;
عبد العزيز المقالح
عبد العزيز المقالح

ساعة العرب واقفة 1631

2011-01-01 02:17:59


تنخدع الأغلبية الساحقة من بني الإنسان بظاهرة الدوران اليومي لحركة الليل والنهار، وتعتقد هذه الأغلبية أن كل شيء وفقاً لتلك الظاهرة ثابت لا يعرف التغيير، ويتجلى ذلك الاعتقاد أكثر وأوضح لدى الشعوب الجاهلة الخاملة التي يمر الزمان بجوارها فلا تشعر بوجوده، ولا تنتبه لأهميته، ولا ما ينبغي أن تفعله لإثبات وجوده إزاء حركته التي لا تتوقف ولا تتكرر مياهها . ولعل الفارق الأبرز بين شعوب وأخرى لا يتجسد في شيء، كما يتجسد في أن البعض منها يدرك قيمة الزمن فينصرف إلى العمل ليل نهار، وبعضها الآخر لا يدرك هذه القيمة ولا يشعر بها فيتخلى عن دوره المطلوب كإنسان فاعل في هذا الوجود، كأنه بتصوره العبثي للزمن يرفض أن يتزحزح قيد أنملة عن واقعه الراكد المتخلف بما يجعله الأقرب إلى الجماد منه إلى الإنسان الحي .
ومع نهاية عام وبداية آخر، يتوقف المهتمون متسائلين عن العلاقة الملتبسة بين الإنسان والزمن، وعندما تتصادم الآراء وتختلف التقييمات والقراءات تجاه ما استطاع الإنسان وما لم يستطع إنجازه في الفترة المحددة المسماة عاماً، وفي إطار من التفاؤل تبدو الصورة مثيرة لتساؤل أكبر: أي الفريقين كان الأقرب إلى التقاط ما هو أكثر تمثلاً وانسجاماً مع الواقع؟ ومن إعادة النظر في عدد الكتابات التي تناولت بالقراءة الجادة الحصيلة التي خرجت بها الأعوام الماضية عربياً ودولياً، نجد أن طابع التشاؤم هو الغالب والأقرب إلى حقيقة ما حدث، في حين أن الرأي المتفائل لم يعتمد على دراسة الواقع بقدر ما اعتمد على الأحلام والأمنيات .
وكيفما كانت النتائج فإن الأسوأ يتجلى بوضوح في تلك التكهنات المتعلقة بالمستقبل، سواء منها المتفائلة أو المتشائمة، فقد تجاهلت أن حركة الزمن وسيرورة الأيام لا تعترف بالقراءتين معاً .
وما من شك في أن العمل وتراكم الإنجازات هما الشاهد على مرور الزمن، كما أن الهدف الأساس من كل قراءة جادة ينبغي أن تحكم على الناس والشعوب لا على الزمن، فما هو إلا إطار تقيس به الشعوب والأمم مدى ما حققته وما لم تحققه، وما تسعى إلى تحقيقه . والذين يهاجمون الزمن ويفترون عليه ويصفونه تارة بالرديء وأخرى بالأسود إنما يتخذونه شماعة يعلقون عليها فشلهم وعجزهم وتقصيرهم في العمل، بوصفه المقياس الصحيح للتقدم والتأخر والركود .
والغريب هو ما أوضحته الأعوام القليلة الماضية، وقد يكون في السنوات المقبلة أكثر وضوحاً من أن العرب لم يعودوا وحدهم الذين يشكون من ضآلة الإنجازات وسوء حصيلة الأعوام، فقد وجدت الشعوب المتقدمة نفسها في واقع لا تحسد عليه، وبلغت مخاوفها من المستقبل أضعاف مخاوف العرب الذين اعتادو أشكالاً فادحة من الخسائر المادية والمعنوية، وخرجوا في كثير من الأعوام الماضية بأقل من خفي حنين على أكثر من مستوى، ولم يحدث لهم ذلك بفعل الآخرين فحسب، وإنما بأفعالهم وبإرادتهم وبعجزهم المزمن على إدراك طبيعة التغيرات، وما عليهم أن يفعلوه لمواجهة ما تقتضيه من مواقف وإجراءات تحمل معها بعض الحلول لأوضاع تجمدت وصارت عتيقة أكثر مما ينبغي .
لن أقول شيئاً عن العام الذي انقضى، ولن أقول شيئاً عن العام الذي سيتأتي، ولن أصدق ما يقوله المنجمون حتى لو كانوا أساتذة كباراً في المراكز المرموقة والموكل إليها إعداد الدراسات المستقبلية، وما استطيع أن أقوله بكل وضوح إن ساعة الوقت عندنا نحن العرب لا تزال واقفة .

نقلاً عن الخليج الإماراتية

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد