;
محمد أمين الداهية
محمد أمين الداهية

الثورة لشباب التغيير 2167

2011-03-29 06:44:27


في ظل هذا القلق المجتمعي الذي يعيشه أبناء اليمن، وفي ظل الأحداث الجارية على الساحة اليمنية، يشهد العالم تمزقاً يمنياً مربكاً لا نظير له عبر تاريخ الصراعات العالمية، أزمة وطنية بلغت ذروتها، وتفككاً خطيراً شرع يظهر بسقوط أجزاء من الوطن الحبيب، لا ندري له آلية أو مصير.
الشباب الثوار هم من انتصروا، وسيجبرون السلطة اليمنية على رحيل النظام، وقد تجلى ذلك بالدستور الجديد والنظام البرلماني وعدم ترشح الرئيس أو ابنه، إن اليمن الجديد سيبدأ على يد كوكبة الثوار الشباب التي كانت هي الناطق الرسمي باسم هذه الثورة الشبابية وهي المتفاوض الوحيد مع السلطة حرصاً منهم على أمن الوطن واستقراره.
 لم نكن بحاجة إلى صراع سياسي حزبي بقدر ما كنا وما زلنا نطمع بثورة شبابية تحقق لليمن الانتقال إلى الأفضل عن طريق التغيير الذي يوجبه النضال السلمي ويفرضه كحقيقة ثابتة لامناص منها، لقد لوثت أيادي الفساد مسار الثورة وعرقلت نجاحها، كان الأحرى بهم الانضمام إلى شباب الثورة.
 الشباب يصرخ ويصيح "لا حزبية ولا أحزاب ثورتنا ثورة شباب"، والسلطة لا هم لها سوى التفاوض والحوار مع أحزاب اللقاء المشترك.
 يبدو أننا لم نستوعب جيداً سر نجاح الثورتين التونسية والمصرية بتلك السرعة المذهلة، فرقاء المشهد السياسي من أبرز العوائق التي واجهت شباب التغيير، لا مانع من أن يتم دعم هؤلاء الشباب من قبل الأحزاب التي أيدت ثورتهم وانضمت لها وتوفير ما يحتاجونه لهذه الثورة السلمية، وكان الأحرى بالأحزاب المعتصمة أن تزود الشباب بالبرامج والسياسات التي تخدم ثورتهم وتوجد منهم القيادة الشبابية الحصيفة، التي تكون هي صاحبة الحق في التفاوض وقبول الحوار أو رفضه وحتى تكون ثورة شباب لا صراع أحزاب، سيجزم البعض وبالتحديد الأحزاب التي انضمت لساحات الاعتصامات، إننا نحاول أو نسعى إلى شق الصف بينهم وشباب الثورة، نقول لهؤلاء مازال الوقت مسعفاً للاعتراف بثورة شباب لا ثورة أحزاب، وما عليكم إلا أن تمنحوا الشباب حقهم في التعبير عن ثورتهم، بالطريقة التي يرونها ويريدونها فهم قد أكدوا أنه لا بديل عن الرحيل وإسقاط النظام وأن زمن المبادرات أو المناورات بين الأحزاب قد أزف وولى، كونوا أنتم الداعمون، لكن لا تكونوا المسيرون والناطقون، أنتم شعب مثلكم مثل الآخرين واتركوا للشباب تحديد مصير ثورتهم ونضالهم، اليمن اليوم وبسبب اختلاف الأحزاب قادم على الانهيار والتجزؤ، قادم على مرحلة الاحتضار، اتقوا الله في البسطاء والمساكين، الذين بالكاد يجدون لقمة عيش يومهم، يجب أن لا تلطخ ثورة الشباب بما يعود على يمننا الحبيب وشعبه المجيد بالتشرذم والانقسام والفتنة والصراع والأزمات، التي لن تحيق إلا ببسطاء الشعب، الثورات العادلة هي التي تنقل شعوبها نحو الأفضل، وثورة شباب اليمن عادلة بكل المقاييس إذا أحدثت التغيير في ظل الأمن والاستقرار وعدم إنتاج الحروب والمزيد من الأيتام والثكالى، عادلة إذا لم يتمخض عنها دماء أبرياء تكون ضحايا صراع المتخاصمين الذين لا يمثلون الشباب وثورتهم، عادلة إذا لم توجد الفقر والحرمان، والبحث عن مقومات الحياة المعيشية التي ستحجبها الأزمات والانشغال بالصراع المقيت على السلطة.
ويكفينا أن نتائج هذه الثورة أنها وحدت مطالب اليمنيين في شماله وجنوبه وشرقه وغربه ولم يعد فيها مكان لتلق المطالب الضيقة من ذوي المشاريع الصغيرة أكانت انفصالية أو جهوية.. 
وأخيراً اليمن أمانة في عنق كل من له يد في درء هذه الفتنة التي يصعب تصور نتائجها، أمانة في عنق رئيس الجمهورية ومستشاريه وشباب التغيير والأحزاب، وعلماء اليمن ومشائخها، ونناشد الله الجميع ونقول لهم: قدموا التنازلات مهما كانت من أجل اليمن واليمنيين، ولن يضيع ذلك عند الله وخلقه.
 اقسم بالله العظيم أن ولائي لن يكون إلا لليمن، ومن أجل اليمن، وهذا القسم حتى لا يتم تأويل ما في هذه الأسطر بحسب التحليلات المزاجية أو ذات المراجع الحزبية.. والله من وراء القصد.
aldahiad@yahoo.com  

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبد الملك المقرمي

2024-05-05 23:08:01

معاداة للإنسانية !

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد