;
د. محمد صالح المسفر
د. محمد صالح المسفر

الرئيس اليمني يخشى الملاحقة القانونية 1928

2011-03-30 07:37:23


يستحق الشعب اليمني الصابر على الظلم والاستبداد ثلاثين عاما ونيف تحت قيادة علي عبد الله صالح جائزة نوبل للصبر على المكاره. يستحق الشعب اليمني الذي قال عنهم رسول الله محمد عليه السلام 'قوم نقية قلوبهم ولينة طباعهم الإيمان يمان والحكمة يمانية' كل عون ومدد من كل شرفاء الأمة العربية تعينهم على التخلص من جبابرة العصر بقيادة علي عبدالله وإتباعه.
كان عندي اقتناع بان الرئيس عبد الله صالح من القادة الأذكياء لأنه يماني والحكمة يمانية ولكنه وبكل أسف في الأسبوعين الأخيرين ثبت عندي سوء اعتقادي فلو كان ذكيا طاهرا وأمينا لاستجاب لمطالب الشعب اليمني الذي بقي في الميادين أياما وهم يهتفون برحيل النظام وقد تعرضوا للموت من قناصة النظام السياسي من على أسطح المنازل.
لو كان ذكيا لتعلم الدرس التاريخي في كل من تونس ومصر ولا يتعلم الدروس من قيادة رعناء حمقاء من طرابلس الغرب. كنت أتوقع أن يسارع لتشكيل لجنة حكماء من أهل اليمن لا يزيدون عن خمسة أعضاء والذين هم ليسوا خصوما لرئيس لكنهم لا يتفقون معه فيما ذهب إليه أبان حكمة ويسلمهم القيادة لفترة مؤقتة لا تزيد عن ستين يوما ويتم خلالها انتخاب قيادة للبلاد مهمتها إعداد الدستور وإجراء انتخابات حرة ونزيهة بإشراف محلي وعربي ودولي لتنضبط المسيرة الديمقراطية ولكن الرئيس سلك سبيل المتقلبين في أرائهم ومواقفهم وأقوالهم وانه يتفق مع محاوريه للخروج من الأزمة الراهنة وسرعان ما يعود إلى البيت فينقلب على ما اتفق عليه سابقا. يقول انه عازم على تسليم السلطة 'لإياد أمينة' لكنه لا يبين مفهومه للأمانة ونسأل إذا كان يعتبر نفسه أمينا فلماذا يشترط ضمن نقاطه الخمس لتسليم السلطة خلال ستين يوما 'عدم ملاحقته وأبنائه وأقاربه' ألا يوحي ذلك بعدم الأمانة والنزاهة؟ والحق أن المثل العربي الشائع 'كاد المريب أن يقول خذوني' ينطبق على الرئيس عبد الله صالح.
السؤال هل لا يوجد من بين علماء وفقهاء ومثقفي واعيان وسياسيي اليمن من لا يتمتع بالنزاهة والأمانة والصدق وان الرئيس عبد الله ما برح يبحث عنه بين جبال اليمن وسهوله و وهاده ليسلمه السلطة انه أمر عجيب أن ينكر قائد دولة على شعبه وجود الأمين والنزيه الذي يستحق أن يتولى أمر البلاد.
يقول الرئيس انه 'لن يسلم السلطة للمعارضة وأنها بعيدة عنهم بعد الشمس' وإنما سيسلمها للشعب، ونحن معه ونطلب من سيادته النزول إلى ميادين التغيير لمواجهة المحتجين وإعلانه الرحيل عن الحكم ولكن على المحتجين أن يشكلوا لجنة وطنية في خلال ثلاثة أيام من العقلاء لتسلم القيادة لمرحلة انتقالية وعندئذ يسلمهم القيادة ويرحل، والجيش هو الضامن لانتقال السلطة سلميا، وإذا لم يقبل بهذه الطريقة فعليه أن يسلم مقاليد الأمور إلى هيئة قضائية عليا تتمتع بالنزاهة والأمانة لمرحلة انتقالية والضامن هو الجيش والشعب لحفظ الأمن والاستقرار والانتقال السلمي للسلطة .
الرئيس 'يتحدى شعبه مرتين وثلاثا بأنهم لا يستطيعون حل مشكلة واحدة من مشاكل اليمن وان اليمن سيصبح أربعة أشطار إذا رحل عن السلطة' لهذا يحاول الرئيس أن يستبقي في سلطته اكبر كمية من النقود ليوظفها لتجنيد مرتزقة من خارج اليمن ومن الداخل ليستخدمهم لبث الفوضى وإشعال الخلافات القبلية الأمر الذي سيربك أي قيادة سياسية بعد رحيل عبد الله عن الحكم ليثبت للناس عامة بأنه هو القادر الوحيد لضبط الأمن والاستقرار في ربوع اليمن والأمر الثاني انه على مدى أكثر من ثلاثين عاما وهو يبني جحافل من المرتزقة من الداخل والخارج وانه لم يبن دولة وإنما مكن الإتباع من مفاصل الدولة وأمنها.
الرئيس علي يثير مخاوف الغرب من الإسلاميين ومن تنظيم القاعدة ومن الإرهاب وانه هو وحده الضامن لمحاربة الإسلاميين وتنظيم القاعدة وعند غيابه فان السلم والأمن الدوليين سيتأثر بغيابه! والسؤال من يغذي النعرات الطائفية والقبلية في اليمن؟ انه الرئيس. أليس تنظيم القاعدة في اليمن هو من نتائج حكم عبد الله صالح؟. الإسلاميون في اليمن يتشكلون من الزيدية والشافعية وعاشوا في سلام على مر العصور لكنها برزت الخلافات في عهد الزعيم عبد الله وما يجري في جنوب اليمن هو نتاج حكمه وما جرى ويجري في صعدة هو أيضا من مؤامرات النظام.
أخر القول: الشعب اليمني أكثر وعيا بمؤامرات الرئيس وهو قادر على وأد الفتن أينما ظهرت وأنهم أكثر استعدادا اليوم لبناء الدولة المدنية المتحضرة بعيدا عن نظام القبيلة الذي يوحي بالحروب الأهلية والنزاعات. ويقيني بان تنظيم القاعدة سينتهي من اليمن برحيل نظام الرئيس ولا خوف على دول الجوار من غياب عبد الله صالح.
القدس العربي

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد