;
د/ عبدالله الحاضري
د/ عبدالله الحاضري

ما قبل انعقاد مجلس الأمن الدولي القادم 1991

2012-04-15 03:31:53


لدى الإنسانية اليوم رصيد تجربة رائع اكتسبتها من خلال مسيرتها المتحضرة عبر القرون الطويلة الماضية، توَّجت هذا الرصيد في أبها حُلّة يفتخر بها التاريخ، إنّه القانون الدولي بكل تفريعاته وكأنما قَدَر البشرية أن تخوض تجاربها بنفسها على كُل المستويات لتكتسب منها ماهية عناصر البقاء والفناء ويصبح معيار استمرارها في الحياة بطريقةٍ لائقة هي القدرة على خدمة الإنسان مُطلق الإنسان وكُلما وُضِعَتْ التجربة الإنسانية في خدمة الإنسان كُلّما كان ذلك مؤشراً على قُدرتها على الاستمرار.. وبالأمس القريب قرر المجتمع الدولي أن يضع رصيد التجربة البشرية ممثلةً بالقانون الدولي في خدمة إخوانهم اليمنيين الذين خاضوا تجربة ثورة أدهشت العالم من أجل أن يحيوا حياةَ كريمة تليق بالإنسان وبكرامة الإنسان، فأصدر قراره الأمني برقم 2014مُتضمناً المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة والتزم الشعب اليمني بهذه القرارات أملاً أن تتجاوب وتستجيب بقايا النظام السابق للإرادة الشعبية والدولية، غير أنها لم تفعل ذلك بل تعاملت مع هذه القرارت بسوء نية وبدجَلْ سياسي مُقزز تماماً كما كانت تتعامل مع العالم فيما يخُص الحرب على الإرهاب الذي ظهرت نتائجه في الأيام الأخيرة في البيضاء وأبين وبدلاً من مُحاربة مجاميع مزعوم القاعدة أصبحنا نتعامل مع إمارات القاعدة.
أقول بقايا النظام وبمصطلح أكثر دقة الأسرة الحاكمة سابقاً بنظرية الدَّجل السياسي تتعامل مع القرارات الدولية حتى تعرَّت تماماً بتمردها على القرارات الجمهورية التي أصدرها الرئيس هادي وتبيَّن بالضبط ماهية مُعطيات الدَّجل السياسي وأن الأسرة الحاكمة سابقاً تأبى أن تخضع للشرعية الشعبية والشرعية الدولية واستبان أن هذه الأسرة لن تدع الشعب اليمني يعيش بسلام، فهي تسعى إمَّا لتدميره أو إعادته للحضيرة الإقطاعية الأسرية واستبان أيضاً أن أهم وسائل التدمير أو الإعادة هو الإرباك الاجتماعي والسياسي وتفعيل أدوات التدمير البشرية المنحرفة فكرياً ووطنياً بدعمها مادياً وسياسياً للوصول إلى مرحلة الإرباك الاجتماعي والسياسي الكامل حتى يسهُل تمرير مشروع الانفصال وتكوين الإمارات الدينية في أقصى الشرق وأقصى الشمال.
الأسرة الحاكمة حتى يُمكن الوقوف أمامها وأمام مشاريعها اليوم بحاجةٍ إلى تكاتُف شعبي وتعاون دولي، فهي تملك من أدوات التدمير والإهلاك مالا يملكه أحد، فقد استغلت وجودها في السلطة ثلاثة وثلاثين عاماً فكوَّنت ثروةً ماليةً طائلة وترسَانة أسلحة غير اعتيادية وجزءاً من مجتمع جَهَّلتهُ ليسهُل تسخيره لحمل البنادق والقتل والمُهم أن تحفر لهُ الخنادق.. إن هذه المُعطيات تجعل من الأسرة الحاكمة سابقاً مُتمردةً على كل شيء حتى على القيم الأخلاقية الإنسانية.
وما هو غائبٌ اليوم عن المُجتمع الدولي أنَّ هذه الأسرة لا تستهدف من خلال التشبُّث بالجيش الحصول على مكاسب، بل من أجل إيقاع أكبر كَمْ مُمكن مِن الإهلاك بهذا الشعب إن لم تستطع إخضاعه ولا أعتقد أنّه إلى حد الآن قد استطاع أحدٌ ما أن يُفسر لنا تاريخياً لماذا أحرق نيرون روما؟.
أقول هذه الكلمات قبل اجتماع مجلس الأمن الدولي الذي آمل منه أن يُقيّم بجدّيةٍ المرحلة التاريخية الآنية التي أصبحت فيها الأوضاع على المستوى السياسي والأمني أكثر خطورةً من ما مضى ويُشير بصراحة من المُتسبب فيها، فالشعب اليمني الحضاري تاريخياً يطمح أن يحيا بسلام ويشارك في إعمار الأرض بالاشتراك مع إخوته في الإنسانية ولقد التزم بكل القرارات الدولية وهو اليوم مُلتف حول رئيسه المُتخب ويقف معه بكل وطنيةٍ وإخلاص، لكنَّ الأسرة الحاكمة سابقاً تمرَّدت على الرئيس هادي وعلى القرارات الدولية ومازالت مستمرةً في تمردها حتّى اللحظة.
أنا في كلماتي هذه لستُ شاكياً هذا الظُلم الواقع على الشعب من تبعات هذا التمرد، لكني أودّ أن أضع الجميع أمام الوضع السياسي والاجتماعي الحاصل اليوم في الوطن.. وفي نفس الوقت أقولُ للمجتمع الدولي: نحنُ شركاء معكم في تكوين الرصيد الحضاري الإنساني المُتمثّل في القانون الدولي والتاريخ شاهدٌ على ذلك وهذا الشعب لا يُريد أن يخرج عن ما شارك في تكوينه ويلجأ في إزالة الظُلم عن نفسه لأنماط تُخالف منهجية السلمية وتاريخه الحضاري مع دخول ذلك كله في دائرة المُمكن وهو الآن لا يطمح بأكثر من تكاتُف المُجتمع الدولي معه ومع رئيسه هادي واتخاذ قرارات عقابية إن
اقتضى الأمر على أي مستوىً مُمكن بحق من خرق المبادرة الخليجية والقرارات الدولية وبدأ يُشكل بتمردهِ على الشرعية القائمة خطراً على الحياة المدنية وعلى المُجتمع الدولي نفسـه.
وعلى نفس السياق وبغضّ النظر عن نتائج اجتماع مجلس الأمن الدولي القادم نقولُ لٍكُلِّ من وقف معنا واهتمَّ لأمرنا على مستوى الدول والشعوب! شُكراً لكم ولاهتمامكم بنا، فقد تكون في أواصر الأخوة الإنسانية المُتجذّره ملاذاً آمناً مِن ظُلم الإنسان لأخيه الإنسان في زمنٍ التبس فيه مفهوم الزعامة بالذّات المنتفخة المقدسة والتبس فيه مفهوم الوطنية بالخيانة الملوثة بِدم شعبٍ يبحثُ عنْ كرامتِه..

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد