة- بل بطولة عالمية ومن هنا سقطت كل الأقاويل التي شككت في قدرة اليمن على التنظيم الأمني والفني للبطولة وانتصر اليمن على كل تلك الأقاويل .
* :أثبت اليمنيون أنهم مهما بلغت الخصومات السياسية الداخلية مبلغاً إلا أنهم أثناء المهمات الواجــبة وطنـــياً يضعون أي خلاف جانباً ويقدمون الكرم اليمني الأصيل المتمثل في حسن الاستقبال وكرم الضيافة لأي شخص وفد إلى أرض السعيدة.. مهما كان وأين كان.. فاليمن بلد الحضـــــارة والأصالة والتاريخ قديماً وحديثاً شاء من شاء وأبى من أبى .. وهنا انتصر اليمن للحمته ووحدته الوطنية.
*: كسب اليمن التلاحم الجماهيري الكبير.. حيث احتضنت مدينة عــدن الباسلة الآلاف المؤلفة من جميع محافظات اليمـن رجـــالاً ونساءً، شباباً وأطفالا، كباراً وصغاراً مما شكل إلتفافاً واسعاً حول الوحدة الوطنية وهــذا انتصار كبير لليمن قاطبة.
*: كسب اليمن بنية تحتية ضخمة على المستوى الرياضي حيث شيدت الملاعب الفخمة والتي لولا استضافة اليمن لهذه البطولـــة لمــا شيدت تلك الملاعب الدولية.. وهذا مكسب كبير جداً للرياضة والــرياضيين فــي اليمن مـما يؤهل اليمن أن تخــــرج منتخبات وليس منتخباً واحداً كــون اليمن غنياً بثروة بشريــة هائلة تفـــوق دول الخليـــج مجتمعة.
صحيــح أن اليمن خسر نقطة واحدة ممثلة بخسارة المنتخب اليمني إلا إنه انتصــر في خمس نقــاط وكسبها للـــزمن الحاضر والمستقبل وسبق وأن ذكرناها سالفاً.
بقي أن نقول: إن اليمن ظلم كثيراً من قبل الأشقاء في المنطقة وتجنــى عليه الكثير من الإعلاميين.. فهل بعد أن شاهد العالم اليمن وكيف نجح في إقامة البطولة دون أي قلاقل أمنية أو حتى قصور تنظيمي أو فني.. هل يقدم الذين ظلموا اليمن من خـــلال كتاباتهم وتصريحــاتهم اعــتذاراً؟ أم إن هؤلاء سيدسون رؤوسهم تحــت الـتـراب ويرددون ماذا كسب اليمن مــــن "خليجي 20"؟
أترك الإجابة للوفود التي شاركت في البطولة لتتحدث عن نجاح اليمن قيادة وشعبا والمكاسب التي تحققت لليمــــن .
وبالمقابل لو تأملنا في سبب إحراز المكاسب المذكورة أعلاه لوجدنا أن الإشراف الشخصي والزيارات المـيدانيـــــة المتتابعة من قبل القيادة السياسية اليمنية ممثلة بفخامة رئس الجمهورية/ علي عبد الله صالح ومتابعـة نائب رئــس الجمهورية وكذلك الوزراء الذين توافدوا إلى عدن وشكلوا خلية متكاملة لمتابعة سير العمــــل ميدانياً.. كل ذلك كـــان السبب في نجاح اليمن لاستضافة البطولة وفي وقت قصير وخلال فترة وجيزة.. وفي نفس الوقت أعطى هذه الفعالية زخماً كبيراً على المستوى الإعلامي والسياسي والاجتماعي وعكس جاهزية اليمن وقدرته على استضافة أي حدث إقليمي أو دولي وأن اليمن ليس كما يصوره الإعلام.
وأستسمح الفنان الكبير "أبوبكر سالم" لأختم هذا المقال بجزء من أغنيته المشهورة ( من يشبهك من؟ أنت الأصالة- أنت الحضارة- أنت الأصل والفصل –والروح والفن –من يشبهك من؟ من يشبهك من يا يمـــــــن؟
ختاماً أكرر التهاني والتبريكات لقيادتنا السياسية الناجحة وللشعب اليمني ككل
 دبي alamerigroup@gmail.com دبي.