;
ماجد الداعري
ماجد الداعري

هل أنهى "صالح" استراحة المحارب؟ 1903

2012-03-18 06:46:45


على الرغم أن مغادرة الرئيس السابق علي صالح للمسرح السياسي - إذا ما صحت نواياه – بكرامة وشرف لا يستحقهما كما يجمع كل الثوار في ربوع اليمن، وخصوصاً بالتزامن الذكرى الأولى لمجزرة الكرامة التي هوت بعرشه في قاع سحيق من التفلت والانشقاقات أجبرته فيما بعد على اغتنام فرصة النجاة بجلده ومن معه بحصانة المبادرة الخليجية ومسارعته للتوقيع عليها، بعد أن ظل يتهرب منها مراراً وتكراراً ويصفها بالغير دستورية تارة وعديمة الشرعية تارة أخرى، إلا انه سيعود على ما يبدو لملاقاة تلك الأقدار التي كاد أن ينجو منها بحكمة تحسب له، كون تلك الحصانة حصنته مقابل مطالبتها له بوضوح- ولأول مرة- بالتخلي عن السلطة والعمل السياسي معًا، كما جاء في الصيغة الأولى من المبادرة الخليجية التي لا يملك مسودتها أحد غير الدكتور/ الزياني - أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج.
وما يزيد من مرارة ثوار اليمن بعد اتهام صالح لهم بالعمالة ووصفه لثورتهم وغيرها من ثورات الربيع العربي بثورة البلاطجة، إن خطابه الاستفزازي النتن جاء متزامناً مع التحضيرات الجارية لشباب الثورة لإحياء الذكرى الأولى لتلك المجزرة الشنيعة التي راح ضحيتها أكثر من 50 شاباً طاهراً في مقتبل العمر ممن كانوا يحلمون برؤية اليمن الجديد، بعيداً عنه وعائلته الارستقراطية، إضافة إلى اتخاذه لمسجده الصالح لتدشين نشاطه السياسي الحزبي القذر والمعرقل للمرحلة السياسية الراهنة وفق ما تناولته مؤخراً وكالات أنباء عالمية ووسائل إعلام دولية وعربية، و"اقتحامه البلطجي" لدار الرئاسة ومقابلة مناصريه من المشائخ في إحدى قاعاته التي خبر خباياها جيداً طوال 33 عاماً، وبعد أن وصل إليها بصورة انتهازية أراد أن يوصل للرئيس هادي رسالة مفادها أنه قادر على الوصول إليه في أي وقت ومخاطبة مناصريه وغيرهم بأن مكانته في ذلك الدار - الذي كان يحميه ساعتها "طارق" أحد أولاد شقيقه - ما تزال محفوظة باعتباره رئيساً للرئيس، غير أن الرئيس على ما يبدو سرعان ما فهم الخلل في مصدر تلك الرسالة، فأصدر بعدها بيوم قراراً جمهورياً قضى بتغيير قائد حرسه الخاص، فيما عاد صالح للمطالبة مجدداً - بعد انتهاء فترة استراحته كسياسي محارب- برحيل العشرة المغضوبين عليهم في نظره من السلطة وقيادة الجيش بمن فيهم شيوخ العلم والدين والقبائل والنافذين مقابل استقرار اليمن وفق رؤيته المنطلقة من زاوية التباكي والإحساس بالضياع والخسران المبين وإن كان في مطلبه ذلك حقيقة ومنطق يحترم عليه إلا أنه حق يراد به باطل كما يدرك ذلك الثور، ولذلك فقد وصلت رسالته إلى اليمنيين جميعاً على حقيقتها المؤكدة على مدى هوسه الأعمى واشتياقه القاتل لذلك الدار الذي غدت عودته إليه ضرباً من الأحلام المستحيلة، سيما في ظل اعتزامه العودة فعلاً إلى ممارسة العمل السياسي في البلد الخاوي العروش بعده وبفضل أمانة حكمه الميمون وصلابة مؤسساته المتينة التي ظل يشيدها طوبة طوبة عشرات السنين كما قال في إحدى عنترياته الرخيصة.
وقبل أن تتناسى "زعامته" مؤخراً وكما يحلو له ومبخروه تسميته - أن حصانته الباطلة تلك جاءت لكي يتوارى عن الأنظار ويبعد طيفه الظلامي الخانق على أعين ومسامع أبناء الشعب حتى يتفاءلوا بخير بعده وبعيداً عنه، ما لم فإن ورقة وحبر تلك الحصانة المقيتة لن يغنيا عنه ولا أمواله من الشعب شيئاً، إذا ما صعد الشعب ثورته مجدداً للمطالبة بإسقاطها وتقديمه وأعوانه للمحاكمة على كل تلك التهم والجرائم التي أبدى حرصاً غير مسبوق في المطالبة بحصانة منها لمعرفته الأكيدة بمرارة المآل وشر المصير المنتظر بسببها، ولذلك فان من الأخرى به أن ينهي فترة استراحة المحارب في أي بلد آخر غير اليمن التي لم تعد قابلة لزعيم مراوغ وسياسي مخادع مثله وحتى لا تظل النظرة لخليفته هادي بوصفه تيساً سياسياً محللاً لا أكثر وليس رئيساً انتخبه كل اليمنيين بنسبة عالية من التصويت لم يصل إليها هو ولا نظرائه من العرب الضحايا المطاح بهم وبعروشهم، وفق إحصائيات لجنة الانتخابات وليس إحصائياتي أنا طبعاً.
ولعل جمعة الأمس التي تعهد من خلالها الثوار في ربوع اليمن بالانتصار لشهداء الثورة وإسقاط الحصانة عن صالح ومعاونيه ومحاكمتهم بتهمة التورط في جرائم قتل منها تلك الجريمة البشعة المتعلقة بجمعة الكرامة والتي أطل العميد يحيى صالح أركان الأمن المركزي مؤخراً من بين مجنداته لينفي صلته أو قواته بتلك المجزرة التي قال بكل بجاحة ووقاحة ودناءة إن شباب الثورة وحماتهم هم من ارتكبوها بحق أنفسهم.
في معنى ما قال واكتفائه بالترحم على أرواح الضحايا وتوجيه التهم الخالية من المنطق - كخلو عقله من الفكر السليم- إلى الضحايا أنفسهم، في حين كانت عربات الأمن المركزي ومكافحة الشغب تتحرك من خلفه وهو يتحدث بمنطق عسكري أعمى لا يقبل به حتى الأطفال وعديمو العقول أنفسهم.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد