;
علي عبدالله الدربي
علي عبدالله الدربي

من وراء المجزرة يوم الشهداء 1947

2011-03-20 09:04:09


أقف لكل شهيد سقط من أجل الحرية والتغيير, بكياني وفكري ومحبرتي وريشتي وورقي وبكل مشاعري , وقفة تحية المجد لأهله!
إن كل حر أبي شامخ تحلق روحه في السماء بحثًا عن الحرية, لا تتنفس رئتاه هذه الأيام ثورة ! , ولا ينبض قلبه إلا تغييرًا, ولا يرفرف جناحه إلا.. "إرحل"!, ولا تسمع صدًا لمشاعره غير صدى ساحات الحرية!.
وجدتُ روحي مجبرة تخطو خطى ذلك الحر الأبي الشامخ , وجدتها ترفع هامتها إلى السماء , وتأبى أن تهبط رغم جاذبية الخوف .
مؤلم ويتعدى وصف الألم , ما رأته عيناي من مشاهد تفنن في القتل , واستمتاع لسفك الدم البريء الباحث عن الحرية , مشاهد مروعة ستخلدها الذاكرة قبل ساحة الحرية بصنعاء .
أطلق الثوار الأحرار على يوم الجمعة بتاريخ 18/3/2011م، يوم "الإنذار"! ويأبى الزمن إلا أن يطلق عليه "يوم الشهداء", فقد فاض الدم وسال في ساحة الحرية , حتى استحق ذلك اليوم أن ينال المجد والخلد.
وفي تحدٍ صارخ تحاول رواية النظام أن تتهرب من مسؤوليتها أمام الرأي العام , فبادرت بالإنكار فقالت غير خجلة (( إن الشرطة والأمن لم يطلقوا رصاصة واحدة , على المعتصمين في ساحة الحرية )) .
وقفتُ طويلاً مع روحي أحاول إقناعها بهذه الرواية الأضعف والأوهن من خيط العنكبوت , بل حاولت جاهدًا تمرير الرواية عليها كمرور عابر سبيل , لكن روحي الأبية صرخت في وجهي قائلة ( لن تنطوي هذه الروايات على مثلي , ولست أنا من ينخدع بالسراب فيجري يلهث إليه ) .
ثم سألتني روحي أسئلة حتى تسمح لهذه الرواية أن تمر من خلالها مرور عابر سبيل , دون مكث ولا انتظار !
وأنا أقدم هذه الأسئلة لكل من آمن برواية الحزب الحاكم , علني أجد حجة أحتج بها أمام روحي الأبية .
إذا لم يكن النظام وراء هذه المجزرة فمن يكون ...؟
أهم أهالي المنازل والمساكن المحيطين بساحة الحرية ...؟
أم هم المعتصمون يقتلون أنفسهم وينتحرون ...؟
وعلى لسان النظام الذي حمّل المسؤولية للأهالي والأسر المحيطين بساحة الحرية هل سيقدم هؤلاء الأسر والأهالي إلى المحاكم أم سوف يتستر عليهم ويحيمهم ؟
هل حقًا يخاف النظام على الأسر والأهالي المحيطين بساحة الحرية من شباب الثورة والإعتصام ...؟
أم أنه يخاف على شباب الثورة من الأهالي والأسر المحيطة بهم ...؟
أم أنه يخاف عليهم جميعًا وحريص على سلامتهم ...؟
وهنا من المسؤول عن الجرائم السابقة في جميع ساحات الحرية بمحفظات الجمهورية , والقتل والعنف تحت مرأى ومسمع الإعلام ...؟
كيف للبلاطجة أن يجولوا حول ساحات الحرية بالسلاح , وحمل السلاح ممنوع منذ زمن ...؟
أم أن البلاطجة يحملون السلاح لبث الأمن والاستقرار , وقد يكون لحماية المعتصمين من الأهالي أو الأهالي من المعتصمين ؟
ما هو تعريف الأمن والاستقرار الذي يبثه البلاطجة ؟
وأين دور الشرطة والأمن من قيامهم بواجبهم , أم أن واجبهم أضحى واجب غيرهم , أم أنه الأمن يسود ساحات الحرية , فلا داعي لرجال الأمن أن ينتشروا , كما ذكر وزير الداخلية أنه لم يكن وقت إطلاق النار على المعتصمين رجال الشرطة والأمن ؟
فإن كان الأمن سيد الموقف , ولا حاجة لنشر الشرطة والأمن حول ساحة الحرية , فكيف يموت العشرات ويقتلون في ساحة الحرية ؟
أم أن البلاطجة الذين اعتلوا الأسطح هم من رجال الأمن والشرطة , أو مدعمون منهم ولذا خلت الساحة لهم فارتكبوا جريمتهم الشنعاء .
أيظن النظام أن تنطوي هذه الرواية على كل عاقل , فضلاً عن أهل الحكمة والإيمان .
هل حقًا أن هناك طرفاً ثالثاً مستفيد من هذه المجزرة بدون علم النظام كما يقول البعض , لتصعيد الموقف أكثر ولتأزميم الأزمة أكثر؟
هل هم الحوثيون , أم اللقاء المشترك , أم الحراك الجنوبي , أم تنظيم القاعدة , أم العامل الخارجي , أم العامل المجهول ؟
هل حقًا أن النظام لن يقدم على مثل هذه المجزرة , حتى لا يعجل بسقوط نفسه بنفسه ؟
ألف سؤال وسؤال ...!
وكلما حاولت أن أجيب عن سؤال , ينبثق من الإجابة سؤال , وينشطر من السؤال سؤال مدعوم بسؤال آخر ..! وهكذا كالقنبلة الذرية لا تزال تنشطر وتنشطر حتى تنشطر ...! وينشطر المنشطر !
وحتى ألجم زمام روحي وألزمها بالرواية قسرًا عنها , مع أننا في زمن الثورة والحرية والتغيير ..!
أريد إجابة لهذا السؤال فقط !
هل يضمن النظام أن يسمح لشباب الثورة أن ينقلوا إعتصامهم إلي ميدان السبعين , قرب دار الرئاسة , حماية للأسر والأهالي ولشباب الثورة .
فشباب الثورة أشد حرصًا على ممتلكات الشعب فضلاً على أرواح الشعب , وهم أشد حماية للأسر والمنازل المحيطة بهم من النظام، ولذا فهم على أتم الاستعداد لنقل إعتصامهم إلى هناك .
ويكون بهذا الضمان يوفر الأمن والاستقرار للأهالي والأسر ولشباب الثورة أيضًا , فلن يكون هناك متضرر يخشى على منزله وممتلكاته وأهله. 
أريد إجابات أيها الكرام لما سألت؟، فمن يملك جوابًا أو جزءًا من جواب , أو لمحة وخاطرة تقودني إلي جواب مفعم بالمنطق!،فقد مات المنطق اليوم في ساحة الحرية , برصاصة بلطجي معلوم مجهول!.
ALIALDRBI@GMAIL.COM

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبد الملك المقرمي

2024-05-05 23:08:01

معاداة للإنسانية !

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد