;
علي سالم بن يحيى
علي سالم بن يحيى

قالها تلالي: التلال (مش) كبير! 1773

2012-02-06 02:46:37


يمر فريق التلال لكرة القدم بأزمة حقيقية يلتف حبلها حول عنقه بشدة، استعداد هش لدوري لا تعرف رأسه من رجليه، فريق مهلهل شاب، وشبه إدارة غارقة في الأخطاء من أعلى رأسها حتى أخمص قدميها، جمهور أنظم لقائمة مرضى السكر والضغط و(النكد) ومدرب محفوظ في النفوس، محارب من أقرب الناس إليه في الإدارة المزعومة غير المرغوب فيها، أو بالأصح فيما تبقى من رائحتها العفنة.
التلال.. تركته إدارته بعد أن عاثت فيه فسادا، ولوثت سمعته، وأغرقت أروقته ومفاصله بكل أمراض المجتمع، وأفرغته من مضامينه ونبله، هو الآن يتعرض للتمزيق والذل والمهانة، ولم يشفع تاريخه وإنجازاته وعمادته لأندية الجمهورية والجزيرة العربية لاحتضانه، وتركوه وحيدا كابن ضال في شوارع الاستجداء والفاقة والحاجة، تجعل العين تذرف الدموع مدرارا، والقلب يبكي بحرقة وألم ودم.
"هذا التلال حبه يجري في دمي".. هكذا سمعت تلالي كاد يفقد وظيفته من عمله، لأنه يريد الذهاب إلى الملعب لمشاهدته ومؤازرته في إحدى المباريات المهمة، بينما صاحب العمل يرفض ذهابه.
تخيلوا مثلا.. مثلا.. إن التلال قطعة أرض على شارعين، كيف سيكون حال قيادة عدن ومن يهمهم الأمر ومعهم حمران العيون وأباطرة الفيد والتكسب سيجرون جري الوحوش.. ولأجلها (سيبوسون) اللحى، و(الجزمة) إذا لزم الأمر؟!!.. هم وغيرهم لا يعرفون معنى التلال عند جماهيره، ولا يدركون أن هذا الصرح العملاق بمثابة وطن، وأي وطن؟!!.
عميد الأندية في أشد الحاجة للتكاتف والالتفاف حوله، ويحتاج لمن يفرض عصا الطاعة وإصلاح مجرى سفينته، فهل الحل الأمثل لمشكلته يكمن في (استجداء) رئيس للنادي، ويعود التلال كما كان؟!! أم أن التلال بحاجة للإجابة عن أسئلة مُرة عديدة مفادها: (لماذا وصل الحال إلى هذا (الانحطاط)؟.. هل تعرض فعلا الصرح الشامخ لمؤامرات دنيئة تريده أن (يموت)؟!! وأين ذهبت كوادره؟ ولماذا اندثرت مواهبه؟ ومن سمح لخفافيش الظلام تسكنه غصبا عنه؟ وكيف انتشرت سكاكين ذبحه في كل أروقته وجوانبه دون إشارة مرور أو ضبط؟، وهل حقا مصيبة التلال تكمن في أبنائه.؟!!.
بالمناسبة.. تلالي كبير (يفترض أن يكون كذلك) لم يستفد ناديه منه في شيء سوى التنظير و (الهدرة) دون حلول عملية، سمعه أحدهم وهو معترض على من يقول إن التلال كبير وبحجم وطن، ولا يقارن ببقية الأندية الأخرى، فقال: "لا.. هناك أهلي ووحدة صنعاء؟!!.. وهذا اعتراف ضمني منه أن التلال ليس كبيرا، ونسي تاريخه وعمادته وجلوسه على أريكة النادي الجماهيري الأول دون منازع، قد تكون بطولاته اختفت في سنوات ضياعه، فهذا مرده النخر في عظامه، والدسائس الدنيئة، لإبعاده عن منصات التتويج، بفعل (جرذان) وأدوات سامة يعرفها (الخبير الكروي) جيدا، عودوا لتلال الثمانينات، لا يستطيع (منتخب الشمال) الوقوف أمامه، فما بالك بالأهلي أو الوحدة، وسبق للعميد من هزيمة الأهلي في بطولة كأس الاستقلال وبثلاثية نظيفة (1981) وقبلها أحرز كأس اليمن عام (1980م) بعد اكتساحه شعب صنعاء بطل الدوري هناك، ومنتخبات تعز، الحديدة، إب، لحج وحضرموت وسجل (16) هدفا دون دخول أي هدف في مرماه!.. وفي أول بطولة للدوري التصنيفي (1990م) خطفها التلال وغرد وحيدا على القمة، بعدها حيكت الدسائس، وأبعدوه عن البطولة باختلاق المشاكل، وزرع (الدود) في جسمه، حتى أنهكوه.. لكنه الحب الأزلي والعشق غير قابل للمساومة.
ولأن الشيء بالشيء يذكر فإن خالد حداد المشجع المتيم بحب التلال، ومن بح صوته في أرجاء الملاعب متنقلا صادحا، هو تلالي صميم، منعوه من دخول ملعب حقات، كي لا يساند فريقه في أشد لحظات المؤازرة، واختلقوا له من حكايات النكاية ما فعلوا.. لا يستطيع أحد المزايدة عليه، بل إحساس بالغيرة، لأنه مازال محتفظا بجميل ناديه، وتلالي حتى الموت، بينما آخرون يبدو أنهم يحبون التلال، خدمة لأغراضهم ومصالحهم وأهدافهم المريضة، ويبقى الكبير كبير!.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد