;
د. محمد صالح المسفر
د. محمد صالح المسفر

العقيد والمشير .. نحكمكم أو نبيدكم 2309

2011-03-23 02:19:00


منذ لحظة انفجار الثورة الشعبية في ليبيا ضد العقيد معمر القذافي وسلطانه المتجبر ونحن نتابع تلك الثورة ولا أبالغ إذا قلت ساعة بساعة.
في بادئ الأمر كانت الثورة سلمية تطالب بحقوق وطنية مشروعة، ثورة تقول جربنا وصبرنا أربعين عاماً ونيف ولم نذق طعم الحرية إلا للهتاف لحياة العقيد، لم تتغير أحوالنا الاقتصادية والاجتماعية والعلمية رغم ثراء بلادنا، والآن كفانا ذلا وهوانا، وتحولت الثورة السلمية إلى ثورة لمواجهة القمع المسلح الذي شنه القذافي وجحافله من المرتزقة والمجندين المغلوبين على أمرهم والمدججين بكل أنواع السلاح. كان على الشعب الليبي الثائر من أقصى الشرق الليبي إلى أقصى الغرب أن يواجه بصدور عارية راجمات الصواريخ الليبية والدبابات والمدفعية الثقيلة والطائرات الحربية والبوارج البحرية، إلى أن جاء الفرج بتمرد بعض وحدات الجيش التي انضمت إلى الثوار بسلاحها وذخائرها المحدودة فكانت المقاومة المسلحة.
تمكنت جحافل القذافي من تحقيق انتصارات جزئية في المدن التي كان الثوار يسيطرون عليها مع جماهير الشعب، فما كان على هؤلاء إلا الاستنجاد بالمجتمع العربي الذي تباطأ في نجدتهم في ردع القذافي وما كان عليهم إلا طلب النجدة من الأمم المتحدة.
(1)
القذافي وأولاده ظنوا أن ليبيا مزرعة خاصة لهم، وأنه لا يجوز لأي كان أن يحتج أو يطلب بحق، هدد القذافي وابنه سيف بأنهما سيحولان ليبيا إلى نار مشتعلة وجمر متقد وأنهما سيحرقان ويقتلان كل من يخرج عن طاعتهما ولا يهتف باسم القائد.
أمام هذا المشهد كان على المجتمع الدولي أن يتدخل لحماية الإنسان الليبي من بطش قياداته التي تهدده بالسحق والتدمير الشامل. جاء المدد من القوى الغربية بعد طلب رسمي بتوافق الآراء من جامعة الدول العربية للأمم المتحدة أن تنقذ الشعب الليبي من قيادته الباغية فكان لهم ما أرادوا بعد انتظار طال مداه.
والحق إنني لم أكن من المؤيدين لأي تدخل أجنبي في أي شأن عربي لا بمساعدة حاكم ولا محكوم، ولقد اهتزت مشاعري وأنا أرى صواريخ توما هوك وكروز وهي تحلق في أجواء ليبيا باحثة لها عن هدف تصيبه لتدمره، فالسلاح المدمر من قبل هذه القوات الأجنبية سلاح دفع الشعب الليبي ثمنه من قوت يومه، والأرواح التي أزهقت، هي أرواح ليبية. لكن ما العمل تجاه حماقة وجنون القذافي وبنيه الذين سيحاربون الشعب الليبي من غرفة لغرفة، ومن بيت لبيت، ومن زنقة لزنقة.
ولد القذافي سيف قال: إما أن نحكم وإما حرب أهلية تقضي على الأخضر واليابس، والقذافي قال أمام العالم إنه سيقاتل شعبه الذي يرفض قيادته حتى الموت. لقد قبلنا تدخل القوى الدولية على كره لأن العرب عجزوا عن نصرة الشعب الليبي. وعلى هذه الدول أن تقوم بحرمان معمر القذافي وزمرته من وسائل الاتصال السلكي واللاسلكي، وكذلك من أي ميزة إعلامية، بمعنى تدمير كل وسائله الإعلامية كي لا يبث شائعات كاذبة بأنه منتصر على هذه الثورة المباركة.
(2)
بكل أسف وألم نقول غابت الحكمة اليمنية عن القيادات السياسية اليمنية، المشير علي عبدالله صالح بعد اثنين وثلاثين عاماً لم يعد مسؤولاً عن اليمن ووحدته واستقراره وسعادة شعبه، لقد أصبح كل همه حماية وإسعاد وإثراء أولاده وأفراد أسرته وأعوانه وحاشيته، ولو كان ذلك على حساب الشعب اليمني. الشعب بكل طوائفه ومعتقداته السياسية خرج إلى الشارع يطالب بإسقاط النظام بعد أن ملوا وكلوا من المطالبة بإصلاح النظام على مدى سنين.
توحش المشير وأصبح بلا إحساس وطني، فراح يصب جم غضبه على كل من يطالب برحيله عن الحكم، وسلط على الشعب ضعاف النفوس من أعضاء الحزب الحاكم والحرس الجمهوري وكل القوى السرية المسلحة للنيل من الشعب، وجند القناصة المدربين الذين احتلوا أسطح المنازل واستهدفوا الرأس والرقبة لكل من يهتف برحيل نظام المشير عبدالله صالح. ومن المؤلم لكل إنسان حر أن يسمع أن بعض دول مجلس التعاون الخليجي تعين صالح على ظلمه وعدوانه على شعبه، ومن هنا نطالب دول مجلس التعاون بتعليق عضوية اليمن في اللجان الرياضية والاقتصادية والإعلامية وغيرها، وتجميد كل المساعدات التي تقدم للحكومة اليمنية إلى أن يرحل هذا النظام الفاسد الباغي على شعبه المسالم. نريد من الجامعة العربية اتخاذ موقف لصالح الشعب اليمني وتعليق عضوية هذا النظام في مؤسسات الجامعة. لا نريد تدويل قضايانا كما فعلنا في العراق والسودان وفلسطين وليبيا. نريد تعريب قضايانا وحلها بما يعود بالنفع على الشعب والسيادة الوطنية.
ونريد أن نؤكد لكم يا معشر الحكام الظالمين بأننا لن نمكنكم من حكمنا ولن نموت أذلاء مستسلمين.
آخر الدعاء: اللهم انصر الشعبين اليمني والليبي على حكامهم الظالمين يا رب العالمين.
نقلاُ عن الشرق القطرية

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد