;
محمد اللوزي
محمد اللوزي

شخصنة الثورة.. ومؤتمرات سخرة 2334

2011-09-26 04:50:04


يأسف المرء كثيراً أن يجد مثقفاً وخريج فلسفة يقع في براثن الذاتية الصرفة، مغيباً وطناً ولدرجة ترهق القلب وهو يتابع الإسراف من القول غير الحميد، ومن الاشتغال على شخصنة ثورة والانتقال بها من ثورة تعج بها ساحات الحرية والتغيير وتمتلئ بالملايين ممن ينشدون الحرية والعدالة والدستور والقانون، مطبقا إلى مستوى الفقر الروحي والأخلاقي حين تتحول كل هذه الدماء إلى الحديث عن أشخاص، تارة علي محسن، وأخرى حميد، وثالثة ياسين سعيد نعمان، ورابعة سلطان العتواني...الخ الكلام الذي لا يقال ولا يدل على مسؤولية مثقف كان ذات زمن ناصرياً قومياً يمتلك انتماءً إلى هوية أمة تريد التحرر وتناضل من أجل العدالة، وهو الآن يقهر الأحرار ويتخندق في السلطوية القامعة ضد الحرية ويسعى إلى ذاته كساع إلى الهيجاء، لا يلوي على شيء من الجمال الا آتى عليه، في محاولة محقه.
 ولسنا هنا نتحدث عن عقلية ساذجة أو بسيطة، ولكن نتحدث عن مثقف له حضوره المضاد للمستقبل وللحرية، نشير هنا إلى الأستاذ(عبده الجندي) الذي ألف وتآلف مع نظام القمع والتسلط، و من أجل هذا يعقد المؤتمرات الصحفية للتهكم والسخرية من قوى نضالية، في محاولة النيل منها والانتقال بالمعنى الفذ والتاريخي العظيم للثورة إلى جعلها مجرد مكايدات بين قوى وشخصنة لثورة وحرية، بطريقة مثقف سلطوي إلى مجرد بحث عن سلطة وتقاسم وبصورة مؤلمة جداً، وبطريقة تخل بآداب احترام الآخر حتى وإن كان خصماً. لذلك هو يزّور تاريخاً ويحجب حقيقة ويزيف واقعاً من موقع سلطته الإعلامية التي تفرض عليه حسن التصرف وإن كان منحازاً إلى القمع.
 ولعل هذه الطريقة في تناول الثورة بالمكايدات ورهنها في (س أو ص) من الناس والاشتغال على الفردانية والتفرد، هو الذي أدى بالنظام إلى هذا المستوى من الفشل الذريع وهو الذي خلق الساحات الملا يينية، لأنه طالما تغافل عن الضرورة وفعل الحاجة للشعب في الحرية والمواطنة المتساوية وذهب إلى شخصنة القضايا الوطنية في أفراد واستقطبهم بالمال والإغراء بالمناصب...الخ، وهي الطريقة التي أوقعت الأستاذ الجندي والذي يمارسها اليوم متأخراً في محاولة النيل من حدث تاريخي عظيم يشكل حلم شعب بأسره إلى رؤية ضيقة وتسطيحية لم تعد تنطلي على احد، ولا نجد فيها إلا أنها إضافة قمع يقوم به مثقف على بني قومه والنيل من ثورة لها شهداؤها، ينكرها عليهم الأستاذ الجندي، ويسوق الشهداء إلى حيث يريد من التجني الغير مسؤول، ولعل هذه الطريقة من البحث عن شخصنة قضايا وطن، هي التي تضيف فشلاً حقيقياً للنظام حين لا يكون واعياً بهذا الانحدار المؤدي إلى رفض هذا التدوين الذاتي للتاريخ، واستلاب البشر حقهم في الحياة برهن ثورة إلى شخوص، وكأن هذه الملايين الهادرة والجماهير الغفيرة منقادة ومسيرة، وليست نتاج رفض واقع مؤلم طغى فيه الاستبداد والقهر.
 ولعل (عبده الجندي) وهو يحاول شخصنة تاريخ وحدث مهم والانتقال به من المعنى الفذ للنضال إلى الارتهان لشخوص، لعله يريد أن يذهب بوعي إلى مناطق ربما تحدث خلخلة في الوحدة الوطنية وروح الانتماء، هذا ما بدا على الأقل في مؤتمره الأخير وهو يدعو الشخصية المناضلة الدكتور/ ياسين سعيد نعمان بأن ينسلخ عن تاريخه النضالي الزاهي بالانتصار لوطنه ليلتحق بمغرى التقاسم مع نظام متخبط فاشل، مهزوم، حمل بذرة هزيمته فيه من هذا المسمى تقاسم وغنيمة.
 ولعل هذه الثقافة الكيدية التي تبحث عن إحداث شرخ في جدار الوطني، لا تعبأ بطموحات الملايين قدر بحثها عن الغنيمة، الوطن إذاً لديها مجرد غنيمة يتقاسمها النظام مع من يراه مهماً لمهادنته.
هكذا هي العقلية التي تدار بها السلطة، اختصار وطن في شخص، وبحث عن مكاسب ذاتيه وتقاسم. وتصوير الثورة صراع قوى وليس مطلب شعب، وبحث عن أزمة تجر إلى أخرى وليس حلولاً جذرية، واستغفالاً لوعي قوى نضالية تدرك أين هي ؟وماذا تريد؟ وكيف تريد؟.
وهنا نقع على نظام له أدواته ولعل الأستاذ الجندي في طليعة هذه القوى التي تظن أنها تقدم مغرى للدكتور ياسين سعيد نعمان ولم تدرك أن الفرق بينها وهذه الشخصية هو الوطن وقوة الضمير والانتماء للإنساني وإن شخصية الدكتور/ ياسين، نضالية تضع على الدوام نفسها في المسار التاريخي الصحيح بشجاعة أخلاقية ووطنية تجعله على الدوام منحازاً للملايين، وإذاً على الأستاذ الجندي وهو يفتعل قضايا تمس الثورة في الصميم عن وعي وإدراك، عليه أن يستوعب جيداً أن هذه الثقافة القامعة، الاستلابية المشتغلة على الفردية والتفرد وشق الصف وتأزيم الواقع ليس لها مكان من الإعراب لدى القوى الحية والفاعلة في الوطن، والتي تجيد قراءة الجندي وتعرف ما الذي يهدف إليه وهو يشخصن ثورة ويؤزم واقعاً ويشتغل على فوضى المكان.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد