;
محمد اللوزي
محمد اللوزي

شعب يتجه صوب الضوء 1896

2012-01-15 17:37:41


هذا الشعب الذي دحر سلطة.. "33" عاماً جثمت على صدره ليس عادياً في تكوينه وتطلعاته، لاشك أنه يستحق امتلاك المستقبل والعيش في فسحة الأمل، وهذا الشعب الذي قاوم التملك والاستبداد بصدر عارٍ في تحد غير مسبوق لآلة القمع والاستكبار.لا يمكن أن يتعثر أو يصاب بخيبة أمل أو يقع تحت براثن مستبدلاحقاً.
هذا الشعب فتي يقدر على انتزاع النصر في أشد الظروف صعوبة، ومثله لا يمكن الاستهانة به مطلقاً، فهو شعب لا يقبل الخنوع والركض وراء سراب، كما لا يقبل وصاية عليه، لذلك دوما يتجه صوب الضوء يسير فيه ويرهق الظلام، لأنه في كل الأحوال مع الحب والفرح بعزيمة وإرادة لا تلين، وبقوة إصرار يشتغل عليها ويلحق أفدح الخسائر بالاستبداد يصيبه حيثما كان، لأنه ينتمي إلى الأرض سيدته التي تلهمه القدرة على اجتراح المعجزات، وعلى النيل من أولئك الذين لا يريدون وطناً خالياً من طغيانهم، ويظنون أنهم قد وصلوا إلى مبتغاهم في حالة طيش وغرور، فيما هذا الشعب يعيش غليان الحرية وينطلق دفعة واحدة يفاجيء الظلامي، يجعله مصدوماً تماماً حد فقدان أعصابه وخروجه عن طوره، يلوذ بالبندقية والدبابة وما أوتي من قوة، ولامعين له أو عاصم مهما تخندق وحشد القتلة، ومهما سولت له نفسه أنه قادر على كبت الحريات وإشاعة الفوضى واختراع طريقة جديدة لتصدير الموت، فكل ذلك ليس سوى عبث يأتي إليه في محاولة بحث مضنٍ عن هدوء وسكينة،  من زمجرة وطن، يؤدي به إلى الإنكفاء على الذات وإلى البحث عن تحالفات مع الواهمين أنهم منتصرون على تاريخ وشعب ووطن.
وحين يعجزون عن المواجهة، حينها يتنصل كل عن ولي نعمته، ويبدأ في ممارسة العويل والصراخ وما يغني العويل ولا البكاء، ولا يجد شيئاً غير الصدى ولعنة القتل والجريمة تلاحقه، وكم هو الآن معذب ذلك الذي تجهز لقهر وطن وأصاب ما أصاب من طلاب حرية وحق في مقتل، فكان القتيل شهيداً في مقعد صدق عند مليك مقتدر، والقاتل في عذاب أبدي لا ينقطع وقد أدرك أن تماديه لا يحقق له غير الخسران المبين، وأن هذا الشعب المليء عنفواناً، القوي الشكيمة في مواجهة الشدائد، يستحيل قهره أو دحره مرة واحدة.
على هذا الأساس، يبقى الوطن هذا مفخرة أبنائه من عز وسؤدد وقوة ومجد وكبرياء يتعالى على الطاغي، هذا الوطن ترنيمة المحب الذي يرى القادم مبشراً بالخير وقد أجهز على الظلاميين وجعل منهم شذراً مذراً لا يلوون على شيء إلا اعتراهم منه وسواس، ولا يرغبون حينذٍ إلافي الخروج بقليل من الحصانة، ولا حصانة إلا لصاحب المبدأ المنحاز للثورة والثوار وابن هذا الوطن الحقيقي، من رفض الخنوع والتمترس ضد الحياة وأعلن بصدق القول إنه مع خيار الثورة فعلاً وقبولاً بالتحدي وخاض شرف المواجهة..
 وهنا فقط تتجلى عظمة الموقف واقتدار الإنسان في أن يكون بشراً سوياً وقد أعلن الرفض للتسلط والقهر وانحاز لخيار الثوار في الساحات وهي الحصانة التي لا تستند على ورق، وإنما إلى موقف يدونه التاريخ ضوءاً كونه منتمي قلباًً وعقلاً مع الوطن، ليبقى المستبد في حالة تخبط وجزع وقتل وتشريد وسحل وفوضى هي من خصائصه، التي لم يكن ذات يوم إلا فيها، وهو يقدم اليوم نفسه كما هو تماماً.
وإذن للشعب أن يستظل بشجرة الحرية، وأن ينعم بطيب هواء الوطن، وروعة تدا خلاته الجغرافية، ومتغيرات طقسه الجميل..للشعب أن يرفل فرحاً ويطرب نصراً، فهو صاحب الحق وحده وليس لأحد غيره أن يدعي حضوره فيه، كربان سفينة ومالك أمر البلاد والعباد.فكل ذلك اليوم، هو سراب بقيعة، وكل الذي أغرى المستبد ليواصل الطغيان ليس غير قبض ريح، وحالة وهم أعترته فظن أنه الأعلى، متغافلاً من أن هذا الشعب تاريخيا صانع إشراقات، وأنه كل يوم يفتح زمنا أجد..من أجل هذا هو معجون بالحرية والتقوى، والصلاة على النبي من شعب كله زهو وارتياد عوالم الجمال بطهر ونقاء.هكذا يفقه الشعب معنى التوحد الحقيقي مع قيم الانتماء الوطني، من يرى النور بقلب مفتوح، وليس من جعل إلهه هواه، فاتخذ من الغرور مجالاً للدم والمآسي وصناعة الموت ليبقى متربعاً ملكاً ومملكة، وكيف له ذلك وهذا الشعب يخرج ملء الفضاء ويغطي الآفاق في ساحات الحرية وترج الكون وقع خطواته وتعالي نبض قلبه حرية.حرية.!؟إن ذلك المستحيل بعينه، لو أن من تمادوا يفقهون شعباً، ولو أنهم عرفوا معنى طلاب الحرية كيف إصرارهم على انتزاعها حتى من براثن الأسد، فما بال ذلك الذي يلوذ بمخرج ويرجو أن لا يقع تحت طائلة قانون المسائلة ؟ما باله لم يدر أن الشعب أقوى من أن يذل، أو يعود إلى مربع السلطان الأول؟ الشعب الذي لم يكن معه ذات يوم، قدر ما هو مع الترف والبذخ والتكبر ونسيان وطن وراءه، لنجد الشعب كله يخرج على الفقر شاهراً سيفه، وعلى الظلم م يدحره. إنه الشعب الذي عجز عن رؤيته ظالماً نهماً ألف الهروب من مواجهة الواقع مغالطاً إلى حيث يريد، ولم يتحمل المسؤولية يوماً في قول اتبعه عمل، فظل يتخبط بطريقته الخاصة من وعد إلى آخر ينتج معاذير وبرامج هلامية، ويلقي مالا يستحق الإصغاء ويحلف جهد أيمانه أنه مع الشعب، وهو من أرهق البلاد والعباد، واتخذ من الخيرات ما يفتح له باب السلى والحلى من أنات محروم وآهة مظلوم..
هكذا إذن نحن أمام شعب أراد الحرية، الحياة، العز، الكرامة، المواطنة المتساوية، الشراكة الواحدة، أراد إطلاق الطاقات، وإتاحة الفرص، والتداول السلمي للسلطة، والصندوق خالياً من التزوير، والحياة خالية من فوضى، واحتكارها بيد ثلة غير رشيدة، إنه شعب الانتماء إلى الهوية الحضارية فما بالهم لا يفقهون معنى الحياة والحرية؟!.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد