;
نزار بن معدان
نزار بن معدان

عبدربه كمان... باطل 1963

2012-03-05 05:03:34


قبل عام تقريباً من يومنا هذا وبالتحديد عندما انطلقت ثورة الشعب اليمني ضد نظام حكم الرئيس السابق، وبالتحديد في ساحات الحرية والتغيير في عدن، عدن الحرية والثورة والتغيير والتعايش السلمي بين الأديان والأمم والناس والأجناس، لا كما يصورها البعض هذه الأيام بأنها لم تعد حتى تقبل بجنسية واحدة ودين واحد، وهم نفر قليل من الناس وان على صوتهم، كان يحلو لنا نحن أبناء عدن، وأقولها أبناء عدن، لأننا ولدنا فيها وشربنا من مائها وتنفسنا هوائها وترعرعنا فيها واكتوينا معها بنيران من يكرهونها ويدعون حبها فهي عاصمة دولتهم كما يزعمون ومن الحب ما قتل، كان يحلوا لنا أن نردد شعار من ضمن شعارات الثورة الشبابية الشعبية هو: وعلي عبدالله باطل، والحزب الحاكم باطل، (...) وعبدربه كمان باطل، وحينما كنا نردد تلك الشعارات كنا نعي ما نقول، فكل شخص وكل مؤسسة في النظام السابق هو باطل، فما بني على باطل فهو باطل.
والآن وبعد أن انتصرت الثورة وبدأت تؤتي أكلها، تلك الثورة اليمنية العظيمة بعظمة الشعب اليمني العظيم، وأقولها عن الشعب كل الشعب من أقصاه إلى أقصاه من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه لا نجد حرجاً من أن نسلم بقيادة هذا الرجل( عبدربه منصور هادي) لأعلى مؤسسة في الدولة، وهي مؤسسة رئاسة الجمهورية، كرئيس توافقي للجمهورية في مقابل قيادة الشخصية الوطنية المعروفة( محمد سالم باسندوة) لمؤسسة مجلس الوزراء، وهنا تجدر بنا الإشارة والإشادة بأحزاب( اللقاء المشترك) التي بلغت نضجاً سياسياً وتنظيمياً لم تبلغه الأحزاب في عموم البلدان العربية، فلم يشهد بلداً عربياً تحالفاً سياسياً قوياً على شاكلة جبهة( اللقاء المشترك) كما تجدر بنا هنا الإشارة إلى مهندس اللقاء المشترك الشهيد/ جارالله عمر، نحسبه عند الله كذلك والله حسيبه، وكذا الإشارة إلى رائد التغيير في اليمن، المهندس الراحل جسداً والباقي أثراً ونبراساً/ المهندس فيصل بن شملان، فقد آثرت أحزاب اللقاء المشترك، على نفسها فلم تأتي برئيس حكومة التوافق من بين منتسبيها، كما فعلت ذلك في انتخابات2006 الرئاسية التنافسية الوحيدة في اليمن، حين قدمت مرشحاً من غير منتسسبيها أيضاً، وفي المقابل نلاحظ عدم بلوغ حزب( المؤتمر الشعبي العام) إلى نصف ما بلغته أحزاب( اللقاء المشترك) من النضوج السياسي والتنظيمي بل وحتى الأخلاقي.
وبالعودة إلى شخصية موضوعنا هذا وهو( عبدربه منصور هادي) رئيس الجمهورية اليمنية، وهو أول رئيس جنوبي للجمهورية اليمنية بعد وحدة 22 مايو1990م، السلمية والتي غدر بها في حرب صيف 1994م، وانتصر لها الشعب في ثورته السلمية في 2011م، وهو كذلك أول رئيس للجمهورية بعد الثورة السلمية، وهنا أجد نفسي مطالباً فخامة رئيس الجمهورية ومع من سبقني في هذين المطلبين وهما:
1-   تنحيه عن قيادة حزب المؤتمر الشعبي العام ليكون رئيساً لكل اليمنيين.
2-   تخليه عن رتبته العسكرية مع احتفاظه بالقيادة العليا للقوات المسلحة.
وفي المقابل أدعو اليمنيين كافة من صوتوا ومن قاطعوا ومن حاولوا بالسلاح تعطيل الانتخابات، وهنا أجد نفسي أهمس بصوت عال في أذان أولئك النفر الذين حاولوا تعطيل الانتخابات باسم الانتصار للقضية الجنوبية، أذكرهم بأننا معشر الجنوبيين كنا نفاخر برئيس شمالي في دولة الجنوب( عبدالفتاح إسماعيل) وكذا نفاخر بتنازل القيادة الجنوبية عن منصب رئيس الجمهورية لرئيس الدولة الشمالية لانجاز الوحدة في 1990م، وذلك للدلالة على وحدوية المجتمع الجنوبي الذي كان يتغنى بالوحدة ليل نهار وكان نشيده الوطني هو نشيد الوحدة، وما أن جاء اليوم الذي ستؤول فيه الرئاسة لرئيس جنوبي لكل اليمن كدلالة على وحدوية أبناء الشمال وجدنا أبناء الجنوب يدسون صور الرئيس التوافقي، في صورة أظهرت للعالم مدى عدم تجانس ووحدة المجتمع الجنوبي الذي ضل يردد خلال ست سنوات خلت مصطلح التصالح والتسامح بين أبناء الجنوب، ولا أدري هنا إن كان عبدربه جنوبي في نظر هؤلاء أم هو شمالي. أدعو هنا كل اليمنيين إلى التعامل مع هذا الرئيس ومن سيأتي بعده كموظف في أعلى هرم الدولة وقائد لمؤسسة رئاسة الجمهورية، والابتعاد عن شخصنة الدولة واختزالها في شخص رئيس الدولة مهما كان هذا الشخص، وإن كان هناك أشخاص بحجم الوطن وذلك لأن الوطن يسكن في أعماقهم أمثال من ذكروا في موضوعنا هذا أو من لم يذكروا ولا يتسع المقام لذكرهم وفي مقدمتهم الدكتور/ ياسين سيعد نعمان.
عبدربه منصور هادي الرئيس التوافقي للمرحلة الانتقالية أمامه مهام جسيمة وعليه أن ينجزها في زمن قياسي (عامين فقط).
وفي الختام أدعو فخامته لتنفيذ المطلبين السابقين وإن لم يذكرا في المبادرة الخليجية، وكذا أدعوه للانسلاخ من كل ما يمت بصلة لنظام علي عفاش، وإن كان قد جانب الصواب في حضوره لحفل توديع عفاش ولكننا نجد أنفسنا مقدرين للحرج الذي وضعِ فيه، الشعب اليمني العظيم ينتظر منك الوفاء لأهداف ثورته، ولسوف يبادلك الوفاء بالوفاء، وإن لم تفعل فأنت يا فخامة الرئيس باطل .. باطل.. باطل. 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

محمد الجماعي

2024-05-06 23:20:44

"فسيلة" الزنداني؟

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد