;
فواز العبدلي
فواز العبدلي

الهدوء الذي يسبق العاصفة 1957

2011-07-17 03:26:20


بعد كل المحاولات الفاشلة استنفد النظام كل أوراقه التالفة محاولاً البقاء والاستمرار على منبر السلطة. 
لم يكن يتوقع النظام هذا الفشل الذريع أمام مطالب الشعب، لأنه لم يكن مستعداً لمثل هذه الظاهرة التي باتت تهدد أوكار الفساد وتتوعدها بالخسران المبين .  
لقد كانت هذه الفكرة مستبعدة من القاموس السياسي للأنظمة العربية وبالذات النظام اليمني، نظام التهويل والترويع والالتفاف على الحقيقة المثلى وصنع المبررات المفضوحة والخادعة، لقد أحدث هذا التحول السريع والفعال نقلة نوعية في المجال الديمقراطي وغير من نتائج المعادلة السياسية اليوم وفتح الأجواء أمام كل الآراء والتطلعات المستقبلية .
انطلقت الثورة اليمنية تحت مبدأ حرية، عدالة بناء دولة مدنية حديثة ومن هذا المنطلق العادل حققت الثورة الكثير من الانتصارات المتتالية على الصعيدين الميداني والسياسي, فحظيت بالتفاف جماهيري واسع من الشباب الواعيين والأحزاب السياسية والمكونات الأخرى وقال الشعب كلمته التي طالما انتظرها طويلاً, لقد وصلت تلك الرسالة الرائعة المفعمة برائحة الحرية والثورة إلى كل أبناء الوطن الحبيب تحمل إليهم كل معاني الحب والوئام وتحثهم على الوحدة وضم الصفوف لبناء اليمن الجديد, فنالت اهتمام الجميع وقوبلت باحتفاء واسع, رغم كل هذا وقف النظام متكبراً وكأنه لا يسمع شيئاً وجعل أصابعه في أذنيه, لم يكتف بذلك فوجه الرصاص الحي نحو الشباب العزل المطالبين بحقوقهم المشروعة, حينئذ فقد شرعيته وأصبح هزيلاً أمام تلك الجماهير الصامدة، لأنه نظام غوغائي لا يمتلك أي إستراتيجية واضحة بالفعل تمكنه من القيام بالأعمال اللازمة والإصلاحات المطلوبة التي تلبي رغبة الجماهير, وبالتالي فهو لا يجيد لغة الحوار، فاللغة الوحيدة التي يتحدثها هذا النظام هي لغة القتل والقمع والتعسف والرقص على رؤوس الثعابين.
 على كل حال نحن اليوم نقف أمام اللحظات الأخيرة لاجتثاث ما تبقى من فلول النظام المتهالك، هذه المرحلة الحرجة هي المرحلة الحاسمة في حياة الثورة، يجب أن تتضافر فيها كل الجهود وأن ترفع فيها كل الهمم والمعنويات كي لا يتسلل الملل والتشاؤم إلى قلوبنا، فنحن اليوم نقف أمام منعطف خطير وبين مفترق طرق ربما تتجه بنا نحو الأسوأ وهذا ما نخشاه. على العموم هذه الفترة التي نعيشها اليوم تكاد أن تكون أكثر هدوءاً وأكثر غموضاً منذ بداية الثورة, هذا الهدوء المسيطر على الجو الثوري هو الهدوء الذي يسبق العاصفة، نستطيع أن نقول بأنه بداية الدور السياسي المتزامن مع الدور الجماهيري للثورة , لم تكن هناك فئة أو جماعة بعينها من تقوم بتسيير شئون البلد في ظل هذه الظروف الراهنة، فالحكم أصبح ذاتياً، كل فرد يحكم نفسه وهذا ليس بغريب على الشعب اليمني سواءً في الماضي أو الحاضر، فالوضع في هذه الفترة يبدو حرجاً للغاية، فمن المفروض في هذه الفترة ولكي يتسنى نجاح مجلس انتقالي أن يقوم نائب الرئيس بإدارة هذه الفترة, أو الجيش كما حدث في ثورتي تونس و مصر حتى تستقر الأوضاع وتعود الحياة إلى مجراها الطبيعي ويشترط في ذلك أن يكون الجيش أكثر وطنية وذو حيادية مطلقة تمكنه من القيام بدوره الإيجابي في الحفاظ على الأمن والممتلكات, لكن للأسف لم يدرك الجيش حتى اللحظة مهمته المهنية والوطنية ويرجع ذلك السبب إلى نوع الثقافة التجهيلية التي يستقيها الجيش من التوجيه المعنوي والتي بدورها جردت المؤسسة العسكرية من الهوية الوطنية وجعلتها مجرد مؤسسة تبعية مهمتها حماية كرسي النظام. 
حقيقةً كل ما نتمناه بعد كل هذا الإنجاز الكبير هو أن تظل الثورة محافظة على سلميتها, وأن يدركوا إخواننا في القوات المسلحة والأمن واجبهم الوطني حتى لا ينزلق الوطن نحو مغبة العنف والتدمير, نحن نرفض العنف والعبث بالممتلكات العامة والخاصة، فاليمن بلد الجميع والحفاظ عليه واجب ديني ووطني .
أما فيما يتعلق بمدى طول الفترة الزمنية للثورة, من الطبيعي جداً استمرار الثورة لفترة طويلة وهذا لا يفقدها المضمون الجوهري لأهدافها المنشودة، فالمهم في أي ثورة كانت هو بقاء الثورة بوتيرة عالية واستمرار برنامجها التصعيدي بشرط أن لا تفرغ من محتواها الفعلي. 
 فالجدير بالذكر هنا مضي الثورة في طريقها نحو تحقيق أهدفها المشروعة والترتيب المستمر لبناء دولة مدنية حديثة قائمة على المواطنة الحقيقة، فالصبر والبقاء في الساحات يعد أكبر نجاحاً للثورة قدمه ولا يزال يقدمه الشباب المعتصمون.
 أما بالنسبة للحروب الإعلامية التي يشنها الإعلام الرسمي على الثورة ومصيرها, باتت مكشوفة أمام الجميع وواضحة ببرنامجها الإستهدافي .
لقد عرف الشعب طريقه ولهذا نحن شباب الثورة مستمرون في برنامجنا التصعيدي ولا نخشى على ثورتنا من الاختطاف أو السرقة كما يتوقعها أولئك الضعفاء, فالثورة ليست سلعة بل هي فكرة تسكن الوجدان، فمن الصعب جداً انتزاعها من صدور الشرفاء . 


الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد