;
أحمد حمود الأثوري
أحمد حمود الأثوري

حقول ملغمة أجمل صنائع البشرية 3539

2012-05-14 03:06:26


الوحدة رباط مقدس وأجمل صنع للبشرية والوحدة اليمنية أذابت الحدود بين الشعب الواحد منذ الأزل، ولكن هناك أطراف نافذة كارهة لليمن ككل عملت بكل الأساليب القبيحة على تشويهها وإفراغها من مضمونها والتعامل بها كفرض بالقوة - كما قد تأصل عند إخوتنا في الجنوب، وحرفها عن معانيها السامية، ومازلنا نراها جميلة حتى في عيون من ظلموا ومكابرة من ينادون بخنقها لأنها لم تورثهم سوى ظلمهم، وأمام تأزم خطاب الكراهية والمناطقية في خطاب الحراك الجنوبي والتعبئة الخاطئة القائمة على وضع الشمال "كستعمار بغيض"، لم تعد الوحدة أمام هذه الخطابات وحدة بل أصبح يروج بأن ما هي سوى طوق إجباري لضم الجنوب بالشمال، وأمام هذا التطرف في الخطاب الذي كان نتاج مواجهة "شلة مستنفذين" عاثوا بأرض الجنوب، نرى جميعاً أن الحوار هو ما تحتاجه الوحدة لإنقاذها وذلك بحلول جادة تقف عليها الأطراف جميعاً .
***
الوحدة اليمنية سمحت بامتزاج الثقافة المتباينة بين الشمال والجنوب، فكانت أقدس عمل بشري نتاج تراكم نضالي من اجل تحقيقها، وسمحت لنا بالتداخل وتعميق أواصر الإخاء وفتحت آمالاً عدة لكل اليمنيين نحو شراكة وطنية وتكليل لكفاح شعبين -مجازاً - ناضلا منذ القدم نحو هذه الوحدة ،فواجه الشمال قوى إمامية تجهيلية وانتصر عليها بثورة سبتمبر، وصمد الجنوب في وجه الاستعمار البريطاني الذي عمد على تقسيم الجنوب إلى سلطنات متناحرة، وانتصر أبناء الجنوب على مستعمره بثورة أكتوبر، ولولا المعوقات التي اعترضت الشمال والجنوب لكان عمر الوحدة يشارف على الأربعين عاماً، إذ عمدت الدول الخارجية على عدم تحقيق هذا الإنجاز إلى جانب قوى داخلية وتجار الحروب ومن هم مستفيدون من هذا التشتت .
*** ***
إذا نظرنا لسلبيات الوحدة كمصطلح ليس للوحدة من سلبية إطلاقاً بل سلبية النظام وسلبية التعميم والدعوة للشقاق .
فمن الظلم جداً أن تحمل الوحدة هذه التركة الثقيلة من سطو المستنفذين في الشمال ومن عبثوا باليمن ككل واستحلوا كل شيء فيه، الوحدة جميلة، مقدسة، لكن حملت أوزار ظلم بحق الجنوب وأصبحت وسيلة - يراها شلة المستنفذون الذين تقلدوا الحكم وامتلكوا النفوذ- لاستعمار الجنوب وإذلاله ونهب خيراته، وبرغم هذا الظلم الذي حل بجنوب اليمن ومواجهته بخطابات الانفصال المقيتة
لا أظن أن الوحدة ستنتهي لأنها لم تكن بين شعبين بل كانت بين شعب واحد رغم اختلاف الثقافتين، شعب فرقته الحدود وفرضت عليه كيانان منفصلان، إذ أنهم الشعب في الشمال والجنوب كانوا على وحدة روحية منذ الأزل ولم يكن إعلانها إلا لتذوب الحدود إلى غير رجعة، فمسألة فك الارتباط ليس كما يظن المتهورون بأنها سهلة كسهولة النطق بها، بل هي عملية معقدة لا يستطع أحد أو شعب الجنوب تحمل نتائجها حتى لو خيراته كفيلة لبناء عشرة أوطان، إذ بعد مرور عقدين تداخل به المجتمعان واختلطت مصالحهم ويبقى المجتمع الموحد - رغم أخطاء الماضي- مفتوحاً للاستثمار والمجتمع المنقسم مفتوحاً للاستعمار.
العقلاء في الجنوب يدركون هذا الإشكال الحقيقي في دعوات التفرقة ،لذا حتى المنادون للانفصال أو فك الارتباط يغشاهم هذا الخوف الشديد المنطقي من خطورة الانقسام وإلا لكانت الوحدة في خبر كان بإدخال البلد في اتون حرب داخلية وتمكين تجار الحروب من اكمال مخطاطتهم التدميرية التي لم تنجز في صيف 94م، ونبقى نؤمن بأن هذا الخوف نابع من حبهم لوطنهم واستيعابهم للأخر بالتسامح الذي يسكنهم وبتطلعهم للعدالة ومحبتهم لكل اليمنيين، ونتمنى أن يعم الخوف على مصير الوحدة كل يمني أكان في الشمال أو الجنوب
*** ***
كما أوردت عن صعوبة انفصال الجنوب عن الشمال لكن ليس هذا ببعيد عن إدخال اليمن في فوضى -أمام هذه التغذية المستميتة الراجمة بخطابات الكراهية- إذ لم تعالج قضية الجنوب معالجة شاملة وإعادة الاعتبار للوحدة وتقديم ضمانات لهذا الشعب برد المظالم والتعامل معه كشريك، وأمام الحكومة فرصة قد تكون الأخيرة لإعادة لحمة الوطن متماسكة وفق حوار وطني شامل يعيد الاعتبار للجنوب وان تكون الأفضلية لمن يقدم أكثر للوطن من أي منطقة أو مذهب كان.
*** ***
جميعنا في الشمال نتمنى أن يرد الاعتبار لهذه المفردة المقدسة، لأجمل صنع بشري يمني، وان يزال ما رسب على وجهها بفعل كارهيي الوطن وان تجمعنا شمالاً وجنوباً "وحدة قلوب" ،
وان تصبح - أي الوحدة - طريقاً للشراكة والنهضة بالوطن ككل ..
***
> وبعد مرور 22 عاماً من عمر هذه الوحدة نطالب أولاً بإعادة كل حقوق الجنوب من" إعادة الأراضي المنهوبة وإشراك لابناءه ورفع الأيادي الجاثمة فوق صدر هذه البقعة المباركة"، نطالب بهذا عبر حوار وطني بمراحل تفضي إلى معاملة الجنوب كشريك حقيقي وإعادة الاعتبار للوحدة وإزالة احتقانات 22 عاماً.
ونطالب الإخوة في الجنوب لتحكيم عقولهم وإدراك أن الظلم وقع من جماعة صغيرة ظلمت الوطن بشماله وجنوبه وبعد ثورة الوطن الشبابية ضد هذا الحكم عليهم اللجوء للحوار والتعامل وفق المصلحة الوطنية في ظل توافق الأطراف والجلوس على حل هذه القضية، ونتمنى منهم عدم تقديم خدمة مجانية -لمن ظلمهم- وذلك بعدم تنفيذ مخططاته بتمزيق لحمة اليمن وإشعال نار القتنة بين الجنوب والشمال . نحتاج لتحكيم العقل في لحظات حرجة في تاريخ اليمن ..
إذ في حال نشبت شرارة الاقتتال لن يكون هناك خاسر وفائز بل سنهدم اليمن هذا الوطن الجميل، ولن تقوم قائمة له بعد أن نطلق الرصاصة تلو الأخرى نحو قلبه، ومازالت دعواتي تتكرر بأن ما يلزمنا لحل جميع المشاكل العالقة هو حب الوطن الكبير والعظيم بوحدته وتماسكه وتآلف قلوب أبناءه .

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد