;
عبدالله مهيم
عبدالله مهيم

التلالي الشبواني!! 1842

2012-03-05 16:18:37


المتأمل إلى واقعنا الكروي الآن سيجد أننا بدلا من التقدم إلى الأمام أسوة بكل بلدان خلق الله والتي واكبت عجلة التطور في شتى مناحي الحياة ومنها كرة القدم نتراجع إلى الخلف حتى أصبحت المسافة بيننا وبين من كنا نتفوق عليهم في العقود الماضية كبيرة جدا.
لكن في الوقت نفسه ورغم هذا الواقع التعيس نجد أننا مازلنا محافظين على ثروة حقيقية يقبطنا عليها الآخرين، ويخسرون الملايين من أجل كسب ودها.. نمتلك جماهير عاشقة ومحبة تضحي بالغالي والنفيس من أجل عيون من تحب رغم ظروف البلاد الصعبة ومشاكل الحياة التي تحاصر كلا منا من كل جانب.
حقيقة أحيانا تعايش أو تسمع قصصا من حب بعض الجماهير لأنديتها - رغم أن الواقع يفتقد لما يستحق لمثل هكذا حب وتفاني - حتى تصاب بالذهول وتتساءل.. ماذا كان سيعمل هؤلاء إذا كانت كرتنا مثل شقيقاتها من دول الجوار والتي يستحق أن نطلق على ما عندهم كرة قدم بالفعل.
هناك أمثلة كثيرة في واقعنا الكروي لمثل هكذا عشق وحب جنوني، وهو الأمر الذي يجعل الواحد منا يتحسر وبشده على ما وصنا إليه، ويبدي تعاطفا مع هؤلاء العاشقين والذي سأسرد قصة أحدهم كأنموذج في هذه العجالة.
عبدالعزيز العولقي.. اسم قد لا يعرفه الكثير عند سماعه منذ الوهلة الأولى، لكن بمجرد أن تعرفه باللقب الذي يحبه ويشتهر به (التلالي الشبواني) حتى تتغير الصورة تماما، فهو أشهر من نار على علم في الوسط الرياضي وتحديدا في التلالي منه.
التلالي الشبواني.. هذا الشاب البدوي الأصيل المنحدر إلى محافظة الرجال الأشاوس يعد نموذجا فريدا لأية قصة عشق بين شخص ونادٍ وعلاقة بين عاشق وكيان، وللأمانة أنني لم أسمع في حياتي بشخص مغرم بنادٍ رياضي مثله، ولن أبالغ إن قلت إن عشقه للتلال يصل إلى درجة الجنون.
أبو الوليد.. شاب حياته كلها التلال حتى أصبح هذا النادي العريق يجري في عروقه، ويؤثر بشكل مباشر على حياته الخاصة لدرجة أنه أضحى المعيار في أي شيء يخصه.. صداقاته وعداواته.. فرحه وحزنه.. إعجابه وكرهه.. كلامه وسكوته.. فتح تلفونه وإغلاقه.. بل إن أخبار هذا النادي أصبحت تلقي بظلالها على مزاجه، وقد لا يصدق البعض أنه مثلا أصبح يحب دولة مثل المالديف بينما يكره إحدى محافظات بلاده كمحافظة ذمار.
لا شك أن قصة هذا المحب ما هي إلا واحدة من مئات القصص لمحبين يحترقون على أنديتهم، ويتحملون تبعات الأخطاء الإدارية من جهة، وتخاذل بعض اللاعبين ممن لا يقدرون الشعار الذي يرتضونه، ولا يدرون ماذا يمثل لأناس في المدرجات من جهة أخرى!!.
أعتقد أننا مازلنا محظوظين بوجود مثل هذه النماذج الفريدة في الحب والانتماء، وعدم مقاطعتها لرياضتنا والتي أصبح وضعها يسد النفس، ويجعل الواحد يفكر في البحث عن عمل مفيد بدلا من حريق الدم والبكاء على إطلال زمن جميل قد ولى.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه.. إلى متى سيستمر صبر هؤلاء على واقعنا البائس الذي لا يشجع على الاستمرار أبدا؟!!.. وهل يمكن أن نرى في القريب تحول على الصعيد الرياضي أم أننا نسير في طريق خسارتنا لآخر ما نتميز به بعد أن خسرنا قبله الكثير في المدة الماضية؟!.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد