النساء "جمال" جمع جمل وأعنى بهذه العبارة أن النساء كالجمال أو النوق جمع ناقة، إذ تتحمل المرأة ما لا يتحمله الرجل وهي صابرة وصامتة..
خاصة في مجتمعاتنا العربية واليمن بالذات.. حيث لم تعرف المرأة في بلادنا الرفاهية حتى الآن، نحن في القرن الواحد والعشرين ومازلنا نعيش حياة القرون الماضية.. كل الحكومات ما استطاعت أن توفر لنا الرفاهية وكأن علينا لعنة أو عضب إلهي.. إذا لم تكن عضاباً علينا فلن نبالي بكل الخطط الخمسية أو العشرية.. أهم شيء رضا الله علينا في الدنيا والآخرة.
ترى لماذا لم تنج حكوماتنا على مدى عقود من أن توفر لنا حياة كريمة فيها ولو قليل من الرفاهية؟ هل لأن العقلية اليمنية لا تعرف الكثير عن التخطيط لحياة أكثر رخاء، أم أن ثقافة الرخاء والراحة، والرفاهية غير موجودة في المجتمع بالتالي ليس من حقنا أن نمارسها في الواقع؟ أم أن الموارد الموجودة والمتاحة لا تسمح بحياة أخرى سوى حياة الكفاف والجفاف والحراف؟.
× لا شك أن المرأة اليمنية بذلت كل ما في وسعها من أجل حياة ملائمة خاصة في الريف، تحملت النساء مسؤولية توفير المياه من مسافات بعيدة وأماكن مرتفعة، نقل الحطب من أقصى الجبال، طحن القمح والذرة وكل أنواع الحبوب و...الخ من المهام التي لم يسهم فيها الرجل بشيء ومع ذلك ظل الرجل زوجاً كان أو أخاً أو ابناً ظل يستخدم الماء المورود بمشقة ويستمتع بالأكل المطبوخ بحطب جلب بعناء وتعب ولم يلكف نفسه ويخطط أعني الرجل" لم يكلف نفسه التفكير في كيف سنوفر المياه والحطب أو الغاز أو الطاحون أو تسهيل الحياة لهؤلاء النسوة وبناتهن.. فهناك قرى مازالت بلا مشاريع مياه، بلا كهرباء، بلا غاز هذه الخدمات البسيطة، لو ناضل الرجال من أجلها في كل القرى لتحسنت أوضاع النساء.. كذلك المدارس للبنات ومحو أمية الكبار لتعويض المرأة ما فاتها من فرص التعليم.. أنا لن أطالب من النساء وحدهن النضال ولكن أطالب كل الرجال أن يعملوا من أجل توفير حياة أفضل في الريف بالذات وبدلاً من أن يشفق على المرأة غير المتعلمة، عليه أن يساعدها لتتعلم من خلال فصل واحد لمحو الأمية في قريته وهذا المدلل ما زال ينتظر المرأة التي تشبه أمه لتقوم بكل واجباتها، إضافة إلى كثير من واجباته.. في الأسبوع المنصرم قدمنا تدريباً في فن إدارة الوقت في إحدى المدارس بأمانة العاصمة زميلتي نبيهة الحيدري وأنا للمدرسات.. أنعطف النقاش بعد التدريب حول أدوار وواجبات الرجل التي يرمي بها وتتحملها المرأة فإحداهن قالت "عندما يمرض إبني أتصل به ليذهب بطفله للطبيب، يرد: خذي أي حد من بيتكم وأذهبوا بالصغير للطبيب".. تتكرر المسألة ومن هنا يبدأ يتنصل عن واجباته.. أخرى قالت عندما "أدبر" الغداء بالسلف أو من بيت أهلي أو من أي مكان.. أول مرة، ثاني مرة يصبح واجباً علي تدبيره حتى إذا لم يترك لي مصروفاً..
القضية هي أن معظم الرجال مدللون ومعظم النساء ليعشقن دور أمهاتهن المناضلات من أجل حياة كريمة للأسرة، فالبنت نسخة من والدتها التي قاست وصبرت كالجمال تماماً.. سألت المدرسات كيف نعيد الرجل لتحمل واجباته التي كان يقوم بها في السنوات الأولى من الزواج.. رأيي أن نعيد الرجل للمربع الأول من خلال عدم القيام ببعض الواجبات التي تخصه وتركها له وتدريجياً يتحمل واجباته بالحوار والتفاهم وليس بإثارة المشاكل ـ والحنق..
× النساء النوق مازلن يسددن فواتير الماء والكهرباء ويتابعن دروس الصغار ويذهبن إلى السوق لشراء مستلزمات البيت، مازلن يأتين بالسباك لمعاجلة خلل "الصنابير" ويأتين بالكهربائي وبالنجار و........الخ.
قيل أن المرأة السعودية أكثر رفاهية من كل نساء العالم، كل شيء يأتيها إلى عندها كل طلباتها مستجابة، لن نحسدهن ولن نتفق مع هذا الرأي لأن المرأة اليمنية هي الأكثر سعادة وأن كانت أقل رفاهية لأنها تقوم بأداء واجباتها بحرية كاملة وتفعل ما تريد، لأن أهم شيء في حياة المرء ألا تقيد حريته ذكراً كان أو امرأة... فالمرأة في بلادنا رغم العناء والشقاء هي أكثر سعادة صاحبة رأى وكلمةً..
× اللهم اجمع بيننا وبين الرفاهية ولو بعد الفترة الانتقالية لأننا سئمنا خطط الحكومات الناشفة، ليس لديهم حلول تغيير الوضع ولا رؤية ترتقي بالحياة كانوا ينهبون المساعدات والهبات، لا هم شبعوا ولا خلو الشبع الشعب.. الآن وقد أنزاح الفاسدون ـ يعني مش كلهم ـ لا بد من طارئ شبع يطرأ على الناس وإلا ـ ستكون لعنةُ وغضب من الله والحكومة ستدخل النار.