;
محمد مسعد الماوري
محمد مسعد الماوري

إلا قبلة المسلمين 1933

2011-03-23 02:12:50


   إن المتتبع للأحداث في الوطن العربي يجد أنها أشبه ما تكون بنزوة لم يسبق لها مثيل ولم ترسم لها أية خطط أو استراتيجيات تفضي إلى عمل منظم هدفه الإصلاح المبني علي القيم الإسلامية والإنسانية من حيث النوايا الحسنة والتغيير الخلاق الذي أمر به ديننا الإسلامي الحنيف الذي يتوافق مع حديث الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ القائل (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ... الخ) ولنقف وقفة متأمل عند كلمة منكر فماذا تعني في ديننا الإسلامي ؟ .
   كما يجب أن ننظر وبتمعن إلى الأحداث التي حصلت لبعض الدول العربية في الآونة الأخيرة هل هذه الأحداث ستكون هي الحلول الناجعة لكل مشاكلها أم أنها بداية جديدة تتراكم من خلالها مشاكل تقضي على كل المكتسبات الوطنية لتلك الدول وتحرم شعوبها من نعمة الأمن والاستقرار والخوف كل الخوف من انزلاق تلك الدول (لا سمح الله) إلى حروب أهلية طويلة المدى تأكل الأخضر واليابس .
    وعودة لذي بدء فيما تم التطرق إليه في هذه العجالة فإن المتربصين للنيل من شعوبنا الإسلامية هم كثر وعليهم أن يدركوا أن هناك خطوطاً حمراء يجب أن يتوقفوا عندها، فعندما يصل الأمر إلى المساس بأمن قبلة المسلمين وأمن المملكة العربية السعودية فإن ذلك لا ينحصر على شعب المملكة ومؤسساتها الأمنية العاملة للذود عن أمنها واستقرارها لتظل واحة ومقصداً آمناً لما يزيد عن مليار مسلم يأتون إليها من كل أقطار العالم كل عام .
    وعليه فقد حان أن نقول "الحذر.. الحذر" من اللعب بما يثير الأمة الإسلامية بكل توجهاتها فالمملكة العربية السعودية ليست مجرد موطن الأمن والأمان فحسب، بل أنها موطن قبلة المسلمين يتوجهون إليها في صلواتهم الخمس كل يوم فماذا بعد بيت الله الحرام ؟.
   فلا يجب أن تقاس المملكة العربية السعودية بما يحصل في أي دولة عربية، فكل شعوب العالم الإسلامي قاطبة يجد في سياسة المملكة تجاه قضايا الأمة الإسلامية بأنها سياسة معتدلة ومتزنة شهد لها القاصي والداني، لذلك من يفكر اليوم بزعزعة استقرار طيبة الطيبات عليه أن يتراجع أميالاً وأميالاً قبل أن يخطو خطوة واحدة .
   فالمملكة تستقبل كل عام ما لايقل عن "3" ملايين مسلم يقصدون المملكة محبين ملبين يحذوهم الشوق لزيارة بيت الله الحرام، طالبين من الله عز وجل أن يمن عليهم برحتمه ومغفرته .
   إذاً فإن أمن واستقرار أراضي المملكة لا يخص المملكة وشعبها بل يخص ما يزيد عن مليار مسلم يجدون في هذا الاستقرار غاية وهدفاً لا يمكن التفريط فيه أبداً.
  لذلك فإن خالق الكون وموجد الوجود سبحانه وتعالى قد قدر بأن يكون لهذه الأمة الإسلامية أن تعيش في عزة وكرامة وأمن واستقرار وجعل من القائمين على هذه الأراضي الطاهرة مشرفين لا مكلفين، مبتعدين عن كل القاب الغلو والتكبر متشرفين بلقب خدام الحرمين الشريفين، واضعين كافة مقدرات الوطن في خدمة هذه البقاع المقدسة ولو أن الله سبحانه وتعالى رأى فيهم غير ذلك فإنه هو الأولى بحماية بيته العظيم .
   لكل هذه المعطيات فإنما يتوجب على كل من شهد أن لا إله إلا الله أن يدرك أن أمن واستقرار المملكة العربية السعودية مسؤولية جماعية داخلية وخارجية وأرض تختلف عن أراضي البلدان الأخرى التي تشيد بها قصور الزعامات الرئاسية ومقرات المنظمات الدولية، فالأرض التي اختارها الله ليكون فيها بيت الله الحرام قد ولى عليها من يرعى ويصون دماء وأعراض المسلمين ويطبق شرع الله ويقوم بخدمته وخدمة زوار بيته الحرام على الوجه الأكمل .
  فالمملكة قد حماها الله عز وجل بوجود الكعبة المشرفة على أراضيها وجعل من ملايين المسلمين في كل بقاع الأرض ملزمين بالدفاع عن قبلتهم وحمايتها من عبث العابثين وجعل سبحانه وتعالى أرض الطيبات تنعم بثروة النفط تلك الثروة التي لا يستغني عنها العالم بكل أطيافه وأديانه ونجزم بأن تلك حكمة أرادها الحكيم الجبار بأن جعل من هذه الثروة عاملاً أساسياً لأمن المملكة واستقرارها وجعل من الدول الصناعية الكبرى وبشكل غير مباشر معنية هي الأخرى عن الحفاظ على أمن واستقرار المملكة العربية السعودية .
   ومن هنا نحذر أن اللعب في النار قد يحرق من يشعلها ونكرر ونقول بأعلى صوت بأن الأراضي المقدسة لها خصوصية وتختلف عن غيرها.
 
 رئيس مركز الإعلام اليمني الأمريكي
   

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبد الملك المقرمي

2024-05-05 23:08:01

معاداة للإنسانية !

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد