;
عفاف سالم
عفاف سالم

هل يتغلب صوت الوطن على الإثارات والمحن؟ 1577

2011-02-27 02:27:36


ما من شك أن الأحداث المتسارعة التي يشهدها العالم العربي وما رافقها من تغطية سيئة من بعض القنوات الفضائية التي جعلت شغلها الشاغل الإثارة الإعلامية وجندت كل طاقتها لإيصال الأمور إلى الهاوية لدرجة أن تساؤلات عدة تدور بخلدي فلا أجد لها إجابة شافية.
لعل أهمها على الإطلاق ما الذي تريد أن تصل إليه هذه القنوات وما الذي تسعى إلى تحقيقه؟ لماذا تحرص هذه القنوات على تأزيم الأوضاع وتفاقم مجرياتها من خلال التضخيم الإعلامي والسلوك الانتقامي والمنهج العدواني الذي ينتهجه بعض من مراسلي هذه القنوات الذين يجدونها فرصة سانحة لترويج بضاعتهم الفاسدة وتصفية حساباتهم القديمة وأحقادهم الدفينة؟ غير آبهين بالنتائج الوخيمة المترتبة على ذلك والتي لم ولن يدفع ثمنها الباهظ إلا الأبرياء الذين يذهبون كبشاً للفداء؟.. فهذا جراحه تنزف وآخر دمه يسفك وروحه تهدر وذاك يتخبط على غير هدى فهو مع هذا الفريق تارة ومع الآخر تارة أخرى.
إنها دوامة لم تكن في الحسبان، إنهم ضحايا التغطية الإعلامية الناجحة والمادة الإعلامية الدسمة التي فتحت شهيتهم للتقليد.. فإذا بهم يقعون فرائس سهلة ووقوداً مشتعلاً ينتهي بها المآل إلى مناظر تقشعر لها الجلود وتتفطر لها القلوب بين قتلى في الثلاجات وجرحى بالمستشفيات والطرقات ونكرة تبثها الفضائيات ونشوة يتلذذ بها المراسلون ويتسلى بها المشاهدون ويتباكى عليها المستثمرون من معارضين أو مؤيدين واتهامات متبادلة يتنصل منها الطرفان بخلاصة لا تسمن ولا تغني من جوع.. فكل يلقي باللائمة على الآخر.
 أما ما قد يزيد الطين بلة أن يتحول المشهد على عمليات سلب ونهب وذعر ورعب وفوضى وشغب وبصور متعمدة من بلاطجة أو لصوص محترفة وهو أمر يجد له هوى في نفوس مروجي الفتن والشقاق بين المسلمين.. فيبدعون في تفصيلها وإعادة تقديمها بثوب قشيب وإعادتها على الشاشات عشرات المرات بهدف الاستفزاز الذي يؤدي إلى مضاعفة الجراح والمزيد من الضحايا الأبرياء.
ومن هنا فإن على مراسلي "الجزيرة" تحمل المسؤولية بكل صدق وأن يكرسوا كل جهودهم لإخراج الوطن من المأزق العصيب الذي يمر به.. فنحن نريد إعلاماً متميزاً في محاربة الفاسدين وملاحقة ناهبي المال العام وثروات البلاد.. إعلاماً تنويرياً وليس تفويرياً، ناجحاً وليس ذابحاً يفتت الوطن وينثره أشلاءً.. فنحن نريد الإعلام العادل والمنصف بكل ما تعنيه الكلمة من معنى يتجاوز به المواطن المحن.. بحيث يعمل على مراعاة الخصوصية والاستجابة للتهدئة والحوار البناء الذي يعمل على تقريب وجهات النظر، يلم الشمل ويضمد الجراح ويغلب المصلحة العامة حقناً للدماء وتطويقاً للفتن ورأباً للصدع الذي إن أهمل – لا سمح الله- لن تكون اليمن وشعبها فقط من يكتوي بويلاته، بل إن من المؤكد أن دول الجوار أيضاً ستحصل على نصيب الأسد فيه.
وأقول لأبناء الحكمة والإيمان: احتكموا للعقل، رفقاً بوطنكم وشعبكم واقتداء بكتاب الله وسنة نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام، يقول ربكم تبارك وتعالى: "والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين".. ويقول نبيكم الكريم: "إن الله يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه" وقال: "إن الله يحب الرفق في الأمر كله ومن يحرم الرفق يحرم الخير كله".. وقد ورد في الحديث القدسي قوله تعالى: "وهبت محبتي للمتحابين فيَّ والمتجالسين فيَّ والمتباذلين فيَّ".. فهل أنتم فاعلون بالأسباب التي تخدم الغرض وتحقق الهدف المنشود بأقل الخسائر الممكنة؟!.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد