;
خالد الذهباني
خالد الذهباني

فهد الزبيري .. شهيداً 2454

2011-10-23 04:49:32

شاب في مطلع الثلاثينات من عمره كانت الشجاعة جزءاً من شخصيته ، والخلق سمته ، وروح الإقدام ديدنه، يأسرك بدعابته اللطيفة ، تألفه منذ الوهلة الأولى رحل عن دنيانا الفانية يوم الاثنين 18/ 9/2011م عندما طالته قناصة الغدر والخيانة في جولة النصر (كنتاكي سابقاً) .
 عاش مع إخوانه الشباب سوياً في ساحة التغيير منذ اندلاع الثورة المباركة، فكان شديد الحماس بنجاح الثورة وكان الفأل الحسن على لسانه وكانت له عبارة مشهورة كان يرددها على مسامعهم ويبشر بها أصدقائه ورفقاء دربه قائلاً : "أبشروا يا شباب النصر مع الصبر".
 وفي الشرارة الأولى للثورة، أثناء ما كانت تهديدات النظام على أشهدها وبلاطجة النظام يحاولون اقتحام الساحة من جميع الجهات كان مقداماً ، وفي أهبة الاستعداد ، كان له الفضل بعد الله في التثبيت وبث الحماس في القلوب .
إنه الشهيد البطل فهد بن يحيى الزبيري الذي له من اسمه نصيب ، غادرنا وله من الأبناء أفنان وعمرو ، تركنا دون سابق إشعار أو توديع لأهله وأحبابه ، ترك فينا جرحاً غائراً في قلوبنا حزناً على فراقه ، واستبشاراً بنيله للشهادة .
 عزاؤنا فيك يا فهد أنك من صدحت بكلمة الحق عند حاكم مستبد أذاق شعبه أصناف الذل والهوان .. فنلت بذلك شرف أفضل الجهاد .
عزاؤنا فيك أنك لم تكن شاهد زور على نظام مارس صنوف الظلم والاستبداد على شعبه، وتاجر بمعاناتهم وآلامهم في المحافل الدولية حتى أصبح الفساد جزءاً أصيلاً من ثقافته.
عزاؤنا فيك أنك رفعت رأسك عالياً في الوقت الذي لا يزال البعض يطأطئ رأسه ذلاً وخزياً وخوفاً ووجلاً من مستبد فاسد أذاقنا الويلات خلال فترة حكمه .
عزاؤنا فيك أنك لم تكن من الفئة الصامتة التي لم تنبس ببنت شفة وكأن شأن الوطن يعنى به مواطنو كوكب آخر.
عزاؤنا فيك أنك حملت روحك في أكفك لم تخش يوماً غازاتهم السامة ورصاصاتهم الغادرة، وتوشحت باليقين الذي لا يساوره شكاً بأن الثورة منتصرة بإذن الله .
عزاؤنا فيك أنك لم تعش لذاتك بل عشت هموم وتطلعات أمتك وشعبك، سطرت في حياتك أجمل الذكريات ، وأنبل المواقف التي ستظل محفورة في ذاكرتنا .
ووفاء لك أيها الشهيد البطل ستظل ألسنتنا تلهج لك بالرحمة والمغفرة، والمنزلة العالية في الجنة، مع الصديقين والشهداء والصالحين.
نم قرير العين .. نعاهدك أننا على الدرب سائرون ، وعلى نبل مقاصد ثورتنا السلمية ماضون، ولن تلين لنا قناة حتى نحقق ما كنت تصبو إليه ، مهما كلفنا من ثمن، ولن تكون أروحنا أغلى من روحك الطاهرة .
ومادام معنوياتنا مرفوعة الهامة للقضية العادلة التي خرجنا ننشد من أجلها عبير الحرية والكرامة ، فضلاً أننا نواجه نظاماً فاشياً جعل البلد أشبه بسجن كبير استحل فيه دماء المعتصمين السلميين في الساحات، ومارس العقاب الجماعي في أبشع صوره و القتل الممنهج للمدنيين في القرى والمدن دون رادع من خوف أو دين بغية إخماد جذوة الثورة ، وبقاء حكم العائلة على سدة الحكم حتى ولو على الجماجم والأشلاء، مستخدماً في ذلك شرذمة من المأجورين والسفاحين أو أشبه بالوحوش الكاسرة في صورة آدميين ليتكشف بذلك القناع الحقيقي لعصابة استمرأت القتل والخطف ونهب الثروة غير عابئة بهذا الشعب الصبور الذي صبر على فساده وأكاذيبه ووعوده الزائفة طيلة فترة حكمه البائد.
لقد جاءت هذه الثورة المباركة لتميط اللثام عن وجه هذا النظام العائلي المستبد المراوغ الذي سخر آلته الإعلامية لتغييب الوعي الجمعي للشعب طيلة ثلاثة عقود ماضية ، والتي لاشك بأن مؤسسات الإعلام الرسمية والعاملين المتواطئين فيها يتحملون القسط الأوفر من وزر تلك الجرائم والحماقات التي ارتكبها هذا النظام في حق شبابنا.
 وكلما مر يوم من عمر ثورتنا بدت لشعبنا العظيم ، والسواد الأعظم من مناصري الحزب الحاكم سوءة هذا النظام الذي طالما بشر الشعب بالأمن والاستقرار سواء في جولاته أو مناوراته السياسية القذرة الذي ما لبث يصم أذاننا أنه المنقذ الأوحد لهذا البلد ، وفي حال رحيله سيؤول مآل البلاد إلى الدمار والخراب ، وبأن قادم الأيام ستكون يمناً جديداً ومستقبلاً أفضلاً، ولكن للأسف ما لمسناه عكس ذلك والحال يغني عن المقال.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار الذين بذلوا دماءهم في سبيل تراب اليمن الغالي ، والحرية والكرامة ليمننا الحبيب، وللقتلة الخزي والعار في الدنيا والآخرة ، ولا نامت أعين الجبناء.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

محمد الجماعي

2024-05-06 23:20:44

"فسيلة" الزنداني؟

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد