يأتي توجه الأمم المتحدة عبر مجلس الأمن إلى تدويل الأزمة في اليمن في حال لم تصل أطراف النزاع السياسي إلى حل سريع ونهائي بشأن انتقال السلطة، بمثابة حل نهائي على الرغم مما يعتريه من مخاطر قد تطيل أمد الأزمة.
وحينما يقول موفد الأمم المتحدة إلى اليمن، جمال بن عمر "إن الحل لن يكون إلا يمنيا من خلال عملية يمارسها ويقودها ويديرها اليمنيون، ولن يكون دورنا كأمم متحدة إلا ميسرا ومكملا للجهود الوطنية والإقليمية"، فإنه لا يبتعد كثيرا عن أهداف المبادرة الخليجية التي ما تزال قائمة وإن طالها التعليق في فترة ثم العودة للعمل بها في فترة لاحقة بسبب تدهور الأوضاع في صنعاء، وتعنت الفرقاء لدرجة بلغت "العناد السياسي". كما يشير تصريح ابن عمر أيضا إلى اتكاء الأمم المتحدة على المبادرة وأن دور الهيئة الأممية تجاهها سيكون مكملا وليس بديلا، وهو ما يؤكد بجلاء واقعية المبادرة الخليجية.
إن اللقاءات المكثفة التي عقدتها الأطراف السياسية المختلفة في اليمن بحضور ابن عمر وسفراء دول مجلس التعاون الخليجي والسفير الأميركي لإنجاز اتفاق اللحظة الأخيرة الذي يقوم على المبادرة الخليجية، وذلك قبل نقل ملف اليمن إلى مجلس الأمن، تشير إلى أن الحل بات وشيكا إن حضرت الحكمة لدى اليمنيين، وإلا فإن هنالك نكسة وتبعات كارثية تتحملها جميع الأطراف سواء في "المؤتمر" أو "اللقاء المشترك"، ضحيتها استقرار بلد وشعب أصبحت حياته برمتها على المحك.
إن على الأطراف اليمنية كافة وعلى رأسها الرئيس علي عبدالله صالح التحلي ببعد النظر، والتفكير بمصلحة البلاد، وأن يبتعد كل طرف عن ترديد ما يزعم أنه الحقيقة، وأن الآخرين على خطأ، وأن المصلحة هي فيما يقول فقط، فقد شاهد العالم بأسره أبناء الشعب اليمني من المدنيين الأبرياء وهم يتساقطون قتلى وجرحى كل يوم، وهو ما يدل على أن الأمور لا تسير في اتجاه صحيح، وإلا لما بلغت هذا الحد من العنف والدموية.
إن الخوف كل الخوف أن تصل الأمور إلى استصدار قرار أممي عبر مجلس الأمن بشأن الأزمة اليمنية، وأن يسير تنفيذه في غير ما يجب أن يكون عليه، إذا ما أخذ في الاعتبار أن المجتمع اليمني مجتمع قبلي عشائري، من السهل استغلال بعض أفراده للدفع بهم إلى أتون حرب أهلية، إن قامت، فليس من السهل إخماد نارها، أو تجنب تبعاتها في المستقبل.
اليمنيون وحدهم قادرون على إنهاء الأزمة، إن حكموا العقل واستمعوا إلى صوت النصيحة الواضح عبر المبادرة الخليجية، والمجتمع الدولي والقوى الكبرى المؤيدة لما جاء فيها، قبل أن يفوت الأوان، وتصبح الحلول والمبادرات ضربا من المستحيل في بلد هو بالفعل على شفير هاوية احتراب داخلي، ما لم تفعل آلية نقل السلطة التي توصل إليها الحزب الحاكم والمعارضة مؤخرا.
الوطن السعودية