;
محمد اللوزي
محمد اللوزي

رجل لا يعرف سوى الوفاء.. الصدق.. نبل الموقف 2164

2011-05-03 03:22:03


في ضميره وطن يأتي إليه وينشده ويعبر عنه بقوة في التزامه الصارم لإرادة الجماهير، ليستمد منها العنفوان والزهو، كأن هذا الرجل من فولاذ قُدت أعصابه، ديدنه أن يكون الوطن رائعة الدهر، وفاتحة الزمن القادم، من كل شواغله التي تتزاحم عليه، يبقى لليمن وهجها في قلبه وعقله، يترسمها في كل لحظة، ويوقن أن لهذا الوطن مجداً لابد أن يكون بحجم التاريخ الحضاري، وإن عنفوان الثورة السلمية يتشكل من سواعد الشباب وانحياز الجيش، الذي أخلص بكل جوارحه، لله والثورة والوطن.
 في هذا الرجل الواثق الخطى ترى زمناً يضيء مساحات الحلم وجغرافيا التكوين وانتصار الثورة، ترى أن للأرض دورتها باتجاه ما يهوى القلب ويطمح إليه الإنسان البسيط، الذي طالما تمنى أن يكون للعدالة وطن، وللحياة الكريمة حضور، وللإنسان قيمته الأخلاقية كذات كرمها الله تعالى وتستحق أن يبذل من أجلها كل غالٍ.
هو إذاً من هذا الإيقاع المعاصر، من قدرة الاحتمال للصعاب ومواجهة الشدائد بعزيمة قل أن تجدها لدى آخرين.. دوماً يكون في المقدمة أكان في السلم أو الحرب، لا يقبل بالتراجع ولا يعرف أبداً سوى الوفاء والصدق ونبل المواقف التي يحدثك عنها أبناؤه من منتسبي الفرقة الذين يعرفونه عن قرب ويرون فيه مثال الإنسان التواق إلى العطاء والسلم والحب من موقع القوي الشكيمة، الذي لا تلين له قناة في وقت تزاحم الشجعان، هكذا يُعرف لدى أبناء القوات المسلحة وعلى وجه الخصوص منتسبي الفرقة الذين تراهم يتسابقون في الحديث عن شمائله وكلهم فخر إن اللواء/ علي محسن صالح اسم له معنى الاعتزاز في القوات المسلحة، وأنه في هذا الزمن يبقى متفرداً في حضوره الأخلاقي مع الثورة الشبابية السلمية والوفاء للشهداء، يبقى في مستوى المجد والسلم العالي الذي لا يرتقيه إلا من عشق هذه الأرض وانتمى إلى كل ذرة رمل فيها، وعبر عن إرادة شعب وذاكرة وطن واستلهم التاريخ في أنصع صوره..
هكذا هو اللواء/ علي محسن صالح أبداً في سمو ورفعة وهمة في صعود، كأنه سمام العدا وغيض الحسودا، هو من يروى عنه الطيب من المواقف ولعلنا هنا نذكر هذا الحديث لأحد ضباط الفرقة: أنه ذات يوم قريب جاءه أمر يستدعي تحركاً سريعاً ولا يقبل الانتظار لدقيقة، وحال خروجه من مكتبه إلى الساحة بدأ عزف السلام الجمهوري، فجأة، تثبت كأنه الصخرة في حومة الميدان، في قلب الرجال، يرنو إلى العلم بثقة لا حدود لها وكبرياء مناضل وثائر، اغرورقت عيون البعض بالدموع، المشهد كان مهيباً فيه الجلال والروعة والوفاء، زاد كل من في الطابور فخراً أن هذا الوطن كبير بعظمائه وأن الثورة فعل عنفوان هؤلاء الرجال ومعهم الشباب بكل تطلعاتهم إلى الأمام..
وقف الرجل ثابتاً ولم يرمش حتى بجفن، ليكون بعظمة الموقف وفي ذات اللحظة المهيبة مهما كان الضروري يستدعيه متحركاً وغير متوقف، لكنه هكذا كما قال أحد ضباط الفرقة لا يجد نفسه إلا في مستوى ما هو أهل له، أنموذج تقوى وورع وصلابة وقوة وعزيمة، معانٍ كلها سامية.
ويستمر في الحديث هذا الضابط، فيقول: وبعد أن انتهى السلام قدم القائد لحظة فخر أخرى حين أعطى تحية للشهداء، إذ لا يمكن في مثل هذا الموقف إلا أن يستحضر الأبطال- الأبطال
ولعل هذا الموقف من اللواء/ علي محسن صالح بتميزه قد بعث لدى الميامين من منتسبي الفرقة، معنى أن يكون للنشيد الوطني إيقاعات الفرح وبر القسم والعهد والولاء، أكد لهم أن الصبح قريب وأن لهذه الراية التي تخفق ويرنو إليها القائد بعيني الواثق المتفائل إنما هي رايات قلوب كل الشرفاء، تعلو في الفضاء مجداً وكبرياءً وفخراً..
إذاً فإن قائداً بحجم اللواء/ علي محسن صالح يضرب أروع الأمثلة، فالوقفة لديه هي خشوع أمام الله أو تحية لوطن، وسلام للشهداء، وما يصنعون ،بغير هذا يستحيل التوقف أو الالتفات إلى الخلف، إلا لإدراك أمر يستحق المراجعة أو الانتباه من خطوة ضرورية إلى الأمام تستدعي استلهام السابق أو استحضاره للاستفادة منه أو للتيقن من أن الانجاز قد تم..
هكذا هو اللواء/ علي محسن صالح ثورة في وطن ،يسير في اتجاه المجد الواضح الذي لا يقبل التأجيل، ينسج حكايا شعب من مواقف بطولية، كل يوم له رائعة، يتحدث عنها أبطاله بعرفان وفخر ووقار، يكون قدوتهم واقتدارهم حين الفتح المبين وضرورة الانتصار للحياة، وهو معهم لا يبق للتعب مكاناً أو معنى، لذلك تراهم في ملحمة الصف الواحد، جنوداً أوفياء، ينتصرون للخير ويرأفون بالإنسان، ولا يرون في التاريخ إلا كل ما هو بهاء ويزيدهم وثوقية في أن الآتي أروع.. بهكذا قائد يحدثك الجنود عنه بمختلف رتبهم العسكرية وبإجماع لا نظير له.
وإذاً فأنت أمام رجل يعرف بالضبط معنى الريادة للأهل والرايات خفاقة عالية، ومعنى أن يكون الحلم أقرب إلى الحقيقة وفي متناول الشجاع الذي يشق فضاء الحرية ويقول بصدق وثقة تباً للمستحيل، المستحيل فقط لدى اللواء/ علي محسن صالح أن لا يكون لدى الإنسان ثقة أو أمل مغروس في النفس.. هنا فقط يكون للاستحالة وجود، أما لدى أولئك الذين يخوضون معترك التحديات ويقبلون بالوطن انتصاراً ومسؤولية، ويمنحون الحرية تكوينها الرائع، واتساع فضائها، فلا يعرفون سوى الأمام أماماً، والمستقبل انتصاراً والوطن مشاعل ضياء.
اللواء/ علي محسن صالح بهذا المعنى لا يعير كل ما هو سلبي أي التفاتة وإن صغيرة، لأن ثمة ضرورة تجعله أبداً يرنو إلى العلياء، بحضور ذهني متوقد وجندي وثبته القوية لها من الدلالات الكبيرة ما لا يقدر عليها ضعاف النفوس من أصابهم التواكل والغرور والإحباط.
قلت ذات يوم لرائد في الفرقة ماذا يعني لك القائد/ علي محسن صالح، قال لي: هو اسم في وطن وثورة وحياة لا تستطيع أن تأتي على هذه المعاني ولا يكون لاسمه حضور فيها، لذلك قل: إنه هكذا يجيء إلى ما نريد نحن كجماهير، كشعب ونحن نريد الأمن والاستقرار والمواطنة المتساوية، نريد شراكة، الكل له حقوق وعليه واجبات.. نريد وطناً خالياً من الامتيازات والتمايز، يتقاسم فيه الكل الخيرات، نريد وطناً لا توسط فيه من أجل وظيفة أو لقمة عيش يملأ بها الجائع بطنه، نريد ما يحقق المعنى النبيل لكلمة "الإنسانية"، وطناً خالياً من الأزمات التي لا تنقطع.
وإذاً فليس أمام كل هذا المؤرق المؤلم سوى الثورة، وليس أمام الثورة إلا أن تكون -وتكون فقط- وهي لن تكون إلا بأنبل من في الأرض وأكرم من في الأرض، الشهداء أولاً.. وثانياً الرجال الأفذاذ، وعلي محسن صالح هو هذا بالضبط، الذي أحدثك عنه.
قالها، وهو على يقين إن الصبح قريب وإن زمناً أجد بعناوين السلام حتماً لابد أن يكون..

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد