لا يخفى على الجميع أن الوضع أصبح مزرياً وخانقاً للمواطن اليمني من جميع الجهات فقد وصل بنا الحال لأن نعيش أياماً بالغة الصعوبة، يتخللها الخوف والقلق جراء الاضطرابات والصراعات التي تعيشها العاصمة صنعاء وبعض محافظات اليمن السعيد الذي بات غير سعيد، فأصوات المدافع والرشاشات وجميع أنواع الأسلحة نكاد لا نفارقها ولو للحظة، وما بين الحين والآخر نشاهد دماء الشهداء والأبرياء من أبناء الشعب اليمني من شباب ونساء وأطفال تسيل وتسفك بلا رحمة ولا شفقة، حتى أصبحت هذه المشاهد جزءاً من حياتنا اليومية.
ولكنه وعلى ما يبدو أن فخامة الأخ الرئيس لا يدرك حرمة دم المسلم عند الله، ولا يدرك ما يعانيه الشعب والمواطن المضطهد من معيشة مؤلمة ومزرية لا تطاق جراء هذا الوضع المؤلم.
فقد شاهدنا جميعنا كيف تقتل النساء والأطفال في المحافظة الحالمة تعز،وهن يؤدين صلاة الجمعة، بلا رحمة ولا شفقة وبأسلوب رخيص ليس من صفات ولا من شيم أهل اليمن، فهذه والله إنها مخزية وعيب أسود على، صالح وفلوله الغاشمين.
ووفقاً لكل هذا يدعي فخامته بحب الوطن والوطنية، غير مدرك حبه لنفسه ولسلطته وأنه مستعد ليضحي بأي شيء حتى لو كانت اليمن بأسرها مقابل بقائه على سدة الحكم واحتضانه للسلطة التي أوضح للعالم اجمع مدى حبه الجنوني لها وتقديمها على مصلحة شعب بأسره.
فالمواطن يشرب عناء حب الرئيس للسلطة، فهو يعيش مرتعباً جراء القصف العشوائي للمنازل في الظلام الدامس الذي يعيشه أهالي العاصمة صنعاء وبقية المدن اليمنية منذ أشهر بانقطاع التيار الكهربائي كعقاب جماعي يمارسه النظام انتقاماً من شعب طالب بحريته وقال له "ارحل"، وتذرعت الحكومة بأن هذا الانقطاع المستمر للتيار ناتج عن تعرض محطات الكهرباء للقصف وأنها غير قادرة على إصلاحها لتكاليفها الباهظة، فبالله عليكم هل هذا كلام يعقل؟ أو يصدق؟ أوليس الدولة أو الحكومة مسئولة عن شعبها في توفيرها الاحتياجات الضرورية كالكهرباء والماء والدواء والمواد الغذائية، فوالله إن مسألة انقطاع التيار الكهرباء كل هذا الوقت تستحق ثورة خاصة بها، وبهذا فقد ضاق هذا الشعب المناضل الصبور على الظلم الذي يمارس ضده.
أعود وأقول برأيك فخامة الرئيس ألا يستحق هذا الشعب أن تضحي من أجله وتتنازل بتوقيع على المبادرة الخليجية، وتتنازل عن منصبك الرفيع كي تحقن دماء شباب اليمن و تنير طريق هذا الوطن وتنقذه من الانهيار؟؟ وتكون الرئيس الذي ضحى بمصلحته من أجل شعبه.
وأرجو أن تقبل بنصيحتي المتواضعة،التي مفادها، أن تقف عن سفك دماء أبناء اليمن و أن تكف عن المراوغة، وتتوكل وتوقع على مبادرة الخليج التي أسميها مبادرة "النجاة لليمن"، وصدقني اليمن لها رب اسمه الكريم.
فلو تنظر إلى أحداث تونس ومصر وليبيا وكيف كانت نهاية زعمائها، على يد شعوبهم بلا رحمة ولا شفقة، بتقديم مصالحهم الشخصية تجاه مصلحة شعوبهم، فالشعوب حين تثور لا ترحم ولا يقف في طريقها شيء.
فألا تتعض ألا تدكر لما حدث لحسني والقذافي، لربما يكون هذه رحمة من الله ليقول لك اتعض ادكر، وارحم نفسك وارحم شعبك الذي تسفك دماؤه ما بين اللحظة والأخرى سواء من شباب الساحة أو من أفراد الأمن أو الجيش أو المواطنين في منازلهم التي تأتيهم القذائف بغتة إلى غرف نومهم، ألا تتأثر بهذه الأحداث الإجرامية ضد أبناء الشعب اليمني، وهولاء جميعهم يمنيون وهذا الدم الذي يسفك أنت المسئول الأول والأخير عنه، ستسئل حين تلاقي رب العرش العظيم عن كل قطرة دم أهدرت من دماء أبناء الشعب اليمني الأبي، سائلين المولى تعالى أن يحقن دماء المسلمين عامة واليمنيين خاصة.
