لا ينكر أحد حجم المتغيرات التي تشهدها الساحة الوطنية التي تعلق عليها آمال عريضة وتطلعات كبيرة في أن تحدث هذه التغييرات تحولا جذريا في مسيرة الحياة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ورياضيا, تحولا من شأنه أن ينقل البلد من الحالة المتردية المزرية الرثة إلى آفاق الرقي والتقدم.. ولأن المطالب لا تأتي بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا بالتضحيات والنضال والإرادة الصادقة والعزيمة القوية.. فلابد أن يفقه الجميع أن بناء المستقبل يقع على عاتقهم والكل معني بالمشاركة في البناء و التشييد, فالأماني والأحلام لن تصنع الغد المنشود.
 فكل أصحاب مجال في هذه الأجواء يحاولون تخيل صورة وردية جميلة يرون فيها المستقبل الذي ينشدونه, وحق لهم ذلك والرياضة ميدان فسيح ومجال واسع يندرج في إطاره طيف واسع من الشعب اليمني، وهي كيان كبير يحظى بأهمية بالغة, تتنافس الدول في إصابة الحظ الوافر منه والمكانة المرموقة فيه.. ولعلنا حاولنا مرارا وتكرارا أن نتبوأ مرتبة مشرفة.. كما حاولنا أن نضع الخطوة الأولى في مشوار الألف ميل، ولكن الفساد المستشري والسفهاء والمتطفلين المتربعين على كراسي القيادة الرياضية حالوا دون تحقيق ذلك.. قتلوا آمالنا وهددوا أحلام الملايين.
السؤال المطروح الآن.. هل حان الوقت للتخلص من هكذا وضع؟.. هل أزف زمن رحيل القيادات المترهلة؟.. هل نحن قادرون على غسل وتنظيف الرياضة من الأدران و العلائق التي اكتست بها؟.. والسؤال الأكثر حساسية كيف.. ومتى؟!.
وزارة الشباب والرياضة هي الجهة العليا المناط بها تحمل مسئولية الرياضة.. والوزير الجديد أعلن برنامجه وخطة وزارته للمرحلة المقبلة, وإن كانت باعتقادي ضربة استباقية لأية مواجهة محتملة للتقليل من إمكاناته والمساس بقدراته، فهو يدرك صعوبة المرحلة.. فوضع أولويات الوزارة من خلال وضع مقترحات لحل أبرز المشكلات العالقة و المتعفنة في أدراج الوزارة.. الانتخابات.. المخصصات المالية.. الإعلام الرياضي مصدر الإزعاج الذي قد يقلق مضجعه.. ولأننا أمرنا أن نحكم بالظاهر ولا نحاكم النوايا دعواتنا للوزير بالتوفيق، وليرنا أفعالا و أعمالا أكثر من المؤتمرات والتصريحات وكان الله في عونه في ظل أوضاع صعبة و معقدة.
 إن الظروف التي عاشتها ولا تزال تعيشها بلادنا خلقت حالة فرز جديدة من شأنها أن تعكس نفسها سلبا على المرحلة القادمة, بمعنى أننا أمام مرحلة أكثر حساسة وخطورة.. لا أريد أن أبدو مرجفا ومتشائما، ولكن هكذا ينبغي أن نواجه الواقع.. فعلى الأطراف المتقاطعة إما أن تترفع فوق المصالح الخاصة والرؤى الضيقة والمشاريع الصغيرة وتتكاتف وتتضامن لبناء المستقبل وستجد الجميع في صفها أو تمارس المكايدات والحيل و تغلب الأنا البغيضة وتنتج بيئة أكثر اسودادا وتمزقا.
 مازلت بصدد البحث عن إجابة لتساؤلاتي السابقة بين ركام المتغيرات وليشاركني الجميع في ذلك، وأضيف تساؤلات أخرى أحسب أنفجر الرياضة الجديد في فك عقدتها.. الانتخابات القادمة هل ستكون بوابة التغيير نحو الأفضل؟.. لماذا نأت الرياضة عن ثورة المؤسسات برغم استفحال الفساد في كل مفاصلها؟.. هل يؤشر ذلك إلى أن الرياضة لا تزال في النظرة الأعم "رجس"، أو هي من سقط المتاع أم أن الروح الرياضية كانت حاضرة، وهي من جنبت المؤسسات الرياضية صداع الإضرابات والاعتصامات؟.. إلى أي مدى الأندية جاهزة للتغيير نحو الأفضل؟.. وهل إجراء الانتخابات في هكذا أجواء سيعود بنتائج إيجابية أم سلبية.. أعتقد أن الوقت يطوى والأيام تمر وعلى الإعلام الرياضي أن يقود ويوجه ثورة التغيير الرياضية مثلما كان الفيسبوك وراء إشعال ثورات الربيع العربي.. وبكل نزاهة وحيادية رياضة ورياضة فقط, قبل أن تتدخل أطراف ستفسد فرحة استغلال فرصة التغيير الرياضي المنشود و المأمول عبر الصناديق.