نستمر بتبادل التحايا المعتادة، ويستمر اتحاد كرة القدم في رسم التجاعيد على وجه كرتنا العانس كسكير أحمق يواصل تفتيت ثروة عائلته على راقصة لم تتقن الرقص يوما، إنه لم يفهم بعد أنه أستاذ فاشل لطالب اسمه الدوري، وفي الظروف الروتينية لم يستطع أن يتجاوز به المواد الأساسية، فصفر في كرة القدم وصفر في احترام الآخرين، وصفر في المحافظة على خزينة المال العام، وصفر في تقدير الوضع الذي تعيشه مجاميع البشر تحت حمى الأيام الفائتة.
الاتحاد يرقص وحده في صالة فارغة متجاوزا أن المشاهدين يشنقون نظراتهم في مشهد آخر، حيث مصيرية القلوب القلقة على بلد بأكمله، وحين لا محل حتى للروتين هنا فلا محل أيضا (لتشاعيب) المجالس المغلقة وحماقات الجيوب العالقة داخل صناديق الاعتمادات المقتصرة على حضرة الأخ والأخ بينما الكثير من الإخوة داخل الملعب لا يجدون ما يسدون رمق نجوميتهم.
وللاتحاد أن يعلم أن الموضوع هذه المرة فحسب لا علاقة له بمعاركنا الصغيرة سابقا حول الملعب الأصفر والورق الأخضر والفانيلة الحمراء والقلوب السوداء والمدرجات العارية والصحف النائمة في أرصفة الكبار، هذه المرة الموضوع أشد وطأة من ذي قبل فكلاسيكية السرقة تطورت إلى حداثة التجاهل التام لما نسميه عجزا وطن، وطن غارق في تفاصيل مصيرية قد تحوّل ملامحه إلى الأبد والاتحاد هو الجهة الوحيدة من تكاد تصل إلى الجزم بالفعل أن ما من شيء يحدث وحتى حالات المزاح الثقيل - كما يعتقد منظرين الاتحاد - الذي تفاجأنا به جوقة المسلحين من الفينة إلى الأخرى لم يتجاوز ذلك النمط التعبيري عن حالة حزن وغضب كنتاج لفشلنا الذريع في مهزلة عشرين، وكم أتمنى أن واحدا من أصحاب القرار كان بالصدفة يشاهد ما حدث في مباراة المصري والأهلي القاهري في بلد لا تختلف فيه الظروف كثيرا، حيث الفوضى السياسية مازالت قائمة ناهيك عن أن مشكلتنا أعوص وأسلحتنا أكثر وأوغاد التخريب المتجولون داخل الأحلام أشد ثباتا ورغبة في التدمير.
فلتعترف أن شعارك الجديد (على جنب يا وطن) لم يفعل فعله فأنت الراكب الوحيد الذي نزل بعد الجولة وفي جيبه رصاصة واحدة لرأس واحد.
محمد الوشلي
على جنب يا وطن!! 1432