;
محاسن الحواتي
محاسن الحواتي

عصابات الأطفال والمراهقين 2081

2012-01-31 03:22:50




من الغرائب في بلادنا "أم الغرائب" أن الطفل الصغير ما أن يبدأ المش ويقول تا.. تا.. إلا ويأخذه أخوه الأكبر إلى الشارع.. تصوروا هذا الكائن الصغير أول فعل يقوم به هو "يحمل حجراً في قبضته ويكون في وضع الاستعداد للقذف على من؟ على طفل آخر، وهنا يبدأ اكتساب القدرة على خوض معركة صغيرة قد يُضرب وقد يضرب ويسانده في ذلك أخوته.
هذه التجربة الصغيرة يكررها الكائن المشاكس في اليوم التالي والثالث وهكذا حتى يقوى عوده و"يتفرعن"، إذا نزل إلى الشارع ولم يجد من يضربه بذاك الحجر، وجه قبلته صوب الكلاب أو القطط أو أي كائن آخر أضعف منه، لذلك تجدون حيواناتنا مسكينة لا تخاف من الكبار قدر خوفها من الصغار الذي يؤذونها بعنف وهم يضحكون.
العنف ضد الحيوانات أحد العناوين التي ينبغي إثارتها كموضوع بحث لأن العنف ضد الأطفال موضوع قديم.. إحدى الأمهات ضربت ابنتها ضرباً غير عادي.. قلت لها "أحمدي الله أنك في اليمن، والله لو أنت في دولة ثانية لتمت محاكمتك وبهذلتك".
ردت بغضب: والله لو تعلم أميركا ما يفعل ابني لجاء أوباما بنفسه وضربه معي..
الفكرة التي أردت طرحها هي ظاهرة عصابات الأطفال والمراهقين التي انتشرت في الحارات والمداس، كل يوم هم في "مضرابة" تصل إلى استخدام السكاكين و"الصميل".. معظم الأسر تعرف بوجود هذه الظاهرة لكنها تسكت ـ ولا تسأل وإن سألت لا تتقصى وأن تقصت لا تحاول وضع حل مع الأسرة الأخرى أو مع عاقل الحارة أو قسم الشرطة أو إدارة المدرسة. ما هذه السلبية؟ إن ظاهرة تولد العديد من المشاكل ولها تباعاتها فيما بعد.. وقد يصاب فيها الكثيرون نفسياً وجسدياً، والجانب النفسي هو الأهم كونها ـ أقصد الظاهرة ـ تزرع الخوف في نفوس الكثيرين والرعب وربما ترك المدرسة، بسبب الخوف أو الرسوب بسبب القلق، أو التحول إلى كائن مجرم للدفاع عن النفس وإثبات الرجولة.. وأخذ الثارات، هذه العصابات دليل فراغ نفسي وعقلي لم يستطع الآباء والأمهات من إعداده جيداً وملئه بالمعلومات المفيدة وتنمية المواهب والقدرات وتشجيع المبادرات الإنسانية والاجتماعية المختلفة وإفراغ طاقة الشباب والمراهقين فيما يفيدهم.
عصابات المدارس و"الفتوات"،يعلمهم مدراء المدارس ولكن لأن هيبة المدير والإدارة لم تعد كما كانت، يتقاضى المدير عن كثير وأن وصلته شكاوى لا يعرها اهتماماً كافياً حتى يتخرج هؤلاء من المدرسة ويتحولون إلى الجامعة أو إلى الشوارع وهم بنفس الهواية تعصب "ضد ومع" وقد يكونوا مشاريع لبلاطجة أسهمت المدارس والأسر في ولادتهم من خلال سلبيتهم.
× قد يكون العام المنصرم 2011 دورة في ولادة أو تعزيز وجود عصابات الحارات والمدارس من المراهقين لما حمله العام الفائت من عنف وعمليات اغتيالات وإصابات واتسم عموماً 2011م بالعنف.. لذا وجد هؤلاء الصغار أنفسهم في عالم كله عنف ودماء، إضافة إلى التلفاز وما يبثه من أخبار وحوادث و....الخ كلها عنف في عنف.. عموماً هي مسؤولية كل أسرة في رعاية صغارها والمراهيين.. تسألهم عما يفعلون وكيف ولماذا ولا ضير أن تابعت الأسرة ابنها وراقبت سلوكه ونصحته ـ ووجهته بضرورة اتباع السلوك القويم.. والتواصل مع مدرسته من أجل تكامل الجهود وإنهاء ظاهرة العصابات.. أقسام الشرطة تلعب دوراً في منع انتشار الظاهرة وتوعية الصغار وأهاليهم، كذلك عقال الحارات مع أنني لا أرى دوراً يذكر لهؤلاء العقال سوى الجبايات المختلفة، لكن تظل مسؤوليتهم قائمة تجاه الحارة وسكانها.
المسجد وهو من المؤسسات الهامة التي ينتظر أن تعلب دوراً أكبر في اجتذاب المراهقين نحوها لأداء الصلاة والاستماع لنصائح وأقول العلماء، فهؤلاء الصغار يحتاجون لجرعات إيمانية، ومساعدة لبناء قيم إيجابية وفاضلة لأنهم هم كل المستقبل.
أحلى أن تعي كل الأسر دورها وتحارب هذه الظاهرة وتتعاون مع المدرسة وتدفع بأبنائها لأداء الصلاة في المساجد بدلاً عن التسكع في الشوارع وعلى عقال الحارات التجاوب مع الأسر والتعامل مع الشباب والمراهقين بمسؤولية.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد