في الوقت الذي بدأت فيه حمى الانتفاضة العربية والتي بدأت من تونس وانتهت برحيل الحاكم وإسقاط الحكومة وانتقلت إلى مصر وانتهت الثورتان بنجاح، ومن ثم انتقلت إلى ليبيا لكن الأطماع الأجنبية الحاقدة لا تريد أن تكون في ليبيا ثورة سلمية.. فقد قامت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا بتوجيه عملائها الذين جندتهم في ليبيا باندلاع حرب لتكون ذريعة لهم لإرسال قواتهم وجيوشهم إلى ليبيا من أجل أن يجعلوا ليبيا ساحة حرب وتمركزهم فيها لنهب الثروة وتقسيم الأرض والسيطرة على باقي بلاد المغرب العربي وأجزاء من أفريقيا وتقسيمها إلى كيانات ودويلات صغيرة تسهل الخضوع لسيطرتهم ونهب ثرواتها.
وفي اليمن الذي من المفروض أن يكون أبناؤها هم السباقون إلى في نجاح ثورتهم السلمية لتغيير النظام الفاسد.. فمنذ أن بدأت ثورة الشباب السلمية في 13 من فبراير، المطالبة بإسقاط النظام ورحيل الحاكم استخدم الرئيس/ علي عبدالله صالح جميع وراقه السياسية والاقتصادية ليحاول بذلك امتصاص غضب الشعب وفي يوم الخميس الموافق 24/03/2011م جرى اجتماع في بيت نائب رئيس الجمهورية وحضره الأخ/ الرئيس وقام بصياغة الاتفاق بنفسه على أن تنقل الصلاحيات للنائب ولمدة "60" يوماً حتى يتم انتخاب رئيس جديد وبوساطة السفير الأميركي وفي اليوم الثاني الجمعة الموافق 25/03/2011م صرح الأخ/ الرئيس بأنه مستعد لتسليم السلطة ولكن لن يسلمها إلا لأيادٍ وكرر هذا التصريح يوم السبت الموافق 26/03/2011م في مقابلة مع قناة العربية بأنه مستعد لتسليم السلطة إلى أيادٍ أمينة وقال في مقابلته بأن اليمن قنبلة موقوتة.
وبعد ذلك الاتفاق نفى الأخ/ الرئيس بأنه كان في هذا الاتفاق لماذا؟ لأن الإدارة الأميركية لن تسمح له بذلك وأنها لن توافق له على تسليم السلطة إلا للشخص الذي تختاره أميركا ليخدم مصالحها مثل ما قد خدم مصالحها الأخ/ الرئيس.. فقد خدم أميركا في تبني التعددية السياسية والحزبية وتحت شعار ما يسمى بالديمقراطية، وقام بتأسيس حركة الشباب المؤمن في شمال اليمن وتجنيد تنظيم القاعدة وتأسيس الحراك في جنوب الوطن.
 فهذه هي القنبلة الموقوتة للأخ/ الرئيس فإن لم ترض المعارضة وحركة شباب الثورة والمعتصمون بالرجل الذي تختاره أميركا، فإن الخدمة الكبرى التي سيقدمها الأخ/ الرئيس لأميركا هي تفجير قنبلته التي وضعها خلال فترة حكمة بمساعدة أميركا لتكون اليمن موقعاً للصراعات الإقليمية وتسهيل دخول القوات الأميركية والأجنبية بذريعة إحلال السلام ومن ثم يتم تقسيم اليمن وتصبح بوابة لعبورهم إلى كافة أنحاء جزيرة العرب، جزيرة محمد بن عبدالله –صلى الله عليه وسلم- مهابط الوحي ومنبع الرسالة..
 فهذه هي الخدمة العظمى التي يقدمها الرئيس لأميركا والتي تعتبره أميركا حليفها في شبه جزيرة العرب والتي تقول إنها من قامت بتجنيده لخدمة مصالحها من أول السبعينيات ولذا فإن بقاءه هو خدمة لأميركا سياسياً.. ورحيله خدمة لأميركا عسكرياً.. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
* عضو إتلاف حركة شباب التغيير- المتحدث باسم شباب التضامن الوطني.