;
تيسير السامعى
تيسير السامعى

خواطر ثورية.. 1957

2011-07-03 01:57:51


لا يمكن لأي قوة مهما كانت إمكانياتها البشرية والمادية احتكار الثورة أو إدعاء ملكيتها، لأنها ثورة شعبية شاركت فيها كل فئات الشعب، ومن يزعم أنه كان سبباً في إشعال فتيلها أو هو من أول من نزل إلى الشارع، فهو كاذب لأن الذين نزولوا إلى الشارع في الأيام الأولى للثورة كانوا بالآلاف.
 لم يكونوا شباباً فقط كما يقال، بل كانوا شيوخاً وشباباً ونساءً ورجالاً، فالأوضاع المعيشية الصعبة والظروف الاقتصادية والفساد المستشري في كل مرافق الدولة جعل الناس جميعاً يتطلعون إلى التغيير، لاسيما بعد أن وصل الناس إلى قناعة أن الانتخابات لم تكن إلا عبارة عن مهرجانات لإعادة إنتاج النظام الحاكم من جديد وإعطائه شرعية جديدة.
لقد كان النصر الذي حققته الثورة المصرية من قبلها الثورة التونسية والسقوط السريع لنظام حسنى مبارك، بمثابة الملهم الذي أحيا الأمل في نفوس ملايين اليمنيين، فأردوا استنساخ التجربة المصرية، كون النظام المصري يشبه إلى حد كبير النظام اليمنى، إضافة إلى إن الأوضاع في اليمن أكثر بؤساً من مصر وتونس.

لقد عمل اللقاء المشترك خلال السنوات الأخيرة الماضية على إرساء ثقافة النضال السلمي بين الجماهير من خلال إقامة العديد من الاعتصامات والمسيرات الجماهيرية، هذه الثقافة ساعدت إلى حد ما في توعية الجماهير كانت بمثابة تهيئة للحفاظ على استمرارية سليمة الثورة , حيث جعلت هذه الثقافة كثير من القبائل في أقصى المناطق القبلية يتركون الأسلحة في بيوتهم ويأتون إلى ساحات الحرية التغيير بصدورهم العارية.

الثورة وأن كانت في أساسها ثورة سياسية هدفها إسقاط النظام الحاكم وإقامة دولة مدنية، لكن المتابع لها يكتشف أنها أكبر من ذلك بكثير، فهي ثورة اجتماعية وثقافية واقتصادية، لقد أحدثت هزة كبيرة داخل نسيج المجتمع وغيرت كثيراً من قناعات الناس وعاداتهم، أثبتت أن الشعب اليمني شعب عظيم، أنه شعب الحكمة الإيمان، وأنه غنى بالقيادات والكوادر والمواهب الإبداعية، فقد أظهرت الثورة قيادات شبابية قادرة على تحمل المسؤولية وأظهرت مواهب وإبداعات كانت مطمورة, وعملت على القضاء على الإحباط و اليأس الذي كان قد سيطر على نفوس الشباب، نزعت من قلوبهم عامل الخوف والرعب الذي دمر مواهبهم لعقود من زمن وجعلتهم ينظرون إلى المستقبل بعين الأمل والتفاؤل, وأحيت الولاء والحب للوطن في قلوب الشباب صار الكل يقف إجلالاً واحتراماً عند سماع النشيد الوطني وصار العلم الوطني من المقدسات.
هذه المعاني كانت قد ضعفت كثيراً في السنوات الأخيرة لأن الإعلام، لاسيما الإعلام الرسمي الذي يصرف عليه من المال من العام، ربط حب الوطن وولاءه بشخص الحاكم الفرد، فمن أحبه فهو يحب الوطن من كره، فهو ضد الوطن هذا أثر على قيم الوطنية في نفوس الكثير، لاسيما شريحة الشباب الذين حرموا الكثير من الحقوق، لكن الثورة جاءت لتفصل بين الوطن والحاكم، فالوطن شيء والحاكم شيء أخر. 
الوطن باقي والحاكم إلى زوال، هذه من أجمل ثمار الثورة التي لاحظتها من خلال متابعتي اليومية لمجريتها.
لقد أظهرت الثورة معادن الرجال، وبينت الخبيث من الطيب وأصحاب المبادئ من أصحاب المصالح، لقد انضمت إليها شخصيات كان يعتقد أنها مقربة من النظام ومعه قلباً وقالباً، لكنهم تركوا مناصبهم والامتيازات التي كانوا يحصلون عليها وصاروا عناصر فاعلة، هذا يثبت أنهم تحرروا من عامل الخوف سواء الخوف على النفس أو الخوف على المصالح.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد