;
متولي محمود
متولي محمود

الدولة المدنية التي نريد! 1861

2011-12-15 17:53:31


منذ الحادي عشر من فبراير المجيد, يوم خرج الشباب إلى كل ميادين الحرية والتغيير في ربوع الوطن الحبيب ومطالبهم واضحة وضوح الشمس, فهم لم يخرجوا بطراً, ولا طمعاً بجاه أو منصب.. ولكنهم خرجوا لوضع لبنات راسخة نحو يمن جديد, خرجوا لاستعادة وطنهم المغتصب من قبل عصابة فاسدة تهدم كل جميل, تأكل الأخضر واليابس, لا تُبقي ولا تذر.
لقد عانى شبابنا وقاسوا ظروف المعيشة الصعبة أملاً منهم في أن يتحسن الوضع وينعموا بخيرات بلادهم, وما أكثرها!, ويعوضوا ما فاتهم من حرمان, كبقية البلدان التي كانت فقيرة، لكنها اليوم أصبحت من أغنى البلدان إلا "يمننا الحبيب". فقد نخرها الفساد من رأسها حتى أخمص قدميها, فساد ممنهج لم يعرف له التاريخ مثيل.
حاولت القوى السياسية المعارضة في زحزحة الوضع أو حتى التخفيف منه ولكن دونما فائدة تذكر, ودونما بارق أمل يلوح في الأفق لإحداث تغيير, ولو طفيف. ولكن ومع ثورات الربيع العربي التي فجرها "محمد البوعزيزي" رحمه الله في مثل هذا الوقت من العام الماضي تقريباً - هذه الذكرى التي ستظل عالقة في ذاكرة كل حر عبر التاريخ- هب شباب اليمن كغيرهم لإحداث التغيير المستحيل, ولكن على طريقتهم الخاصة.. تركوا أسلحتهم في بيوتهم وخرجوا ليواجهوا رصاصات الغدر بصدورهم العارية في "أعظم ثورة عرفها التاريخ".
خرج هؤلاء الشباب بفطرتهم السليمة, وعزائهم التي لا تلين وعنفوان شبابهم الذي لا يعرف الاستسلام أو التراجع.. قدموا دمائهم الزكية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من بلادهم التي نهشها الفساد, وسرق خيراتها اللصوص الذين صعدوا للحكم على جثث الأبرياء في يوم لا أعاد الله مساءه على اليمن الحبيب.
تلك الدماء التي روت تربة الوطن لن تذهب هدراً.. لعنات الدماء ستظل تطارد القتلة أينما حلوا.أنا لا أدعوا للانتقام ولا للتحريض, فثورتنا ليست ثورة انتقام.. إنها ثورة بيضاء, ثورة تسامح وإخاء, لكن من تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء، فستطالهم يد العدالة طال الزمن أم قصُر.. خرجنا من أجل إحداث تغيير جذري يخرج اليمن من بوتقة الشخوص وتغليب مصلحة الشعب وليس غيره ولن نعود أدراجنا بدون تحقيقها.
نريد دولة مدنية يتسابق فيها الحكام والمسئولون لنيل رضا الشعب.. نريد أن يكون إرضاء الشعب هم محور منافسة الحكام.. يألمون لألمهم ويشعرون بمعاناتهم.. نريد "رئيس من أجل اليمن, لا يمن من أجل الرئيس".. نريد إعلاماً حراً مستقلا يقوم أداء الحكام وينتقدهم لا لمدحهم ونيل رضاهم. . نريد قضاءً مستقلاً عادلاً لا يخاف في الله لومة لائم.. نريد يمناً مدنياً بلا قبيلة, بلا سلاح.. نريد يمناً موحداً يسوده الأمن والود والتسامح... وتلك الدماء التي هدرت بأيدي السفاحين ستظل تلاحقهم أينما حلوا وستطالهم يدُ العدالة, فتلك الدماء هي زاد ثورتنا وبقاؤنا في الساحات, ووحدتنا هي من سيحقق اليمن الجديد الذي ننشد.
صباح الخير يا وطني ... صباح الحرية لمعتقليك ... والشفاء لجرحاك
صباح المجد لشهدائك ... والأمن لشوارعك ومدنك وحاراتك ...
صباح الكرامة لشعبك ... والحرية لأرضك..صباح الصبر ... صباح السلام
 صباح الخير يا تعز الحرية ... يا أحب بقاع الأرض الى قلوبنا.
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبد الملك المقرمي

2024-05-05 23:08:01

معاداة للإنسانية !

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد