;
ساطع نور الدين
ساطع نور الدين

صدفة يمنية .... 1502

2011-10-02 02:45:15


قتلت القوات الأميركية مواطناً أميركياً في اليمن، لن يكون من المبالغة كثيراً القول إن الأميركي اليمني الأصل أنور العولقي سقط بنيران صديقة، على الرغم من العداء المستحكم الذي طرأ بين الجانبين طوال السنوات الخمس الماضية، ودفعه إلى مخاطبة الأميركيين في واحدة من رسائله المسجلة في البر اليمني: «إما نحن وإما أنتم»، من دون أن يوضح يومها من هم الـ«نحن»، هل هم اليمنيون أم العرب أم المسلمون بشكل عام؟!.
اغتيال العولقي يتخطى برمزيته وأثره تصفية الزعيم السابق لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن في مطلع أيار الماضي، أو قتل قادة آخرين من التنظيم في أفغانستان أو العراق أو سواهما.. ثمة رجل يحمل الجنسية الأميركية وجواز السفر، ولد في أميركا ودرس في مدارسها وتخرج من جامعاتها، فأتقن لغتها واندمج في ثقافتها، قبل أن يقرر الانقلاب عليها والانخراط في الجهاد ضدها.. والترشح لقيادة القاعدة وجميع الشبكات والخلايا التي تتبعها، ثم التخلي عن هذا الترشح لمصلحة رفيق بن لادن الدكتور/ أيمن الظواهري.
لم يسبق لسواه من القادة الراحلين أن ولد أو تربى في الولايات المتحدة.. بعضهم لم يكن قد دخل الأراضي الأميركية، لكنهم كلهم، بمن فيهم الأحياء طبعاً، كانوا في يوم ما يعتبرون أميركا مصدر الإلهام والتوجيه والتمويل والتسليح، قبل أن يتم الافتراق في مطلع التسعينيات في أفغانستان ثم في العراق وأخيراً إلى اليمن، الذي تتجمع فيه اليوم فلول قيادات التنظيم وتنتظر غارة جوية أميركية لتنهي حياتهم ومعركتهم.. ولتقفل ذلك الملف الأميركي الذي يشكل علامة فارقة من علامات العقدين الماضيين، وما شهده من حروب وصراعات وأزمات، تقترب من خواتيمها.
تكاد تصفية العولقي تبدو كأنها حدث أمني أميركي داخلي، صار اليمن بالصدفة مسرحاً له، لأن الرجل اختار الفرار من وجه العدالة إلى مسقط رأسه، لكنها في الجوهر ضربة قاسية لتنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، تزيل تهديداً امنياً جدياً كان موجهاً إلى مختلف دول الخليج العربي انطلاقاً من القاعدة اليمنية التي كان يبنيها العولقي في محافظات اليمن الخارجة عن سلطة الدولة، ويعد لتوسيع عملياتها خارج الحدود اليمنية المباشرة، بعدما سدت في وجهه أبواب اختراق الأمن الأميركي إثر محاولات عديدة أهمها الطرود المتفجرة قبل عامين.
هي خاتمة لعمليات ثأرية متبادلة بين أميركا وبين أحد أبنائها الذين غررت بهم يوماً ثم تخلت عنهم فانقلبوا عليها وصاروا التهديد الأبرز لأمنها، غير أن المسرح اليمني للعملية يختلف تماماً عن المسرحين الأفغاني والعراقي، فقد كان العولقي ـ وتنظيمه القوي الواسع الانتشار بين القبائل اليمنية ـ مستفيداً من انهيار الدولة المركزية الضعيفة أصلا في اليمن ومتواطئاً مع بعض بقاياها ومكوناتها، تردد على الدوام أنه كان دائم التقلب بين السلطة والمعارضة، يتلقى العروض من الجانبين ويستخدمها لمصلحة جهاده الأكبر.. حتى صار في الآونة الأخيرة ذريعة لمنع وصول الربيع اليمني إلى خاتمته السعيدة المرجوة بإطاحة الرئيس/ علي عبدالله صالح وضباط جيشه من الحكم.
× نقلاً عن جريدة السفير

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد