;
محمد اللوزي
محمد اللوزي

شتان بين اثنين 2134

2012-01-22 04:22:21


شتان بين من ينتمي للثورة، للمستقبل، وينحاز للوطن، ومن يعمد إلى الدمار والقتل والإرهاب وخلق مناخات الفوضى ـ وشتان بين من يقدم نفسه بإخلاص شديد للثورة إلى المسائلة، ويؤكد استعداده للوقوف أمام قضاء الثورة كشهود أو تحت طائلة القانون، وبين من يذهب إلى حد عقر الوطن بالإرهاب وخيار الحصانة له ومن معه عن كل إثم إرتكب أو الدمار، البون هنا شاسع جداً ولا مجال للمقارنة ومهما حار ودار ذلك المتورط والذي يريد أن يجر معه المناضلين والصادقين إلى مواقع هو فيها مدان تماما،فإنه لن يقدر على الإطلاق، وسيجد نفسه مهزوماً لا محالة كونه لعب على مواقع لا يجيد البقاء فيها، فالثورة أنحاز لها الأبطال الميامين الذين آمنوا قلباً وقالباً بالوطن وتطوره وبالثورة فعل تغيير شجاع، بينما النظام انحاز إلى الإغواء والمغالطة والإغراء بالمال وذهب إلى حد الطغيان في القمع والأرهاب، وأراد أن يقضي على المستقبل ليبقى هو المتربع على كرسي السلطة والنظام، ذهب إلى أبعد مما تدركه الأبصار في اللعب على القضايا الوطنية، بينما الأحرار المناضلون الذين بروا بالقسم الصادق في أن يكونوا جنوداً أوفياء للثورة وأهدافها السامية، لم يجدوا مجالاً غير حماية روح الثورة وجذوتها، لتبقى تنير درب الحرية وتحقق المطلوب لشباب الساحات في التغيير واقتلاع الظلم من جذوره.
وإذاً بين من اختار المنفى، ومن اختار الوطن، وبين من ذهب للدفاع عن الفساد وحصنه، ومن دافع على الحرية والكرامة والإنسان ليبقى سيد نفسه، تبقى المسافة أبحراً وجبالاً، النظام أراد لنفسه أن يقع محل إدانة، والأحرار الثوار اختاروا نبل المعنى وشرف الجندية المنحازة لقيم التطلع الإنساني وقوة الضمير، والنظام راوغ كثيراً في أروقة ودهاليز السلطة والشعبي العام، وبينما المنحازون إلى الثورة فعل راقٍ يعبر عن غايات شريفة، لم يرتضوا الوقوع في شرك المعصية للوطن وأبو التدجين والتزلف وخداع الجماهير، وكانوا بحجم المسؤولية، يقدمون أنفسهم استعداداً للتضحية من أجل رفعة الوطن وعزته وكرامته..
 وهنا فقط تغدو الشرعية الحقيقية هي مناط العمل الحضاري والضمير الوطني الشريف، ومن يطالب بالحصانة للتنصل من 33 عاماً كان مسؤولاً فيها بلا منازع، هو المنشق حقيقة عن الشرعية الوطنية، عن الثورة وأهدافها الخالدة، عن الحياة وهي كرامة، المنشق فقط من رفض الدستور والقانون وشرعن لفساد طال مداه، وإذاً ما الذي يمكن أن يأتي عليه غير محاولة بائسة ومهزومة في النيل من الأفذاذ الذين صنعوا تاريخاً يستحق بجدارة كل التحية والإحترام والتقدير، سيما من احتكم للعدالة وأرادها فعلاً أخلاقياً نبيلاً بغض النظر عن أية دعاوى يقدم عليها النظام، الذي يجد نفسه مأزوماً من وصوله إلى حالة ذعر شديد من القادم ومن المسائلة، في حين أن الأبطال فعلاً هم من استعدوا لأن يكونوا بارين بالوطن حد تقديم أنفسهم تحت طائلة المسائلة القانونية، ويا لها من مفارقة مخجلة، لذلك الذي جرى بعد البراءة استجداءً بخرق الدستور والقانون وشرعنة الفساد، وذلك الذي أراد الوقوف شموخاً وعزة وكرامة فحدد موقفه وهو في خندق الثورة منافحاً عن قيمها ومبادئها بشجاعة وصدق ومسؤولية لا يمكن لأي وطني شريف إلا أن يعتز بهذا السلوك المتقدم والأخلاقي الذي يبرهن بجلاء أننا أمام قامات كبيرة عنوانها الوفاء للثورة والوحدة والوطن}.
 وإزاء كل ذلك يجد الآخرون المهزومون بقاياظن، يحاول أن يخربش الإنساني، غير أنه يفشل تماماً لأنه أمام موقف خلاق يؤكد مع كل يوم طلعت شمسه العزة والنبل وتلك غاية لاتسمو عليها غاية من سفاسف حياة وحطام دنيوي يتلاشى من أول طلب حصانة، في حين تبقى للتاريخ رصيدا وطنياً ومفخرة كبرى، تلك المواقف التي تراهن على العدالة، تقول نعم للمسائلة وللعدالة وللقضاء الثوري النزيه الشريف، ولا تعير معنى لطلب الحصانة وترى إليه أنه الجبن كله، وأن الذي حكم 33 عاماً برهن أنه غير جدير بالمسؤولية وهو يريد الحصانة، وأي حصانة تحميه من المسائلة، هي مجرد ديكور زائف، لأن الحصانة الحقيقية (لمن خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى) وآمن بالإنسان وانحاز إلى الحق وعمل من أجل العدالة بيت الجميع، الحصانة الحقيقية لمن يراهن على التاريخ ويكسبه ويضع نفسه في مستوى الإستحقاق الرائع.
هنا فقط تبرز معاني الإنتصار حين يستعد الرجال الأوفياء لتحمل مسؤولياتهم بالكامل ويعلنون براءتهم من كل(مناع للخير معتد أثيم)، هؤلاء فقط غاياتهم ومبادئهم هي التي تفرض نفسها في السياق الوطني والعمل التاريخي، هؤلاء هم الذين سيشكلون رصيداً معنوياً كبيراً لكل القوى الإيمانية التي تعتز بالوطن في تحولاته العظيمة وبالتاريخ الوطني وهو نضال وعمل.
 هؤلاء وحدهم من كشف أوراق الخريف كيف تتساقط عند أول هبوب لرياح التغيير وتقدمهم كماهم دون رتوش وعظمة ونياشين وتصفيق حار وهتاف بالروح والدم ـ هؤلاء من أرادو اليمن موطن حكمة وليس من طلب حصانة وخاف من الدستور والقانون وهزم نفسه بجدارة حين فرط في معنى المسؤولية وهي التزام أخلاقي يقدر عليها العظماء.

 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد