قد لا يعرف البعض ما هو الكهرمان.. فالكهرمان من الجواهر النفيسة ويمتاز بالمتانة والألوان الزاهية وخاصة الأبيض وهو يشبه نوعاً من العقيق، والجوهرة الغالية والنفسية "توكل كرمان" أغلى بكثير.. فهي ماسة حقيقية نظيفة خالية من الشوائب، جميلة ومشعة ووضاءة وصلبة وفوق ذلك تمتاز بقوة الشخصية والقدرة على الإبهار والإقناع وعلى شد وجذب الانتباه والتأثير وسبي العقول.
فمداركها وثقافتها وأخلاقها وجرأتها وتألقها وتأنقها هي الذي أكسبتها كل هذا الاحترام فالجهود الجبارة التي بذلتها وتبذلها ولا يمكن لأحد أن ينكرها أو يستنقص من تلك الجهود التي بذلتها في سبيل الوطن والشعب والدفاع عن الحقوق والحريات والكرامة والعزة وتوطيد السلم الاجتماعي والوقوف ضد عسكرة الحياة المدنية ومظاهر التوريث وتعديل الدستور وتصفير عداد الحكم، والفساد والإقصاء والتهميش، ومناهضة الاضطهاد والقمع ضد الشعب.
إن الكهرمان توكل كرمان هي كتلة من الطاقة الكهربائية القادرة على تشغيل أحاسيس وجوارح الشعب للتصدي للظلم والهيمنة والتسلط، فالطاقة التي تمتلكها قد أشعلت وسيرت مظاهرات الغضب والتغيير، فهذا التيار الكهربائي قد أضاء مصابيح القلوب والبيوت المؤمنة بالديمقراطية والتعددية والحرية والتغيير.
إن كرمان تستحق أن تنال كل الأوسمة والألقاب وتحصد الجوائز، أو إذا جاز لنا التعبير المحلقة عالياً بحدود الهوية اليمنية لكي تعيد لها اعتباراتها وقيمتها وكيان وروح ووجدان نضالها وثوراتها، بعيداً عن التبعية والجهوية والمناطقية والطائفية والمذهبية وكل عوامل التخلف والتدهور والاندثار.
فهذه المرأة الطاهرة والماسية والكهربائية، هي من حمل ورفع بكل جسارة وشجاعة رايات التغيير وقادت مظاهراتها دون خوف، في الوقت الذي عجز وأخفق العديد من عتاولة السياسة ورؤساء منظمات الحقوق والحريات والوجوه الطامعة في السلطة من تبني نفس الموقف الشجاع.
إن سيدة اليمن الأولى كرمان تستحق أن يخط اسمها بحروف من ذهب ونور، وان تحمل تاج وتراث شعب بلقيس وأروى، لعل اليمن يجد استقراره وتطوره ويستعيد هيبته وتألقه في ظل امرأة تحمل شعاع الحب والوفاء والصدق والنزاهة والعفة والخير.. الذي يفتقده العديد من رجال السلطة التي تقودهم أنانيتهم وأيديولوجيتهم دائماً إلى الاقتتال والفوضى.
أديب عبدالمنان العبسي
الكهرمان.. توكل كرمان 1462