;
متولي محمود
متولي محمود

مراقبين بالتقسيط.. وشهداء بالجملة!! 1841

2012-05-04 01:18:47


في سوريا الحبيبة, استعصت الحلول وتوارى الأمل خلف قضبان السجون, وضاقت السبل بشعب أقل ما يقال فيه أنه شعبٌ خلق للحرية وليس غيرها! شعبٌ قاسى ومازال يقاسي شتى ألوان التعذيب من نظام "سادي" امتزجت همجيته بنزعة طائفية قبيحة. يواجه اليوم أحرار الشام تصفية طائفية, كتلك التي حدثت في العراق إبان الغزو الأمريكي, تقوم بها الأقلية العلوية بتنفيذ إيراني (شيعي) وبسلاح روسي (شيوعي) وبمباركة وتواطؤ (غربي عربي).
لا تزال الدماء تنزف بسخاء على أرض الكرامة رغم مرور أكثر من عام على انطلاقة الثورة المباركة, يتفنن الجيش الأسدي بمعية الشبيحة وبعض المرتزقة الطائفيين الذين اجتلبهم النظام من خارج البلد لإطفاء جذوة الثورة في أعتى ثورات الربيع العربي, ولم يزل الشعب السوري يضرب أروع الأمثال في الصمود والمثابرة لنيل الكرامة المغيبة منذ أكثر من أربعة عقود.
يعتبر الفيتو الروسي الصيني المسئول الأول عن كل تلك الدماء الطاهرة التي لم تزل تعطر تربة الشام حتى اللحظة, أمام قرارات مجلس الأمن الخجولة التي لم تحل دون سفك الدماء وإيقاف حمام الدم في أقل تقدير.
في كذبة جديدة سمجة اسمها (المراقبون الدوليون) في خطة المبعوث الخاص لمجلس الأمن وجامعة الدول العربية (كوفي عنان), التي تستند على ستة بنود لعل من أهمها إيقاف شلال الدم وإنزال 300 مراقب دولي إلى الأراضي السورية, بالطبع وافقت روسيا والصين لتأكدهم أن هذه المبادرة لن تضر العلويين ولن تؤثر شيء على مصالحها وأنها مجرد لعبة قميئة يقوم بها مجلس الأمن لإسكات الأصوات التي تعالت على صمته.
يأتي المراقبون الدوليون بالتقسيط (المُريح) بحسب إملاءات النظام السوري نفسه، مقيدين بمرافقين من الأمن الأسدي، يسيرونهم أينما أرادوا بينما تختبئ الدبابات والمصفحات خلف الأبنية والعمائر الكبيرة ولم تزل آلة الموت والدمار تحصد عشرات الشهداء كل يوم، علماً بأنه ومنذ بدء مهمة المراقبين الدوليين استشهد قرابة 700 شهيد بينهم نساء وأطفال, ولم يزل القصف متواصل على مرأى ومسمع المراقبين الذين لم يستوفوا بعد عدد الخمسين مراقباً, من المفترض أن يكون هناك أكثر من ثلاثة مراقبين على الأقل في المدن التي تشهد عمليات عسكرية ودمار شامل من قبل النظام.
الحسنة الوحيدة للمراقبين هي عودة الزخم للمظاهرات، خصوصاً يوم الجمعة، حيث بلغت الجمعة الماضية (جمعة أتى أمر الله فلا تستعجلوه) أكثر من 500 مظاهرة في مناطق متفرقة من سوريا.. لكن ومع ذلك فلم يزل الشهداء يتساقطون (بالجملة) كل يوم بمعدل 20 شهيد يومياً, بينما يصطنع النظام الأسدي تفجيرات في العاصمة وحلب ليروح بذلك عشرات الأبرياء وفي بغيته إرباك المشهد وهو سلوك سمج اتخذته كافة الأنظمة القمعية التي حدثت فيها موجات الربيع العربي والذي لم يعد ينطلي على الشعوب علماً أن تفجير يوم الجمعة هو المكان ذاته الذي حدث فيه تفجيرات قبل أشهر, عجباً! ألم يوضع المكان هو الآخر تحت المراقبة؟!
وبين الشيوعيين المؤيدين والرأسماليين المعارضين,, وبين الطوائف المقيتة ومراقبين بالتقسيط عاجزون عن إيقاف المذابح الأسدية يدفع الشعب السوري وحده ثمناً باهضاً من أجل الحرية والكرامة وسط الأشلاء والركام ولسان حاله يقول (سنظل صابرين حتى يمل الصبرمنا)!!

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبد الملك المقرمي

2024-05-05 23:08:01

معاداة للإنسانية !

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد