;
محمد الحميري
محمد الحميري

يكفينا ظلماً يا نظام 1876

2011-07-26 03:05:01


بعدما أكل الفساد الأجساد وأشبع الفقر جوعنا وطغى الجهل على العباد وانتشر الظلم في بلادنا، وأحرق حاضرنا ماضينا، وهددت النيران مستقبلنا، فتمنجت أجسادنا وتخدرت ضمائرنا، نامت مشاعرنا وانعدم الإحساس بألم الماضي وبوجع حاضرنا.
أيادينا ارتعشت عند مسكها القلم وألسنتنا خرست أن تصرخ أو تتكلم، تعودت البطون على الجوع الذي أشبعها، وأعيننا على الدموع التي أضحكتها، وأقدامنا على المشي الذي أعاد لها لياقتها، وبدأنا نتلذذ الطعام عند طهيه بنيران الحطب، ولا عتب على النظام الذي أحب أن يذكرنا بحياة الأجداد وتراثنا الذي تجاهلناه رغم أن فيه العجب، ولكن ماذا نفعل لهؤلاء الشباب وهذا الشعب الذي لم يعجبه العجب، فأراد أن يشق طريقه بنفسه ويبني مجده بيده ويرسم مستقبله بجهده وعقليته.
في الوقت الذي قد كانت الدولة قامت بهذه المهام الشاقة ورسمت طريق المستقبل وطالبت الشباب تقبل الوضع وعدم المكابرة والسير على هذا الطريق أياً كانت سلبياته وإيجابياته إن وجدت.
ولم تشترط الدولة أو تطلب من الشباب مقابل هذا العمل الجبار إلا الولاء والطاعة من هؤلاء الشباب لرئيس الدولة وعناصر النظام، وتنفيذ الأوامر والتمجيد بعظمة الحكام من خلال الهتافات وتنظيم قصائد المدح وكتابة المقالات والاحتفالات والرقص والغناء في المناسبات والأعياد والتصويت لهم في الانتخابات والسكوت والصمت عن كل الخروقات وعدم المسائلة عن تصريف وتوزيع الإيرادات.
المطالب بمجملها بسيطة، لكن شباب هذه الأيام المعاند، عاند ورفض الولاء والطاعة لعناصر النظام أو الجماعة، رفض الحوار والوساطة واستمر في الاعتصام بالساحة، استمد من سلمية الثورة الشجاعة، جعل من صدره العاري مترساً واقياً ضد قذائف الآر بي جي ومدافع الدبابات.
حجتهم قوية في إنجاح الثورة وقيام الدولة المدنية، شباب ثائر، يحمل على كتفه كفنه، يحلم بالشهادة ليلحق رفقاءه في المقابر.
إنهم شباب الثورة الذين يريدون استرجاع كرامتهم وأموالهم المنهوبة، شباب صاح بصوت واحد "يكفي يا نظام ما عشناه من ظلام، فلم نر ضوء الشمس في عز النهار، فنهارنا كان ظلمة وليلنا عتمة، وطاقاتكم النووية تحولت لشمعة، لا نعرف البسمة، نبكي ونخاف أن تسقط على أجفاننا الدمعة، عالجتم الفقر بالجرع، شُنق الريال بعهدكم والدولار ارتفع، جعلتم الأسعار تولع نار، فأصيب المواطن بالجزع، ألا يكفيكم يا بقايا النظام أننا وطأنا رؤوسنا تحت جنباتكم لثلاثة عقود من الزمان، ألا يكفي أن أصواتكم وعصيكم تكسرت على ظهورنا؟، ألم تتعب أياديكم من الضرب، مثلما تعبت أجسادنا؟ إلى هنا يكفي، فقد جاء وقت الحساب والثأر ولكل ظالم نهاية"، فما هي إلا أيام وسينزاح فيها الظلام وتتحقق الأحلام ويعم السلام وإن شاء الله قبل شهر الصيام.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

عدنان العديني

2024-05-20 00:34:14

ماذا يريد الحوثي؟

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد