في اليمن.. ما الذي لا يبعث على القلق والسأم.. كل ما حولنا ينذر بالكارثة وعلى كل المستويات.
لا تسأل اليمني وهو يمارس طقوسه الرمضانية عن حاله أو حال البلد بشكل عام، لأن الإجابة لن تبعث بالتأكيد على التفاؤل..لا.. كهرباء بمعنى لا نور لا تلفزيون.. لا نت وهذا ما معناه العودة إلى عهود الظلام والجهل والعزلة عن العالم الخارجي.. سعر الشموع أرتفع.. وان اشتريت مولداً كهربائيا لن يتوفر لديك البترول.. فالبترول معدوم من السوق ومتوفر لدى السوق السوداء.. بالرغم من المنح من دول الخليج دولة الأمارات العربية المتحدة وقبلها المملكة العربية السعودية.. لكن هناك تخطيطا بأزمة مفتعلة لدخول المواطن في دوامة الاحتياجات الضرورية مثل البنزين والديزل والغاز والكهرباء والماء خاصة في صنعاء.
لا يعجز اليمني عن أيجاد الحلول، فقد شاهدت بأم عيني احد المتاجر في صنعاء تستخدم أنبوب الغاز لتشغيل المولد الكهربائي. وحينما سألت لماذا؟ قيل بسبب انعدام البترول وارتفاع سعره وانقطاع الكهرباء طوال النهار والليل، أيضا من المشاهدات التي أثارت اندهاشي في صنعاء ان أصحاب الباصات يشغلون باصاتهم عبر أنبوب الغاز في نقل الركاب.
في عدن والحديدة الجو حار وساخن ولا يحتمل الاطفاءات المتكرره خصوصا لمرضى الضغط.. الكهرباء في اليمن أضحت مشكلة مستعصية وصعبة الحل.
بالنسبة للانفلات الأمني فحدث ولا حرج، مناطق تعيش حروبا مثل أرحب في الشمال والحصبة في صنعاء التي تعيش حالة ذعر من عودة الحرب والتي ما زالت آثارها تتواجد بقوة في الشوارع من خلال مظاهر التسلح، المنازل المهدمة والمحروقة، الخوف الذي يسكن البيوت والأهالي، وفي الجنوب الحرب على القاعدة المزعومة في زنجبار التي شردت الأهالي وباتوا لا يملكون قوت يومهم يقيمون في المدارس في محافظة عدن.
اليمن حامل ملفات من قنابل ومتفجرات من العيار الثقيل خطيرة وشائكة وتنذر بالكارثة رؤى غير واضحة.. تحالف قبلي.. تحالف المنشقين عن المؤتمر.. طرح خرائط طريق فتنظيم العدل والبناء طرح خارطة طريق للخروج من الأزمة.. وتحالف القبائل خرج بوثيقة.. وبعض التنظيمات والحركات خرجت بخارطة طريق.. وتوكل كرمان خرجت بخارطة طريق.. ومعارضو الخارج خرجوا أيضا بخارطة طريق وشباب الثورة خرجوا بخارطة طريق.
الرئيس مريض ويتواجد على الأراضي السعودية وأنصاره يخشون تعاطيه المبادرة الخليجية والخروج بحلول ربما لا ترضيهم.
المشاكل الاقتصادية تعصف بالبلد.. مشاكل الماء.. الكهرباء.. البنزين.. الديزل ..الغاز. مشاكل القاعدة، مطالب الجنوبيين بحل قضيتهم.. صمت الحوثيين يدعو إلى طرح عدد من علامات الاستفهام، بشكل خاص بعد حرب التي دارت بين النظام وآل الأحمر، ورفضهم لحزب الإصلاح السني وتخوفهم من وصول هذا الحزب إلى سدة الحكم وهم المنتمون إلى الشيعة.
معارضة لا تمتلك مقومات النجاح للوصول إلى السلطة.. توكل كرمان محسوبة على المعارضة وتحديدا على حزب الإصلاح في الوقت الذي تمثل شباب الثورة بكل تطلعاته وأهدافه. فيما شباب الثورة ما زالوا يحلمون بالخروج من عنق الزجاجة المثخنة بالمشاكل والتعقيدات.. ومشغولون في كيفية الخروج من المشاكل وتجنب البلاد ويلات وشبح الحرب الطاحنة وجر البلاد إلى الهاوية التي ستؤدي بالتأكيد إلى تفتييت اليمن إلى دويلات.
بقايا النظام.. المراهنون على إزاحة المعارضة 'أحزاب اللقاء المشترك' وإزاحة شباب الثورة الذين اختاروا الساحات والمخيمات ميثاق شرف لهم حتى إسقاط بقايا النظام والمعارضة في آن واحد.
تحالف القبائل ضد النظام لايأتي في مصلحة السلطة بالتأكيد ما إذا كان الرد مماثلا وسيدخل البلد في أتون الحرب الأهلية الطاحنة التي ستتفجر في أماكن لم تكن بالحسبان، مع إن البلد فعلا تعيش حالة حرب في أرحب وزنجبار وحالة استنفار في الحصبة هذه المدينة التي أطلق عليها 'مدينة الأشباح'.
القدس العربي