;
حسن محمد القاضي
حسن محمد القاضي

الأقربون أولى بالمعروف.. 1437

2012-03-24 15:25:07


صحيحٌ أن هذا الموظف أو ذاك ممن عملوا وما زالوا في هذه الإدارة أو تلك، أو يعملون في هذه الوزارة أو تلك، هو من ذوي الخبرة والمقدرة، وهو بحسب القانون من يستحق أن يشغل هذا المنصب أو ذاك بحكم الخبرة والمقدرة..
هذا بحسب القانون، ولكن.. هل يصح أن أقوم بتعيين هذا الموظف أو ذاك فقط لأنه عمل في هذه الإدارة لسنوات طويلة وخبرته ودرجته الوظيفية وتخصصه يؤهلانه لشغل هذا المنصب، أو حتى طبقاً للقانون، وأن أترك قريبي أو صديقي الذي أقالوه من عمله في الوزارة الأخرى دون تعيين؟!
بالتأكيد لا يصح، وإلا فأين الزمالة والصداقة والقبيلة، وأين حق القرابة، ألم يقل الله عز وجلَّ في كتابه: "الأقربون أولى بالمعروف"؟!
ولذلك يصبح من الواجب شرعاً ألا أترك قريبي أو صديقي دون تعيين، وأنا المدير المسؤول أو الوزير.. يا أخي وإن كان حتى من خارج التخصص، كما تقول، فماذا يعني ذلك؟!
سيتعلم، مثله مثل غيره، ومع الأيام سيكتسب خبرة..!!
منطقٌ خِلنا واهمين، أننا سنتخلص منه مع انتهاء النظام السابق وبداية نظام جديد وحكومة وفاق نعلق عليها الكثير من الآمال..
ولكننا ندرك مع كل فجر يومٍ جديد مدى الوهم والزيف الذي اعتقدناه ومِلنا إلى تصديقه كحقيقةٍ لا جدال فيها.. فها نحن ومع الكثير من التعيينات وخرافة التدوير الوظيفي والتي يتشدق بها وزراء حكومة الوفاق، ويتبعهم في ذلك الكثير من مدراء المكاتب والفروع التابعة لهم، نشهد أو نسمع في هذه الوزارة أو تلك تعيين فلانٍ أو فلانة، ليس لاستحقاقه أو لخبرته أو حتى لدرجته الوظيفية، وأيضاً ليس لتخصصه فكثير من هؤلاء يأتون من وزارات أخرى وتخصصات بعيدة، ولكن.. فقط لأنه أو لأنها صديق أو قريب أو معرفة قديمة أو ابن فلان أو من بني فلان..!!
وإلا كيف لطبيب مثلاً لا خبرة له بالتربية والتعليم ولا بالرؤى والاستراتيجيات لتطوير التعليم أن يصبح مديراً أو مسؤولاً في وزارة التربية أو في أحد المكاتب التابعة لها؟!
وكيف يمكن لمعلم أو تربوي أياً كانت درجته أن يصبح طبيباً أو مديراً لمستشفى وهو لا يعرف من الطب سوى اسمه كيف سيدير هذا المرفق أو ذاك وهو لا يعرف شيئاً عنه أو التعامل مع الموظفين أو مع من يتعاملون معه أكانوا مواطنين أو غيرهم؟!
وحتى يكتسب خبرة بعد عام أو عامين، ويعرف ما الذي يجب فعله، ترى كم هي القرارات الخاطئة التي سيتخذها، وما هي الضريبة التي علينا دفعها حتى يكتسب هذا المدير غير المؤهل وغير المتخصص خبرة تمكنه من الإدارة الصحيحة لهذا المرفق أو ذاك، وكم على الدولة أن تخسر، حتى يتمكن من فهم هذا العمل، الذي يعتبر هو دخيلاً عليه، فليس ضمن اهتماماته، وربما لم يتخيل طوال عمره أنه سيكون يوماً في هذا المنصب بالذات الذي لا يمت له بصلة.!
عجائب.. كان من جملة المفاسد التي ثرنا عليها، وقامت من أجلها الثورة الشعبية التعيين بحسب القرابة أو المعرفة أو الصداقة أو حتى الوساطة، وكان التعيين لشخص من خارج الاختصاص ومن مرفق آخر بعيد كل البعد عن اختصاص ومجال عمل ذلك الذين عُين فيه بحسب القرابة أو... أو... هو واحد من المساوئ التي يرتكبها المسؤولون الحكوميون، ومن بينهم وزراء، كما فعل وزير سابق بتعيينه دكتورة في الصيدلة لتصبح وكيلاً في وزارته التي لا علاقة لها بالطب أو بالدواء أو غيره لا من قريب ولا من بعيد، لتقوم هذه الوكيلة (الهجين) وأثناء ممارستها لعملها الجديد آنذاك باتخاذ العديد من القرارات العشوائية، وارتكاب أخطاء أقل ما توصف به أنها فادحة..
وغير بعيد، وقبل أيامٍ قليلة ارتكب أحد وزراء حكومة الوفاق الخطأ ذاته عندما قام، بحسب بعض المصادر المطلعة، بتعيين أحد موظفي الخارجية ليصبح مديراً لقطاع يترتب على نتائج عمله مستقبل أجيال قادمة.. فمعالي الوزير وإن كان أحسن في إقالة المدير أو المسؤول السابق لهذا القطاع أو المرفق بعد أن قضي فيه ما يقارب 20 عاماً، إلا أن الوزير - سامحه الله – أخطأ ولا شك في تعيين شخص من خارج الاختصاص، حتى وإن كان هذا الشخص ذا خبرة وكفاءة في عمله السابق إلا أنه بالتأكيد لا يعرف شيئاً في عمله الجديد، وحتى يفتح الله عليه ويكتسب خبرة في عمله الجديد، ترى ما الضريبة التي على الوطن دفعها..؟!
ودعونا نوجه سؤالنا إلى معالي الوزير: ما هو الأساس الذي استندتم عليه في قراركم هذا؟
عفواً معاليك.. نحن لا نقصد التقليل من مقدرتكم الإدارية، كما لا نشك في حُسْن تقديركم للأمور وصواب اختياركم.. لكنه مجرد سؤال ليس إلا..!!

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

محمد الجماعي

2024-05-06 23:20:44

"فسيلة" الزنداني؟

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد