;
عبدالله الوشاح
عبدالله الوشاح

لماذا لا يرحل الزعماء قبل سفك الدماء؟ 1640

2011-03-13 01:46:09


تشهد الساحة العربية ثورة غضب ضد الحكام وأنظمتهم الفاسدة المستبدة.. والخروج الجماهيري العربي الكبير الذي يستحق منا كل احترام وتقدير، الذين خرجوا إلى الشارع للوقوف أمام الظلم والفساد الذي ألم بهم طويلاً واستنزف ثروات بلدانهم، والمطالبة برحيل الحكام الجائرين وإسقاط أنظمتهم الفاسدة، التي طالما فاحت رائحتها العفنة، ولكن على ما يبدون أنه حان الوقت لتنظيف هذه الأنظمة العربية بفضل اتحاد الشباب الواعي المثقف وتلاحمهم بكل الطرق السلمية خالية من العنف والتخريب..
وأحب من هنا أن أذكر بانطلاق شرارة الغضب العربي ألا وهي الثورة التونسية التي بدأت عندما أقدم "البوعزيزي" على إحراق نفسه وانتهت برحيل "بن علي" وإسقاط نظامه الجائر.. ومن ثم اشتعلت نار الغضب وانتقلت إلى الشارع المصري التي انطلقت هذه الثورة في "25" يناير والتي أبهرت العالم بصمودها وإصرارها على نجاحها وتحقيق أهدافها ومطالبها، والتي انتهت برحيل "مبارك" وإسقاط نظامه الطاغي على الشعب المصري، حيث كانت لهاتين الثورتين ونجاحهما أثراً كبيراً فقد أعطتا هاتان الثورتان دافعاً وحافزاً كبيراً جداً في استفاقة الشعب اليمني أو بمعنى أصح استفاقة الشباب اليمني من نومه العميق، وأيضاً أفاق الشعب الليبي من سباته وقد تناقلت هذه اليقظة المفاجأة تقريباً كل الشارع العربي.
ونستطيع أن نقول هنا: إن اليمن بفئاته الشعبية دخل مرحلة المطالبة بإسقاط النظام ورحيله عن سدة الحكم.. وبالرغم من أن هذه المطالب من قبل حشود هائلة من الشباب اليمني، إلا أنه ما زال النظام "الحزب الحاكم" يماطل بالتوجه نحو إصلاحات وهمية لا نجد مرتكزاً لها سوى الخطابات السياسية التمويهية التي تريد امتصاص الغضب الشبابي الجماهيري الكبير الذي بات يعاني من فساد السلطة التي دفعت رجال الأمن مؤخراً إلى استخدام الرصاص الحي والغازات المحرمة دولياً ضد المعتصمين العزل والذين يحملون شعار "لا للعنف.. لا للتخريب.. نعم للاحتجاج السلمي".
ولكن نعود ونذكر أن من المؤسف أنه ما كان لثورتي مصر وتونس أن تنجحا ولا للزعماء أن يرحلوا أو يتنحوا إلا بعد سقوط الكثير من الأبرياء من عامة الشعب والذين لا حول لهم ولا قوة، سوى أنهم وقفوا في وجه نظام مستبد ومهين لهم، مطالبين بحقوق كفلها لهم الدستور والقانون لكي يحظوا بحياة أفضل وبعيش كريم لا غير.
وعلى ما يبدو أن زعماء العرب لم يستفيدوا من ثورتي "تونس ومصر" على الإطلاق أو أخذ الحيطة والحذر من تلطيخ أيديهم بدماء أبنائهم من شباب بلدانهم العزل المسالمين.
فقد بدت في مخيلتي بعض من التساؤلات حول نجاح الثورات الشبابية السلمية ومطالبها، فهل هذا النجاح للثورة السلمية مرتبط بسقوط الكثير من الأبرياء من عامة الشعب؟! أم أن الحكام العرب يريدون ذلك حتى تكون لديهم القناعة التامة في الاستجابة لمطالب الشباب المحتجين والمطالبين سواء بالتنحي عن السلطة أو الرحيل أو إسقاط النظام أو التعديلات؟.
فماذا لو أن الحكام العرب يراجعون حساباتهم ويحكمون ضمائرهم ويعجلون باتخاذ القرارات الصائبة وتلبية مطالب شعوبهم وشبابهم المضطهد والعاطل عن العمل، قبل سفك واستنزاف دماء الأبرياء والتي سيحاسبون عليها لا محالة.. فبأيديهم تتفادى كل هذا وتحقن دماء أبناء الشعب العربي المسلم؟.
أما بالنسبة لتمسك الحكام العرب بالسلطة فهذا شيء غريب، فنحن ما عهدناهم إلا وهم حكام على شعوبهم لا غيرهم فقد سئمتهم شعوبهم وحان لهم أن يسأموا السلطة والتسلط!!.
فمنذ زمن لم نسمع بأن أمر الله نزل على أحد الحكام أو أن حاكماً تنازل عن منصبه في الرئاسة من تلقاء نفسه، ومن المضحك والمبكي في نفس الوقت أن حكامنا لا يريدون التنحي عن السلطة ولا يريدون تقديم تنازلات وإصلاحات إلا في حالة واحدة أن يكون هذا من أجل تولي زمام الأمور، ومن الغريب والعجيب أنهم يعرفون أن شعوبهم من الشعوب الديمقراطية وليست ملكية لكي تسنح لهم الفرصة بالتفكير هكذا.. ولكن نسأل الله أن يجنب بلادنا وبلاد المسلمين كافة كل مكروه وأن يهدي حكامنا لما يحب ويرضى.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد