الفراغ السياسي الذي نتج عن جمود الحزب الحاكم في أبين، وعدم شعور قيادته بمسؤوليتها في الجانب السياسي في ظل التطورات الجارية في الساحة.. هيأ الظروف لكشف عورة هذا الحزب في أبين.
هذه الأرضية المناسبة ساعدت على قيام المواطنين بتوجيه سهامهم وحرابهم باتجاه دولة الوحدة والنظام الذي يعتمد على مثل هكذا قيادات.
وتحول الشارع في أبين إلى حراك سياسي في البداية، باعتبار أن قيادات هذا الحزب هي سبب معاناة المواطنين، الذين سئموا دغدغة عواطفهم وإلهاب مشاعرهم بالشعارات الرنانة، دون فعل ما يترجم على الواقع تجاه هذه المعاناة، وهو ما وسع قاعدة الحراك، وتطورت العملية من حراك إلى ثورة تغيير في الشارع اليمني.
وفي ظل تفاقم الأزمة السياسية وتصاعد أعمال الفوضى والشغب واحتقان الشارع، لم نجد أي دور لقيادة المؤتمر في أبين، ولم يصدر حتى بيان تنديد لتلك الأعمال الإجرامية في المحافظة، كحزب حاكم، أو يتخذ أي مواقف جادة لمواجهة غليان الشارع وتهدئته.. بل على العكس وجدنا هذه القيادات تتنقل مع أفراد أسرها إلى محافظة عدن، وهي دلالة على فشل هذه القيادات وموت الحزب الحاكم في أبين، وهو الحزب الذي يرأسه فخامة الرئيس/ علي عبدالله صالح ـ رئيس الجمهورية.
وخلاصة ما يجري اليوم في أبين، هو إصابة القوى الوحدوية بالإحباط إزاء تلك القيادات وجمودها وصمتها والموت السريري لتنظيمها الحاكم، مكتفية باستلام وتقاسم المخصصات المالية المعتمدة لقيادة الفرع وإنفاقها على صرفياتها الشخصية واحتياجاتهم الأسرية.
هذا الوضع الذي يعيشه الحاكم في أبين لم يأت عن طريق الصدفة، وإنما سبقته خطوات عملية استهدفت تصفية قياداته القوية والصلبة والمؤهلة أثناء إعادة الهيكلة التنظيمية، بعد استبدالها بعناصر هزيلة ضعيفة، وعقول جوفاء لا تمتلك أي تجربة في العمل السياسي..
المستجدات الحالية التي تعيشها المحافظة كشفت عورة هذه القيادة وأظهرت فشلها وتذبذبها وخوفها وهروبها من المحافظة، وعدم مواجهتها لما يجري في الشارع الأبيني، ومع ذلك أصبح الغياب الذي دام أكثر من عامين لهذه القيادات محل استهتار واستخفاف أعضاء هذا الحزب في المحافظة وما زاد الطين بلة، حضور رئيس فرع المؤتمر بالمحافظة المهرجان الجماهيري الذي عقد يوم الأربعاء 30الموافق/ مارس/ 2011م بديوان المحافظة، بعد غياب طويل عن جماهير أبين التي نددت بحادثة مصنع "7" أكتوبر.. وكان لرئيس الحزب الحاكم بأبين أن ينفض من اللقاء الجماهيري، تاركاً القاعة دون مراعاة حضور المحافظ اللواء/ صالح حسين الزوعري والوكلاء وجموع المواطنين والقيادات
ليعلن رفضه لهذا التنديد بالانسحاب أثناء قراءة البيان الصادر عن اللقاء الجماهيري.
تلك هي الحقيقة التي يجب أن نواجهها ومن يقول عكس ذلك فما عليه سوى النزول إلى الشارع لاستطلاع الرأي العام الذي نجزم بأن رأيه سيؤكد ذلك.