;
محمد اللوزي
محمد اللوزي

عام يمر وآخر يطل 1860

2012-01-04 03:52:08


عام يمر وآخر يطل وفي الأفق ما يشاغل الذاكر ة بعض سؤال وشجن من بلاد كل ما فيها تائه وبوار وقابل للانكسار كما هو قابل للانتصار حينما تجد الذات ذاتها ويكون في الوطن متسعاً للجميع.
ويصير الإنسان يحفل بذاته في الآخر ويغدو العالم قابلاً للإبداع بروح نقاء وتلاوين فرح.. عام يرحل بما فيه منا من وجع وأمل مهزوم وظنون إدعاء وانكسار حلم ورغبة في التداوي من مرض إحباط وفساد.. وبما فيه من شجن مورق بغد طال انتظاره واستطال يومه حتى صار عاماً كل ما فيه هواجس لثورة تريد النصر وتنحاز للحب، وتتعلق حتى بالخيبة أن لا تكون خيبة والدمعة أن لا تتحجر في المآقي والخديعة أن تفشل في مخدعها، ليطل عام من الصبر ومناجاة القلب علَّ شيئاً يبرق في الأفق، ووطناً ينهض من بين الرماد كالعنقاء وتذكارات الماضي تحفز على ما يستحق الانتماء إليه خارج منطوق لغة الانتهازيين وتعالي بسماتهم التي تظهر لتختفي على حقد ووصولية بذات السحنة التي تآمرت على وطن وهي في هذا العام تمجد التغيير نفاقاً وتلتحق بالقافلة تريد ركبها وقد تطالها لتبقى الثورة سؤالاً معلقاً: متى تجيء لنا صدقاً؟..
عام يرحل وآخر يجيء وفينا الكثير من السأم على بقاء التعب جدولاً يومياً يغزونا من أول يوم تشرق شمسه وحتى نأوي إلى مخادعنا ببقايا حلم وانكسار، نتمنى أن يتعافى ولا جديد سوى قبل من مساحات اللغة المريبة المشككة التي تنال من وطن يوشك أن يكون جديداً.. عام يليه عام ومفردات الخيبة ما تزال في ذات الطرقات تنال من الإنساني الذي لا يحب البقاء في قائمة الانتظار طويلاً لينال حقوقه ويحوز على حريته.
وإذاً المتبقي منا وطن يضج معاناة فينا، يخربش ما نريد بتداخل الانتهازي على الشهيد على الرفيق، في لوحة أقرب إلى (السريالية) التي يفقه تلويناتها وفضاءاتها من يجيدون لغة التمويه والخداع بأرقى ابتسامة ،نصفها نفاق ونصفها الآخر تزلف، فيما الوطن يتدحرج دخاني المعنى يوشك على التلاشي من غرف المداهنات والتقاسم والتمازح فيما بينهم كإخوة أعداء.
وإذاً أي زمن يمضي إلينا وهو من كل هذا المستريب فينا، ولا يتوقف لحظة عن غزارة البكاء من الداخل، وخوفنا من قادم ليس كما أمنية ظلت قابعة في مستوى الحنين الذي ما يزال يساور الذاكرة لتبقى على حلم وفتاة أمل.
عام يطل وآخر قد مشى ثقيلاً كما أولئك الجاثمين على الحياة وقد احتكروها دهراً وما شبعوا ولا وقفوا عن إدعاءاتهم الشيطانية أنهم صانعو وطن فيما نحن قوى تآمرية تختان النهار والزعيم وتتنكر لمنجزات تاريخية، لولا نحن لكان الزمن ترنيمة لذات الملك العضود.
وإذاً ما المتبقي فينا من عام مر بكل ما فيه من شهداء وجرحى ومعاناة وطن وإرهاب وتشريد وتوجع متلاحق وانعدام ضوء ونقص غذاء وتصريحات تلغي سابقاتها وكل له طريقة في توزيع الموزع بحسابات مشترك وشركاه وأمور أخرى الله يعلمها؟.
عام يتدحرج من ذات السابق ليلتحق بركب من الاحتجاجات وإقالة بشر كالغم على مؤسسات وطن وانتشار عدوى التخلص من هم وقد أكلوا حتى تراب الأزقة واستماتوا على أكل الحرام زمناً غير قصير، فيما الوطن شاحب تاعب يقاومهم ونحن على ذات المسافة.
عام يرحل ولديه من حصاد ما فينا من بكاء ودعاء وشجن الكثير، حتى لكأنه عام الرمادة بكل إيقاعاته التي يغلب عليها التبرع بالدم والبقاء في الحلكة التي يريدها من استهواه استيطان الشعب، ومنح لنفسه تصدير العقوبات لمن يقاوم المتشعب غماً وهماً، فإما البقاء أسرى الوهم لمنجزاته أو الدخول في مساحة ألم لا تنتهي إلا لتبدأ، وعام يأتي وفي الزوايا الكثير من المفاجآت، وزراء ليسوا كالوزراء، منطقهم تبريري ومهادنة وصحو آخر لزمن يريدونه مشتهى، ووزراء عقيمو التفكير، متخبطون بين ذواتهم وما يعبر عن تقديرهم، ووزراء يستخذون لابتسامة نفاق وإعجاب مزايد بكلام عادي يصدره وزيره، فلا يتمالك غير الإعجاب بهز رأسه استحساناً ودهشة ليبقى متصدراً حظوة المسؤول، ووزراء كالنعاس الجميل يمرون خفافاً ويدعون كل ما ينهار منهاراً ويبتسمون لوطن لا يجيء وهمهم كله كيف يدغدغون المواطن بوطنيتهم، وقد ألفناهم كحروف الهجاء وعرفناهم أنهم لا يفقهون سوى القدرة على الاستعراض لإقناعنا بهم وأحقيتهم بالدوار الأنيق.. ومن وزير إلى وزير تطل أيام بشيء من الملل والقاتم وأخرى بشيء من المداراة والمحاباة ولوك لغة، كلنا إخوة، والأخوة مجالاتها في هذا العام قابلة للتلحيم والطرق والسحب، فمنها من يريدها هروباً لكي لا يكون للمواجهة خيار الحسم، ومنها من يريدها عفا الله عما سلف ولا يفترق عن الزعيم في هذا، ومنها من يريدها مجاملة لعجز في اتخاذ قرار يجب أن يكون.
وإذاً نحن على مفتر ق طرق من المواهب في تعدد الأزياء الشعبية التي يجيدها شخص وآخر لا يتقن منها غير ملاحقة الذي لا يجيء، فيما الوطن ونحن تعساء مستمر وسؤال لا يكف عن الحضور: متى نكون كما نريد مواطنة متساوية بدلاً من هذا المتهالك يومياً والمتلون على إيقاعات الذات واستباقها إلى مواطن التعب للنيل من بشر أسوياء باسم تغيير وثورة، باتت اليوم تتكشف في حقائبهم المملوءة مفاجآت، أن القادم أفضل ولا أفضل سواهم وزراء وخفراء وما شاءوا من التسميات التي يتفننون في صناعتها لهم، فيما نحن لا حول لنا ولا قوة والجماهير على قلق يجيء منهم؟.
ويا وطني هذا نحن رحيل فيك مستمر لا يقر ولا يسكن ولا يهدأ ما بقي من يرون الكرسي مغرماً ومغنماً ولا يجيدون سواه.. يا وطني نسافر إليك ولا نقبل بمهادنة من يريد السلامة مغنماً والكرسي مجالاً للتجمل بالذات.. وسنبقى يا وطني نرتاد آفاقنا ووجعنا ونقبل على أن نهز بجذع التعب حتى نرى ما نريد: وطناً خالياً من نفاق ومزايدة وفساد.. يا وطني سوف نمضي إلينا ونقرع باب الأمل دونما كلل.. يا وطني ليس غير البقاء على عامنا نحن يشبهنا فرحاً، عام كل اليمانيين تقوى وحب وما يشتهي الطيبون.. يا وطني سوف نمضي إلى ما نريد حياة تفوح كما وردة القلب.. عام يمر فمتى يجيء الجديد؟.
mallawzy@hotmail.com
//////

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد