;
إسراء محمود الطيب
إسراء محمود الطيب

ديار خطها قدري 1911

2012-03-05 05:03:44


أحلام تتوار وأحلام تأتي وتختفي وبعضها سعيدة والأخرى حزينة ويملأها القهر والحزن وهنالك حالة من الصعب عيشها.. أن تعيش وأنت مش عايش أو أن تكون في وضع تظن نفسك في كابوس وسوف تصحو منه ولكنه للأسف حقيقة أنت تعيشها.. . ولكن من الصعب انك كنت مع شخص كان يعطيك كل شيء ولكن فجأة يرحل وتظل مع أناس عائشين مثلك في صدمة ولكن الصدمة الكبرى أن يكونوا لا يعلمون أنهم في صدمة.. ما أصعب أن تفقد أمك تفقد من يهتم بك يهتم هل أكلت أو شربت، يهتم إذا ضحكت أو بكيت إذا ارتفعت درجة حرارتك تراه جنبك إلى الصباح لا يفارقك من كانت إذا قلت لها أريد وأريد تعطيك من كانت هي روح الأسرة ما أصعب أن تحاول جمع أسرة عن طريق صور تضعها في غرفتك، لأنك فقدت روح الأسرة، ما أصعب أن يقال لك فجأة أمك التي اعتبرها حبيبة روحك تمنت الشهادة ورحلت إلى الله ونأمل من الله أن يقبلها لديه.. تتوقف عيناك عن البكاء ويبدأ عقلك يشتغل ويتساءل: كيف سوف تحارب وتقف وتتكلم للعالم وتوصل رسالة عن وحشية نظامك تتناسى، إنسان وأنك بحاجة إلى أن تبكي وتتحول الدموع إلى زغاريد تعلو وتعلو.. من هنا تبدأ قصة لا أعلم ما هي نهايتها ولكن بدايتها أن كلها فرح ومرح ويغلفها البكاء ولكن فجأة أحاطها الحزن والقهر، قد يقولون أين الصبر الذي يحكي عنه ولكن الصبر أن تمسح دمعتك وأنت مقهور، أن تعلي زغاريدك وأنت في أشد وقت الحزن لفراقك شخص أحببته واعتبرته كل الدنيا.
من هنا سأبد كتابه قصة أسمت نفسها في الصغر (فتاة الأقصى, فتاة غزة) تلك الفتاة أحببت بلد غير بلدها ورسمت أمامها هدفاً وهو تحرير بلد أحببتها نسيت بلدها بسبب أنها كانت تظن أنها لا تستحق شيئاً عاشت في حال نظاماً جعلها تكره شيئا اسمه وطن.
فتاة في التاسعة عشر ظننت أن مشواراً بدأ وهي في الثامنة من عمرها عند أول رؤية عن فلسطين وقيادة لم تكن تعرفها ... تعرفت عليه بالمنام ولكنها عرفته في الحقيقة في يوم استشهاده، حلمت أني طبيبة في غزة وقمت بمعالجة الشهيد الرنتيسي ولكنني لم أكن أعرفه في البداية ؛و في الحلم غير انه قيادي وبها تم اغتياله عن طريق خونة في المشفى و قمت بمعالجة طفلة رائعة وبعدها ثم أوامر بإخراج جميع الأطباء ولكن العجيب في حال تلك الطبيبة أنها وعدت تلك الطفلة بالعودة بقوة وإصرار بأنها ستعود وتلك الطفلة مازالت تنتظر.. فهل يا ترى ستعود كي توفي بالوعد أم لا عادت الطفلة إلى منامي مرة أخرى وتذكرني بالحلم من هنا بدأت تجهيز نفسي لكي أكون فتاة غزة ونسيت أني فتاة تعز .
عشت عمر التاسعة إلى السابعة عشر وأنا أجهز نفسي الطبيبة التي سوف تذهب إلى هناك، إني سأحرر فلسطين، سأكون السبب ولكن الكارثة حلت في صف ثالث ثانوي عندما حصلت على شهادة الثانوية شعرت أن الطفلة التي وعدتها ابتعدت عن ناظري فازداد كرهي لنظام دولتي .
بدأت الثورات العربية تتفجر من دولة إلى دولة، لم أكن اعرف قبل تفجر الثورات شهداء إلا شهداء الحروب الإسلامية وشهداء فلسطين، كنت أتمنى أن أكون أحدهم ولكن هذه الثورات جعلتني أرى شهداء يسقطون ولكن للأسف ليس على يد المستعمرين الصهاينة بل على يد إخوتنا الجنود الذين أقسموا على حمايتهم .......
انطلقت ثورة تونس وكانت بداية الشعلة التي حلمنا بها ولكن حالها أننا لم نؤمن أنها ثورة وستنجح وأذن الله وتوفقت، نجحت الثورة التونسية وتلتها الثورة المصرية، عشنا معها لحظة بلحظة، فنجحت الثورة المصرية وانطلقت رياح الحرية إلى اليمن، لم أظن أو أشك أن الثورة والانتفاضة التي حلمت بها وأنا في عمر الثامنة أني سأعيشها وأين في اليمن، وفي تعز؟ ولم أظن أني سأرى الشهداء يسقطون، لم أظن أني سأزف شهداءنا كأمهات فلسطين.
وفجأة تحول حلمي حقيقة لدرجة أني لم أعد أميز بين الحلم والحقيقة، لم أعد أستوعب هل أنا في حلم ؟ أم أنا في حقيقة؟ الوضع الذي عشته في ثورتي يجعلني أقول أنا في حلم ولكن إني اليمن في تعز أتأكد في حقيقة ظللت على هذا الحال إلى تاريخ 11\11\2011 لم أتوقع أني سأرى أمي أمامي شهيدة وسأتشجع وأطلق الزغاريد وأزف أمي إلى قبرها بموكب عرائسي لم تشهده تعز وذلك في 18\11\2011، فتعددت الأسئلة حولي لأجل من سقطت دماء أمي؟؟ سقطت من أجل اليمن وشعب اليمن ....
سامحني يا يمن لم أحس بشيء اسمه حب الوطن خلال 19 عاماً من عمري إلا في سنة واحدة، سامحني يا يمن لم أحس أنك تستحق أن يعيش الناس عليك، سامحني يا يمن شعرت انك بلد الفسدة والقتلة والسرق، لم أظن أني سأحاول أن أوهبك دمي لم أظن انه قد يرخص دم أمي لك، أحببتك يا يمن أحببتك ولكن ثمن هذا الحب أخذ مني حبي الوحيد أمي الغالية.
في يوم 21\2\2012 شعرت أني أزف اليمن للخير والوضع الجديد وفي الذي يليه فهمت معنى كلمة حرية وشعرت أني سعيدة، لأني في يمن من دون علي عفاش وأن أول أهداف ثورتنا تحقق والفرحة الكبرى بتحقيق بقية الأهداف .
فحقاً الثورة والحرية ليس جنيها بالسهل أو البسيط.. هنيئاً لكم يا شعب الحرية ويا عشاق الحرية فدماء شهداءنا نزفت لكي تعيشوا أفضل، فاصمدوا حتى تحقق كل الأهداف.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

محمد الجماعي

2024-05-06 23:20:44

"فسيلة" الزنداني؟

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد