وأنا متجهاً بالأمس إلى عاصمة محافظة لحج الحوطة المحروسة بالله كما يحلو لأبنائها تسميتها وعند زيارة لساعات أعتبرها خاطفة كنت حينها وأنا أنزل بالحوطة أبحث عن شيء جديداً طرأ على هذه المدينة باعتبارها عاصمة وحاضرة لحج.. للأسف لم أرِ ما يشد انتباهي والحال باقياً كما عرفته من زمن بعيد باستثناء بعض المباني الحكومية الجديدة وملعب معاوية الرياضي.
والحوطة مازالت تحتفظ بالنمط القديم الذي يبدو ظاهراً على شوارعها المهملة وكل شيء فيها عشوائي ومزدحم وخانق، باختصار خير الوحدة لم يغير المشهد والكل يتساءل عن تلك الأموال التي ضخت للمحافظة حسب قول وكيلها الأول ياسر اليماني ، فأين ذهبت والحوطة صارت في مشهد مزري وتخلف تنموي مريب والفساد عشعش وينخرها بقوة والسكان في تذمر واضح.
الثابت أن لحج المحافظة التي عرف أبناؤها في سائر مديرياتها الـ15 الأمان والعيش باطمئنان، صارت اليوم تحتل الصدارة في الاضطرابات الأمنية الساخنة بعد أن دخلت موجات العنف المسلح وأعمال التخريب والاغتيالات وقطع الطرقات العامة والنهب منذ مدة طويلة وصارت أيضاً تتصدر عناوين الصحف والمانشيتات الحمراء صفحاتها الأولى في أخبارها الموجعة بين الحين والآخر.
بالإضافة إلى القنوات الفضائية والمواقع الأخبارية الالكترونية في سائر البلاد، تشاركها في هذا الخراب جارتاها محافظتي الضالع وأبين وكذا محافظة شبوة.. واللافت للنظر أن هذا يحدث ولم تكن هناك معالجات حاسمة تذكر رغم الفترة الطويلة على تفجير المشكلات والراجح أن الأمور في تصاعد مروع وتفاقم مستمر في لحج وبعض المحافظات الجنوبية ولم يكن هناك تحرك حقيقي لبحث وتشخيص العوامل التي قذفت بها إلى مشهد أكثر ضبابية ودموية وأصبحت الجماعات الخارجة عن القانون المحسوبين لما يسمى بالحراك وعناصر القاعدة و..إلخ تسرح وتمرح وتتحكم بمصائر الناس والأمن غائب تماماً.
وبالعودة إلى زيارتي السريعة للحج أو بالأصح لمركزها الرئيسي الحوطة معقل السلطات المحلية والأمنية ومكاتب فروع الوزارات والمؤسسات الحكومية والأحزاب السياسية فقد كان فضولي الصحفي قد دفعني إلى زيارة ديوان عام المحافظة الذي يقع فيه مكتب المحافظ الأستاذ/ محسن النقيب ونائبه الأمين العام للمجلس المحلي علي ماطر ومكاتب الوكلاء الـ18 وهو رقم مهول في المحافظة وكل هذا العدد لم يستطع تحريك ساكناً.
وخلاصة القول أن لحج تمر بأزمة حقيقية وملفات القضايا متراكمة وزاد قضايا الساعة وواقعها البائس الذي ينتظر الحل للخروج من المشهد الضبابي الغامض وللحديث بقية.